"خالتي توفيت أمام عيني".. طبيب يروي تفاصيل 14 يومًا داخل مستشفى العزل ببلطيم
كفر الشيخ - إسلام عمار:
بطولات الجيش الأبيض لاتنتهي، مهام ثقيلة ولحظات حرجة، وأخرى إنسانية، حملوا على عاتقهم مجابهة فيروس كورونا القاتل، وواجهوه دون خوف، ليكتبوا قصص نجاح بحروف من نور.
الدكتور محمد الزيات، طبيب الباطنة وأمراض الكبد بمستشفى كفر الشيخ العام، وقع الاختيار عليه ليكون أحد أفراد فريق العزل بمستشفى بلطيم، وبعد 14 يومًا قضاها في مجابهة الفيروس، خرج ليروي كيف واجهوا القاتل الصامت بعزيمة وصبر.
مواجهة الخوف
قال "الزيات" إنه منذ بداية تكليفه للعمل في مستشفى العزل بمدينة بلطيم، ولحظة وصوله ضمن طاقم العمل من الأطباء والممرضين، انتباتهم لحظات خوف، لتعاملهم للمرة الأولى مع هذا الفيروس الغامض الغريب، بعدها بدأ الفريق في وضع خطة للتعامل كل وفق المهام الموكلة إليه.
وأضاف الطبيب، أنهم كانوا يعملون مدة 10 ساعات يوميًا، وعلى الرغم من الإجهاد والمشقة، لم تقل عزيمتهم، ويبدأ عملهم بارتداء البذات الواقية، وإجراء التعقيم اللازم وفق البروتوكولات التي حددتها وزارة الصحة.
تهيئة المريض
وأضاف الزيات، أنهم كأطباء كان لهم دورًا بجانب عملهم الأساسي كمعالجين لمرضى كورونا، يتضمن تهيئة المريض نفسيًا بالتحفيف عنه وزرع الأمل فيه بالشفاء.
وأوضح طبيب كفر الشيخ، أنهم يعملون على متابعة حالة المريض بشكل شامل، ولا يقتصر العمل على مواجهة كورونا فقط، وضرب مثالًا بمريض استدعى دخوله غرفة العناية المركزة، إثر تعرضه لتعب مفاجئ، دخوله غرفة العناية المركزة، فلم يتردد أو ينتظر عاملًا لنقله بل أسرع بمعاونة زميله أحمد سعيد وأسرعا لإنقاذه.
"خالتي ماتت ومدفنتهاش"
قال الزيات، إنه تعرض للحظة مؤثرة أثناء عمله طيلة 14 يومًا تتمثل في استقباله خالته المصابة بفيروس كورونا، والتي تقيم معه في مسقط رأسه بقرية شباس عمير التابعة لمركز قلين، وصعدت روحها إلى بارئها متأثرة بالفيروس، ولم يستطع حضور جنازتها.
وأضاف، طبيب كفرالشيخ، الأطقم الطبية تحملت كثيرًا، وكانت الأحمال فوق طاقتهم، إلا أنهم صمدوا في مواجهة الصعاب، كما يفعل المصري الأصيل وقت الشدة، وأبدوا استعدادهم للعمل لفترة جديدة دون مقابل.
أصغر مريضة
لفت طبيب الباطنة العائد من رحلة عمل في عزل بلطيم، إلى أن المستشفى استقبل أصغر مريضة، مصابة بفيروس كورونا، طفلة عمرها 9 سنوات، أصيبت بالمرض نتيجة اختلاطها بوالدتها التي دخلت المستشفى قبلها بـ 3 أيام، وكلتاهما تقيمان في محافظة دمياط، بعد إصابة الأم خلال زيارتها لأقاربها بقرية شباس عمير، وأقامت الطفلة مع أمها في عزل واحد.
وأوضح أنهم كأطباء بدأوا العلاج معها بتوفير أطعمة الأطفال بسكويت ومقرمشات وألعاب للتسلية، بجانب اللعب معها، وتشغيل أفلام كرتون لها، مشيرًا إلى أن حالة الطفلة في تحسن.
احتموا بالمنازل
واختتم طبيب العزل حديثه لـ "مصراوي" قائلا: "الحمد لله تعالى، نتلقى يوميًا اتصالات من مرضى تعافوا من الفيروس وتحولت نتائجهم لسلبية وفق بروتوكلات وزارة الصحة بخصوص علاج مرضى الفيروس، وأطالب المواطنين بالبقاء في منازلهم، والالتزام بالتوجيهات الاحترازية التي تعلنها الدولة، ووزارة الصحة تجاه الفيروس.
فيديو قد يعجبك: