لم يتم العثور على نتائج البحث

إعلان

"إبراهيم الترزي".. من الأمية للحصول على درجة الدكتوراة: نظرة زبون السبب- صور

04:56 م السبت 22 فبراير 2020

تطبيق مصراوي

لرؤيــــه أصدق للأحــــداث

الفيوم– حسين فتحى:

انفصل والديه، عندما كان في الخامسة من عمره، وترك له أبوه حملًا ثقيلًا ومسؤولية ينوء بحملها أولي القوة، ليبدأ في العمل ترزيًا للإنفاق على شقيقه المعاق، بمسقط رأسه في محافظة الفيوم، تاركًا خلفه حلمًا بالتعلم كأقرانه من أبناء قريته، وظل الحلم يراوده حتى بلغ عامه الـ 25، ليبدأ رحلته من الابتدائية وحتى حصوله على الدكتوراه في 2019.

ويروي إبراهيم سيد الشاهد، ابن قرية معصرة صاوي، 52 عامًا، قصة كفاحة، وسر النظرة التي حولت مسار حياته، قائلًا: "انفصل أبواي وأنا في الخامسة من العمر، وترك لي والدي أشقاء، فاضطررت للعمل ولم أفكر في التعليم، كان كل مايشغلني هو الحصول على المال للإنفاق على الأسرة، حتى كانت الشرارة التي دفعتني لبدء مشوار الدراسة، وكنت قد بلغت من العمر 25 سنة، أي بعد زواجي بثلاث سنوات".

ويضيف "الشاهد": "نظرًا لتواجدي في القاهرة منذ الصغر وعملي بها كترزي، فقد كنت أرتدي القميص والبنطلون، حتى بعد عودتي إلى قريتي وافتتاحي محلا للخياطة بها، وفي أحد الأيام لاحظت أحد زبائني ينظر إلى بسخرية، إذ كيف ارتدي قميصًا وبنطلون وأنا جاهل "لا اقرأ ولا أكتب ، ما حرك حلم الطفولة بداخلي، ودفعني للالتحاق بفصول محو الأمية بالقرية وهناك تعلمت القراءة والكتابة، و كافحت بكل إصرار على اللحاق بمن سبقوني بل والتفوق عليهم.

واستكمل إبراهيم الشاهد، منذ ذلك الحين، بدأت رحلة كفاحي من أجل العلم، وحصلت على الشهادة الابتدائية، محلقًا على القمة فائزًا بالمركز الأول على مستوى مركز طامية، وحللت ثانيًا على مستوى المركز في الشهادة الإعدادية، وكنت وقتها أدرس بالمنزل بسبب السن.

لحظات يسترجع فيها الرجل ذكرياته الصعبة، ثم عاد قائلًا: "لعدم توافر المال وعملي بشكل دائم، فشلت في دراستي الثانوية، وقررت تحويل مساري من الثانوية العامة، للثانوي التجاري، وحصلت على الدبلوم بترتيب 26 على مستوى الجمهورية، وكنت اقتطع جزء من أموال الطعام والمواصلات لشراء الصحف والمجلات، ومن هنا جاء عشقى وحبى للإعلام، فقررت دراسة الإعلام بنظام التعليم المفتوح، والتحقت بجامعة القاهرة عام 2000 وأنهيت دراستي بعد 4 سنوات بتقدير جيد.

تنهد الدكتور "إبراهيم" وهو يتذكر لحظة حصوله على دبلومة الدراسات العليا فى الإعلام من جامعة الزقازيق، وفي عام 2014 حصل على الماجستير فى رسالة بعنوان "دور البرامج الدينية في الفضائيات فى تشكيل اتجاهات طلاب الجامعات نحو الأحزاب ذات المرجعية الإسلامية" من جامعة عين شمس، ومنها أصبح الطريق مفتوحًا أمامه نحو الدكتوراة التي حصل عليها في 2019.

ويقول الدكتور إبراهيم الشاهد، تقدمت لوظيفة باعتباري من حملة الماجستير، وجرى تعييني بقطاع المحليات عام 2015، حيث كنت مسئول التنمية البشرية بمجلس مدينة سنورس عام 2016، وكان بالنسبة لي إنجازًا غير مسبوق، لأصبح بعدها رئيسا للوحدة المحلية لقرية زاوية الكرادسة التابعة لمركز الفيوم، وهناك حققت طفرة هائلة فى التصدي لمخالفات البناء، وتهريب البوتاجاز، وحاربت الفساد، ما تسبب في شن حملات ضدي من قبل البعض، ودفعني ذلك لترك رئاسة الوحدة المحلية، والعودة كموظف بالوحدة المحلية بمدينة الفيوم.

وأضاف حامل الدكتوراه، ادعيت مرضي كي لا أعين رئيس قرية من جديد، وأحمد الله الذي قواني على إلحاق أبنائي بالمدارس وقد جنيت الثمار فـ "عثمان" مدرس فرنساوي، و"أسماء" مدرسة لغة إنجليزية، و"فاطمة" مدرسة دراسات اجتماعية، و"مريم" طبيبة أسنان، و"منى" طالبة بكلية الطب البيطري، وآخر العنقود "محمد" طالب بالمرحلة الإعدادية.

وأبدى الرجل حزنه بسبب المرتب الذي يتقاضاها وقدره ألفي جنيه، وتمنى أن تتاح له الفرصة للتدريس في الجامعة، داخل أقسام الإعلام، مؤكدًا أنه كان يتمنى أن يصبح معلمًا لكن القدر ساقه إلى العمل بالمحليات.

فيديو قد يعجبك: