لم يتم العثور على نتائج البحث

إعلان

بالصور - مبان شامخة تضرب في جذور التاريخ.. "سان مارك" دار العلم والمعرفة

01:40 م الجمعة 21 فبراير 2020

تطبيق مصراوي

لرؤيــــه أصدق للأحــــداث

الإسكندرية – محمد عامر:

عندما تقودك خطاك إلى شارع سليم حسن بمنطقة الشاطبي وسط الإسكندرية، حتما سيخطف نظرك مبنى معماري مميز من الحجر الوردي، تضاهي روعة تصميم قبته نظيرتها في مبنى "الكابيتول" بأمريكا و"الرايخستاخ" في ألمانيا.

تلك التحفة المعمارية، فريدة الطراز والتصميم، الممتدة على مساحة تفوق الـ35 ألف متر على بعد أمتار قليلة من كورنيش الإسكندرية، هي مدرسة "سان مارك"، التي افتتحها الملك فؤاد الأول وكبار رجال الدولة في أكتوبر عام 1928.

حكاية "سان مارك" التي أصبحت شاهدة على ما وصل إليه فن العمارة في مدينة الإسكندر الأكبر، بدأت في عام 1921 عندما زاد عدد طلاب مدرسة "سانت كاترين" بمنطقة المنشية، فخاطب الرهبان الكاثوليك الملك فؤاد لمنحهم أرضًا لإنشاء مدرسة أكبر.

"وافق الملك ومنح الرهبان الكاثوليك قطعة أرض بمنطقة الشاطبي لبناء المدرسة، ومعها ولد أحد أشهر وأهم المباني التراثية في الإسكندرية على الإطلاق".. هكذا قالت علا عبد المنعم، مرشدة سياحية وباحث في التاريخ.

مهندسو فرنسا

وفي عام 1925، وضع الأمير عمر طوسون وحسين صبري باشا، حاكم الإسكندرية – وقتها – حجر الأساس لبدء بناء المدرسة تحت إشراف مجموعة من المهندسين الفرنسيين أشهرهم "إل.آزيما" و"جي.بارك" و"ج. هاردي".

ووفقا لـ"عبد المنعم" استغرق البناء ‏٣ سنوات‏، على مساحة 3576 متر مربعًا، باستخدام الحجارة الوردية الأنيقة بشكل متناغم‏ وبتصميم مستوحى من عمارة البحر المتوسط يحاكي المباني الأثرية.

ولتحاشي كثرة استخدام الأعمدة في صالة الاجتماعات بالطابق الأول من الجناح الرئيسي بالمبنى استخدم المعماريون نوعًا من الخرسانة المسلحة تتحمل وزنًا لا يقل عن ‏٧٢٠ طنًا دون الحاجة لأعمدة.

تحت القبة كنيسة

لن تجد اسكندراني لا يعرف "سان مارك"، لكن من يراها للمرة الأولى من زوار المدينة الساحلية قد يتساءل عن ماذا يكون هذا المبنى هل هو مدرسة أو كنيسة أو متحف أو مسرح أو حديقة أو مسجد، دون أن يعلم أن الإجابة هي كل ما سبق.

وتوضح المرشدة السياحية أن القبة الشهيرة لمدرسة سان مارك يقع تحتها كنيسة ومستوحاة من "كنيسة فيزيلاي"، عبارة عن شكل مستطيل بسقف نصف دائري يحيط بها تمثالين الأول للعذراء مريم والثاني ليوسف النجار.

وتشير علا عبد المنعم إلى أن مبنى الكنيسة المصمم على الطراز الروماني يحيط بنوافذه مشاهد من حياة السيد المسيح وصور للأنجيلين الأربعة "القديس متي، مرقس، لوقا، يوحنا".

متحف المحنطات

"ليست مجرد مدرسة.. فهي صرح تعليمي وثقافي واجتماعي إلى جانب كونها صرح معماري مميز".. هكذا قالت "عبد المنعم"، مشيرا إلى أن المبنى يضم إلى جانب المدرسة والكنيسة "مسرح كبير ومسجد وحديقة شاسعة ومتحف".

"محتويات المتحف والذي يضم عدد من الطيور النادرة والحيوانات المحنطة والقطع الجيولوجية الأحفورية.. جميعها هدايا قدمها أولياء أمور الطلاب للمدرسة".

ويضيف الدكتور إسلام عاصم، نقيب المرشدين السياحيين السابق بالإسكندرية ومدرس التاريخ الحديث والمعاصر، إن المتحف يقع في الطابق الأول علوي بجوار مدرجات الفيزياء والكيمياء.

ويشير عاصم، إلى أن سان مارك التي تعد أكبر مدرسة كاثوليكية بالإسكندرية تحتوي على ورش للعلوم الفنية والخياطة وصناعة الأحذية وسكن للقساوسة والمعلمين.

وحول أشهر خريجي "سان مارك"، أوضح نقيب المرشدين السياحيين السابق بالإسكندرية، إن المدرسة خرجت عدد كبير من المشاهير أبرزهم الملياردير دودي الفايد والفنان رشدي أباظة ووزير التجارة الأسبق رشيد محمد رشيد، فضلا عن الدكتور عصمت عبد الحميد، الأمين العام السابق لجامعة الدولة العربية وآخرون.

فيديو قد يعجبك: