إعلان

صانع السعادة يبحث عن بسمته الغائبة.. عم صابر: "عاوز أحفادي"

08:56 م الأحد 26 يناير 2020

عم صابر بائع غزل البنات

تطبيق مصراوي

لرؤيــــه أصدق للأحــــداث

البحيرة - أحمد نصرة:

"كريم يارب".. كان سماع هذه الصيحة التي يطلقها صاحبها عاليًا ويطيل فيها بنغمة ورنين مميزين، كفيلة برسم البسمة وملامح السعادة على أطفال الحي، فهي إيذانًا بوصول حبيبهم بائع "غزل البنات" الذي لطالما أذاقهم حلاوة بضاعته بمظهرها القطني المغري، وأغلفتها ذات الألوان الزاهية المحببة إلى قلوبهم.

على مدار سنوات طويلة ارتبطت أجيال متعاقبة من مدينة كفر الدوار في محافظة البحيرة، بـ "عم صابر"، يحملون له ذكريات و"نوستالجيا" مرتبطة بطفولتهم، فلم يكن غريبًا أن تنتفض المدينة لصيحته، التي تحولت إلى صرخة أطلقها هذه المرة لا للإعلان عن بضاعته، وإنما للتعبير عن آلامه".

1

"عايز أشوف أحفادي سلمى ورقية ومصطفى، هما اللي فاضلينلي من ريحة ابني"، بهذه الكلمات الحزينة بدأ "عم صابر" حديثه إلى مصراوي.

قال عم صابر: "من ٣ سنين ابني محمد ربنا افتكره في حادث، وساب عياله التلاتة، أكبرهم عندها دلوقتي ٦ سنين، تعهدناهم بالرعاية هما وأمهم وما اتأخرناش في حاجة، بس حصلت مشاكل وأخدتهم ومشيت".

2

أكمل عم صابر: "مبقتش عارف أشوف أحفادي، ورفعت قضية اتحكم فيها بالرؤية، لكن المكان وهو عبارة عن مقر جمعية، مش مناسب وبعيد عني أنا وستهم، وصحتنا معادتش تستحمل، كل مطالبنا هو تغيير مكان الاستضافة لمكان أقرب وأنسب، ولو بشكل ودي بعيدًا عن المحاكم، بس أمهم مش عاوزة تستجيب، رغم إني ملتزم بدفع النفقة المقررة".

3

التقط سلامة -عم الأطفال- أطراف الحديث من والده قائلاً: "عيال أخويا ربيتهم على إيديا وارتبطنا بيهم وارتبطوا بينا، لكن بسبب بعدهم عنا قربوا ينسونا، من حقنا يا ناس نشوفهم ونستضيفهم يبيتوا عندنا ليلة أو ليلتين، العيال قربت تنسانا".

4

وقال المهندس وائل عباس - جار عم صابر: "عم صابر كل الناس بتحبه، ومسميينه في كفر الدوار حبيب الأطفال، وفيه حالة تعاطف كبير مع قصته، الراجل ده تعب كتير، وفقد إبنه ومن حقه يشوف أحفاده بطريقة دورية ومنتظمة وملائمة لظروف سنه ومرضه، أتمنى كمان الإسراع في إصدار قانون الأحوال الشخصية الجديد لحل مشكلته ومشكلة ناس كتير زيه، لكن لحين صدور القانون ده لازم يكون فيه حل سريع".

5

ويناقش مجلس النواب مشروع قانون جديد للأحوال الشخصية تطرق إلى بند تنظيم الرؤية في الأماكن العامة وإجراء تعديل عليه، ليكون المكان آمنًا ومناسبًا بشكل أفضل من الأماكن المتاحة حاليًا، مع ضمان عدم الإخلال بها، ووضع شرط جزائي للمتخلف عن تنفيذها ثلاث مرات متتالية، ويصل الجزاء للحبس والغرامة، ونقل الحضانة لمن يلي الأم حال تخلفها دون عذر عن التنفيذ لفترة محددة يحددها القاضي.

6

ومن أبرز المواد أيضًا التي يتطرق إليها مشروع القانون الجديد حق الاصطحاب أو الاستضافة، واقترح المشروع أن يكون ذلك بالرضاء، فإذا تعذر ذلك فللقاضي الحكم به من عمر ثلاث سنوات للمحضون، لمدة لا تقل عن ٢٤ ساعة، ولا تزيد على٧٢ ساعة أسبوعيًا، وأسبوعًا فى إجازة منتصف العام الدراسى، وأربعة أسابيع فى إجازة آخر العام الدراسي، وفى الأعياد والمناسبات الدينية والرسمية مناصفة ويجوز حكم الاصطحاب للأجداد والأعمام، ويلتزم الطرف المصاحب بالأمانة فى إعادة الصغير، وإلا كان خائنًا للأمانة ويعاقب بالحبس ثلاثة أشهر وغرامة عشرة آلاف جنيه مع إلزامه بإعادة الصغير لحاضنه.

7

اختتم عم صابر حديثه: "من حقي وأنا في السن ده بالي يرتاح وأشوف أحفادي، تعبت كتير، خدمت في جيش بلدي ٩ سنين، وحضرت ٣ حروب اليمن، والاستنزاف، و٧٣، شقيت على تربية أولادي وبعد ما ماطلعت من شركة الغزل، المعاش مكانش بيكفي، فكرت أدور على رزق تاني فبعت الحلاوة، أنزل الضهر وأفضل ألف الشوارع مرجعش غير آخر الليل، تعبت وراحتي وراحة بالي إني أشوف أحفادي".

فيديو قد يعجبك:

إعلان

إعلان