لم يتم العثور على نتائج البحث

إعلان

صناعة الفخار تواجه الاندثار في الوادي الجديد.. وجهود "مصرية – إيطالية" لإنقاذها

09:35 ص الأحد 26 يناير 2020

تطبيق مصراوي

لرؤيــــه أصدق للأحــــداث

الوادي الجديد – محمد الباريسي:

تواجه مهنة صناعة الخزف والفخار في الواحات خطر الاندثار لعدة أسباب، رغم أنها من الموروثات والمهن التقليدية التي اشتهر بها أهالي الواحات والوادي الجديدة منذ القدم، ويقصدها السياح من جميع أنحاء العالم، لاقتناء تلك المصنوعات ذات القيمة الفنية.

أكد محسن حسب، وكيل مديرية الثقافة الجماهيرية بالوادي الجديد، أن أشهر منطقة لهذه الحرفة هي واحة الخارجة وقرية القصر الإسلامية بمركز الداخلة حيث الفاخورة الشهيرة بالقرية والتي سيمت بهذا الاسم لأنها مركزًا كبيرًا لصناعة الفخار ومنتجاته.

وتابع: يعود تاريخ صناعة الفخار والخزف بالواحات إلى العصور القديمة سواء الرومانية أو الفرعونية، وعلى مدار تاريخ الواحات كانت هذه الحرفة هي صناعة يدوية للمواطن الواحاتي، نظرا لأن منتجات الفخار هي متطلبات حياته اليومية من أواني الطهي والشرب وحفظ الحبوب من القمح والشعير وغيرها من الأغذية.

وأضاف "محسن"، "مجتمع الواحات هو في الأصل مجتمع زراعي ويعتمد دائمًا على الخامات المحلية التي تساعده في عمليات الزراعة وقضاء احتياجاته اليومية ساعده في ذلك أن المنطقة كانت معزولة عن العالم، ولم تصل إليها الصناعات المعدنية حتى وقت قريب، وبالتالي كان حتميًا استثمار خامات البيئة في توفير مستلزماته الضرورية وفى مقدمتها الطفلة المتوافرة بكثرة في جبال الواحات، والتي تستخدم في صناعة أواني الطهي وأدوات الطعام ومستلزمات الري و الزراعة وبناء أبراج الحمام، فضلا عن عبوات المياه مثل "القلة والبلاص والزير والزلعة والسبيل والقادوس والسجا"، وبمرور الأيام تطورت تلك الصناعة لتصل إلى العالمية بعدما ثبتت فائدتها الصحية وتهافتت عليها الفنادق والقرى السياحية.

ويقول سليمان أبو الحسن، 71 عامًا، أحد أقدم وأشهر صانعي الفخار والخزف بمركز الخارجة، إن الطفلة هي المادة الخام للحرفة، وهي منتشرة في المحافظة وتختلف جودتها من منطقة إلى أخرى، حسب عمرها الجيولوجي فكلما كانت ضاربة في القدم ارتفعت قيمتها وجودتها، ويتفاوت عمرها ما بين مليون إلى 3 ملايين سنة، وتتميز طفلة الواحات عن غيرها بخواصها الفريدة من حيث القوة والصلابة والتماسك وبالتالي يسهل عملية تشكيلها، وعند تحويلها من فخار إلى خزف يتم حرقها في أفران عالية الحرارة ما يزيد من تماسكها وصلابتها.

ويؤكد محمد عبد الله، مدير مركز الصناعات الحرفية بالخارجة أن هذه الصناعة تتعرض لخطر الاندثار لأسباب عديدة منها قلة العائد المادي منها بالنسبة للمشتغلين بها، ما جعل البعض يتركها إلى مهن وحرف أخرى تدر دخلًا كبيرًا، إلا أنه في الفترة الأخيرة بدأت المحافظة تهتم بهذه الحرفة من خلال دعم قطاع الثقافة الجماهيرية لها وديوان عام المحافظة والتنسيق مع هيئات وجهات أخرى للمشاركة في عدة مهرجانات.

ويضيف "عبد الله"، أن المركز يشارك في المعرض الدولي للصناعات الحرفية، وفي عدة معارض أخرى بالتنسيق مع مديرية الثقافة والسياحة والتضامن الاجتماعي.

وتؤكد مدير مركز الأسر المنتجة بالوادي الجديد ومسئول المعارض بالمحافظة، عايدة تهامي، أن مهنة صناعة الفخار في تراجع ملحوظ بسبب قلة التسويق لهذه المنتجات بشكل مناسب، أما السبب الثاني هو قلة تنظيم دورات تدريبية على هذه الحرفة، كما أن هناك مشكلة تواجه عملية التسويق وهي سعر المنتج النهائي فمثلا "أواني الفخار" يتم شرائها بسعر 35 جنيهًا، وعند عرضها في معارض خارجية يتم زيادة السعر لها لتغطي تكاليف نقل المنتج ومصاريف الإقامة، ما يضطر المسئول لرفع سعر المنتج النهائي بشكل لا يناسب صاحب الحرفة، ويتسبب في قلة الإقبال على بيع المنتج.

وأشارت إلى أن المركز برعاية وزارة التضامن الاجتماعي سيبدأ تنفيذ دورات تدريبية بالتنسيق مع مركز التدريب على الحرف اليدوية بمدينة الخارجة.

يؤكد محسن حسب، وكيل مديرية الثقافة الجماهيرية بالوادي الجديد، أن المحافظة تدرك أهمية الصناعات الحرفية البيئية لما لها من إقبال سياحي خاصة في المعارض الخارجية، وبالفعل تم التنسيق مع منظمة الجنوب الإيطالية والتي تولت تطوير ورفع كفاءة مركز التدريب علي الصناعات الحرفية وإقامة حاضنة المشروعات الصغيرة بمقر المركز بمدينة الخارجة بتكلفة 5 ملايين جنيه، وجرى افتتاح الحاضنة بالفعل بحضور وزيرة التضامن الاجتماعي نيفين القباج خلال زيارتها للمحافظة في 19 يناير 2020 وبحضور " جامباولو كانتيني" سفير إيطاليا لدى مصر وممثلي منظمة التعاون الدولي بين الجنوب والجنوب الإيطالية.

ولفت محسن، الي أن المشروع بلغت تكلفته 5 ملايين جنيه، وهو ثمرة تعاون بين الجانبين المصري والإيطالي، ويهدف إلى تدريب وتأهيل العاملين بالحرف اليدوية والصناعات البيئية بالمحافظة، على أساليب إدارة وتنمية المشروعات الصغيرة وتسويق منتجاتها من خلال معرض إقليمي، للمنافسة بالأسواق المحلية والعالمية

فيديو قد يعجبك: