فنان الصحراء.. عم حامد احترف النحت على جذوع الدوم بالوادي الجديد (فيديو وصور)
-
عرض 9 صورة
-
عرض 9 صورة
-
عرض 9 صورة
-
عرض 9 صورة
-
عرض 9 صورة
-
عرض 9 صورة
-
عرض 9 صورة
-
عرض 9 صورة
-
عرض 9 صورة
الوادي الجديد– محمد الباريسي:
فنان ولدته الظروف المحيطة به، استغل العناصر الطبيعية في رسم أشكال فنية تجسد تراث الواحات بالوادي الجديد، ونجح حامد محمد حسين سرور، 71 سنة، في نحت ملامح ومظاهر الحياة اليومية القديمة على الخامات الموجودة بالصحراء.
واستهل "حامد" حديثه لـ"مصراوي" قائلا: "أنا حاصل علي دبلوم فني، وكنت موظف بمكتب مدينة الخارجة، وأحيلت للمعاش، منذ 11 عامًا، وشاركت في حرب أكتوبر عام 1973، وبدأت أعمل في نحت خشب شجر الدوم منذ 10 سنوات، وتمكنت من نحت مجسمات وتماثيل فنية متنوعة الأشكال، مستغلا ليف النخيل، الذي يجري التخلص منه بالحرق.
وأضاف الفنان الواحاتي: لم يعملني أحد هذه الحرفة، بل تعلمت بمفردي، فقد كانت هوايتي تشكيل خشب الأشجار، ونحت وعمل فورم جمالية، وتطورت مع الزمن حتى وصلت معي لمرحلة الاحتراف، وأحصل على المواد اللازمة، من خلال شراء خشب الدوم أو ليف النخيل، والذي يمكن الحصول عليه بعد عملية "تجمير" النخلة، أي قطع قمتها"، مؤكدًا أن كل نوع من ليف النخيل له استخدام في انتاج أعمال فنية معينة.
واستكمل ابن الوادي الجديد: "الأدوات التي استخدمها في حرفتي بسيطة، عبارة عن أزميل النحت الصغير ومواد الغراء الأبيض فقط، ومقص عادي، وصاروخ كهربي لتسوية القطع الخشبية وتجهيزها وتقطيعها، بحيث يمكن نحتها على الشكل المطلوب، وشاركت بأعمالي الفنية المتنوعة في عدة معارض رسمية داخل وخارج المحافظة، كما جهزت فنادق سياحية بلوحات وجداريات خشبية منحوت عليها رسومات فنية طبيعية بيئية".
وعن طبيعة اختياره لشكل المنحوتة، قال: "أن الأشكال والمنحوتات تختلف حسب قطعة الخشب التي أحصل عليها، فبمجرد الحصول على قطع الخشب مقطعة أنظر لها لفترة طويلة ثم أتخيلها ستخرج على أي هيئة أو مجسم، ففي أغلب الأوقات قطعة الخشب هي التي تقودني بشكل معين يتجسد في خيالي، فمثلًا هناك قطعة خشب مجرد ما أمسكها بيدي يقودني خيالي أنها تصلح لمنزل واحاتي قديم، أو شكل أسد أو سفينة أو طائر معين".
ويقول الرجل: "عندما أري الفلاحين في الحقول الزراعية يحرقون ليف النخيل، أشعر بالأسف، ولذلك أفضل استغلال مخلفات النخيل فيما هو نافع، مثل انتاج منتجات الخوص من جريد وسعف النخيل، أو حتى منتجات خشبية من خشب الشجر، وأنجح في نحت الخشب على أشكال تماثيل جميلة منها طائر البجع والبط وحيوانات أخرى، مثل "الأسود والغزلان والدلوفين، والثعابين"، وبعض الطيور مثل النسور وهي تلتهم وتصطاد فرائسها، وتماثيل أخري مثل " السقا".
ويضيف فنان الطبيعة: "في الفترة الأخيرة علمت ابني أحمد، الحرفة، ليساعدني في انتاج أشكال فنية لبيعها لتدر دخلا مناسبا يساعدني في تحمل أعباء الحياة اليومية، بسبب ظروف الحياة.
وقال "حامد" القطعة الفنية التي أنحتها تستغرق فترات زمنية متفاوتة وتختلف حسب نوع العمل الفني وأشكال النحت بها، إضافة إلى نوع الخشب نفسه وجودته، فهناك قطع تستغرق فترات تبدأ من 15 يومًا وهناك قطع تصل إلى 3 أشهر متواصلة، فمثلًا هناك مجسم لصقر يصطاد فريسته استغرق مني 3 أشهر كاملة، إضافة إلى تلوينه برمال طبيعية من البيئة المحيطة في الواحات لإضفاء لمسة فنية عليه، وكونها تعطي ثباتا للألوان.
وتابع الفنان: نفذت معرضًا في الممشى السياحي شمال مدينة الخارجة في احتفالات المحافظة بعيدها القومي 3 أكتوبر 2019، وشاهد محافظ الإقليم، اللواء محمد الزملوط، أعمالي الفنية، وطلب مني تعليم وتدريب 10 أشخاص الحرفة، ولكنني طلبت منه تخصيص مكان ومقرًا لي، وبعد فترة تسلمت خطابا من المحافظة، يطلب مني التوجه لمديرية التضامن الاجتماعي، وعندما ذهبت لهم، فوجئت برد مسئولي التضامن الاجتماعي بعدم معرفتهم بمطلبي من الأساس.
أما ابنه أحمد حامد، فقال: "أنا حاصل على دبلوم فني، وجري تعييني في وظيفة بجامعة الوادي الجديد، وحاليًا منتدب لمركز التدريب على الحرف اليدوية التابع لمديرية الثقافة الجماهيرية، وتعلمت من والدي حرفة النحت على الاخشاب، وبدأت قبلها بالعمل في تنفيذ فورم غرف النوم أو ما يطلق عليها " القويمة"، وبدأت أنتح أعمالا فنية في عام 2003، بعد تدريبي على يد والدي، كما أنني أعمل في انتاج الأرابيسك من جريد الخيل.
وتابع: "عملية تلوين المنتج النهائي تتم خلال إذابة الرمال في مياه، وبعدها لصقها بالغراء على المجسم المنحوت، بشكل فني معين، ليخرج المجسم ملون بألوان طبيعية من البيئة المحيطة، وتتنوع الاخشاب التي نعمل عليها، فهناك أخشاب لأشجار مثل "الجازورين– الزيتون"، وكلها تصلح للعمل الفني، كما استغل النشارة الناتجة من عملية النحت، لتكوين مجسمات فنية أخرى مثل مجسم "الحية أو ثعبان الطريشة" وهو منتشر في المحافظة، وتبدأ أسعار المنتجات من 150 جنيهًا، بينما تصل أسعار القطع الكبيرة إلى 2000 جنيه، بحد أقصى 3000 جنيه.
فيديو قد يعجبك: