"ذكرى تاريخية وخطأ شائع".. "جبرتي البحيرة" يروي قصة العيد القومي للمحافظة
البحيرة – أحمد نصرة:
تحتفل محافظة البحيرة بعد أيام قليلة بعيدها القومي، الذي يوافق التاسع عشر من شهر سبتمبر كل عام، ويمثل ذكرى هامة، ليس في تاريخ المحافظة فحسب، ولكن في تاريخ مصر بأكملها، بيد أن هذا الاحتفال ارتبط بخطأ شائع لدى الكثيرين الذين يظنونه يوافق ذكرى انتصار أهالي رشيد في معركتهم الشهيرة ضد حملة انجلترا على مصر بقيادة فريزر، بينما في الواقع أن التاريخ يوافق حدثًا آخر ترتب على هذه المعركة ومعركة الحماد، وهو جلاء حملة فريزر عن مصر.
ويوضح المؤرخ البحراوي خالد معروف "جبرتي البحيرة" تفاصيل ذلك قائلًا: "معركة رشيد لم تكن في شهر سبتمبر، ولكنها كانت في مارس 1807 وتعود بداية الأحداث عندما تولي محمد علي باشا حكم مصر بناء علي اختيار الأشراف ومشايخ الأزهر وعلماء الدين، وهو ما كان ضد رغبة المماليك وزعيمهم محمد بك الألفي فسافر الأخير إلي إنجلترا طلبًا لمعاونته في خلع محمد علي من حكم مصر وتلاقت رغبات الطرفين، واتفقا علي إرسال حملة عسكرية إنجليزية لمساعدة المماليك في هدفهم المنشود علي أن تكون دمنهور هي نقطة الانطلاق نحو القاهرة لخلع محمد علي باشا.
ويضيف معروف: "بعد عودته من إنجلترا بدأ محمد بك الألفي في إعداد جيشه وزحف إلى دمنهور بهدف احتلالها انتظارا لوصول الحملة الإنجليزية، ولكنه عجز عن دخول المدينة، لبسالة أبنائها، فانسحب بجيشه إلى معسكره بالجيزة حيث توفي هناك، وفي 19 مارس سنة 1807 وصلت حملة فريزر إلى شواطئ الإسكندرية وتمكنت من احتلاها بالكامل يوم 21 مارس نتيجة خيانة والي الإسكندرية التركي أمين أغا، ورغم علم قائد الحملة بوفاة الألفي بك إلا أنه صمم على تنفيذ ما جاءت الحملة من أجله"
ويكمل جبرتي البحيرة: "في يوم 29 مارس زحفت قوات الحملة إلي رشيد حيث وصلتها يوم 31 مارس ودخلتها حيث دارت المعركة والتي تلقي فيها الإنجليز هزيمة نكراء بفضل شجاعة وبسالة أبناء رشيد والبحيرة وعلى رأسهم علي بك السلانكلي محافظ المدينة، وحسن كريت نقيب الأشراف بالمدينة"
ويروي معروف: "في يوم 21 أبريل سنة 1807 كانت الهزيمة الثانية للحملة الإنجليزية بمنطقة الحماد بجوار رشيد على قوات الجيش المصري والذي أرسله محمد علي لرفع الحصار عن رشيد إضافة إلى المتطوعين من أبناء البحيرة والقرى المحيطة برشيد، وكانت من أهم نتائج المعركتين، رفع الحصار عن رشيد والحماد، وانسحاب القوات الإنجليزية إلى الإسكندرية".
ويستطرد: "في يوم 12 أغسطس سنة 1807 دخل محمد علي بجيشه إلى دمنهور لتبدأ بعدها مرحلة التفاوض مع قادة الحملة والتي انتهت بتوقيع معاهدة دمنهور في 14 سبتمبر سنة 1807، وقد نصت المعاهدة على جلاء الحملة الإنجليزية عن الإسكندرية في خلال عشرة أيام من توقيع المعاهدة 1807، وإطلاق سراح جميع الأسري من الجنود الإنجليز، والعفو العام عن أهالي الإسكندرية، وتم الجلاء بالفعل يوم 19 سبتمبر سنة".
وفي السياق وضعت محافظة البحيرة برنامجًا للاحتفال بالعيد القومي، تضمن عدد من الفاعليات تقام بمدينتي دمنهور ورشيد بحضور وزير الأوقاف وفضيلة المفتي، كما تنظم المراكز الثقافية بالمحافظة مثل دار أوبرا دمنهور، ومتحف رشيد، ومركز الإبداع ومكتبة دمنهور، وقصور الثقافة احتفالات خاصة بهذه المناسبة.
فيديو قد يعجبك: