لم يتم العثور على نتائج البحث

إعلان

"نافورة النصب التذكاري".. جنة "الغلابة" المفقودة في البحيرة

02:50 م الأربعاء 28 أغسطس 2019

نافورة النصب التذكاري

تطبيق مصراوي

لرؤيــــه أصدق للأحــــداث

البحيرة - أحمد نصرة:

قادمًا من عزبة العبيد - إحدى المناطق العشوائية المتاخمة لميدان جلال قريطم بدمنهور- سارع يوسف خطاه بشغف، متجهًا نحو نافورة النصب التذكاري للجندي المجهول، ممنيًا نفسه بلحظات ممتعة، يقضيها مع أصدقائه في اللهو والاستحمام بمياه النافورة.

كان يحمل كيسًا بلاستيكيًا فارغًا، أحضره معه ليحتفظ داخله بنعله وثيابه الخارجية، أما رداء السباحة، فملابسه الداخلية ستفي بالغرض، شأنه شأن غالبية أقرانه من مصطافي النافورة.

1

ما أن وصل يوسف إلى النافورة ابتهج لرؤية بوابتها غير موصده، فذلك سيعفيه من مشقة تسلق أسوار عالية، تجاوزها سريعًا وبدأ في اعتلاء عدد من المصاطب الرخامية، حتى وصل إلى حوض المياه بقمتها، ولكن كانت الصدمة الكبرى، بعدما وجده جافًا تمامًا.

2

"نشفوها عشان منعومش فيها" جاء التوضيح سريعًا على لسان طفل آخر سبقه إلى المكان، وتلقى الصدمة قبله.

وأيده طفل ثالث قائلًا: " أختي فرجتني على صورنا واحنا بنعوم و قالت لي النت مقلوب بسببكم أكيد هما شالوا المياه بعد ما شافوا الصور".

3

قصة الأطفال مع النافورة، بدأت بمجموعة من الصور التقطها المصور الفوتوغرافي محمد مأمون، وهم يسبحون داخل النافورة، وبمجرد نشرها على مواقع التواصل الاجتماعي لاقت تعاطفًا وتفاعلًا كبيرًا.

ويروي "مأمون" قصة هذه الصور قائلًا: "كنت أسير في طريقي عندما فوجئت بوجود هؤلاء الأطفال داخل النافورة، فقررت توثيق لحظات سعادتهم، وبالحديث مع بعضهم علمت أنهم يداومون على ذلك يومياً بعد انكسار أشعة الشمس".

4

ويضيف مأمون: "هؤلاء الأطفال ينتمون إلى أسر بسيطة، وأغلبهم لا تتوفر له فرصة الذهاب إلى المصيف، ولا يقوى ذويهم على الاشتراك لهم في أحد الأندية، فصنعوا مصيفهم المجاني بأنفسهم".

ويكمل مأمون: "كان الغرض الأساسي لي هو لفت الانتباه لهؤلاء الأطفال وحقهم في متنفس بديل وآمن، يفرغون فيه طاقاتهم ويستمتعون بطفولتهم كسائر الأطفال في مرحلتهم العمرية".

5

وتعاطف عدد كبير مع الأطفال، منهم رضوى السباعي التي قالت: "ضروري يتعمل حاجة ترفيهية للأطفال دول، من حقهم يعيشوا طفولتهم، زي باقي الأطفال ربنا يعوضهم خير".

وتتفق سلمى الشريدي قائلة: "عيال غلبانين صعبوا عليا جدًا، نفسهم ياعيني يفرحوا زي بقية الأطفال اللي بتتدرب سباحة أو بتروح تصيف".

6

ويحذر محمود السيد: "المياه واضح من لونها إنها مش نضيفة، وأكيد طبعًا مش بتتغير ولا بيتحطلها مطهرات، فممكن تصيب الأطفال دول بالأمراض".

وتقول إيناس شعير: "عجبتني فرحة الأولاد بس في أمراض وبلاوي زرقا في الميه دي، ربنا يستر عليهم".

7

ويتساءل علي قاسم مستنكرًا:" هل من المعقول أن مدينة كبرى كدمنهور عاصمة إحدى أكبر محافظات مصر، لا يوجد بها متنزهات أو أماكن ترفيه مجانية، حتى الحديقة الوحيدة الموجودة بالمدينة، استكثروها على المواطنين وأجروا أكثر من نصف مساحتها لمستثمرين، والنتيجة هي ما نراه الآن من أطفال يبحثون عن حقوقهم الطبيعية في الترفيه".

8

جفت المياه ولكن لم يجف اشتياق الأطفال للسباحة في نافورتهم، ولم تتبخر آمالهم في امتلائها ثانية، فلازالوا يترددون عليها في نفس موعدهم يوميًا، يجلسون على حافتها مسترجعين ذكرياتهم مع متعتهم الضائعة وفردوسهم المفقود، ومن يدري فلعلها تعود.

9

فيديو قد يعجبك: