في باحة القديسة.. الحاج ناصر يزين أقدم شجرة كريسماس في أسيوط- فيديو وصور

أسيوط ـ محمود عجمي:

تكبره بـ 30 عامًا تقريبًا، ولا يعرف الكثيرون عن تاريخها سوى أنها الشجرة الأقدم والأطول في أسيوط، تتوسط باحة كنيسة جروحات القديس فرنسيس "سانت تريزا"، بالمكان نفسه الذي زرعها فيه الأباء المؤسسون قبل 95 سنة، قضت منها 20 كاملة تحت رعاية مقص الحاج ناصر الجنايني.

سُلم خشبي يرتفع لأمتار عدة، وفأس، و"سلبة" يستعد بها عبدالحفيظ علي عبدالحفيظ، الشهير بـ"الحاج ناصر"، صباح اليوم المنتظر من ديسمبر كل عام، لتقليم وتهذيب أوراق الشجرة التي يصل طولها لـ 30 مترًا.

"أتي إلى الست تريزا كل عام لأقلم شجرتها استعدادًا لاحتفالات أخواتنا المسيحيين" يقول الحاج ناصر بينما يُهم بتسلق الشجرة ويغيب مع ارتفاعها عن العيون بين أوراقها، محاولاً استعادة مظهرها الجمالي قبل الكريسماس.

يقول الأب لوكاس حلمي، راعي الكنيسة، راويًا لمصراوي تاريخ تشييد الكنيسة "قبل 95 عامًا شيدت الكنيسة على الطراز القوطي الإيطالي في العام 1924 في عهد الأب ماريانو ليبري، رئيس الإرسالية الفرنسيسكانية، وهي تتكون من بدروم يبلغ ارتفاعه 5 أمتار، بينما يبلغ طولها 31مترًا من الداخل، وعرضها 11 مترًا، وارتفاعها 17 مترًا، وبها 3 مذابح مزينة بزخارف، بالإضافة إلى منارتها في الجهة الشرقية والتي يبلغ ارتفاعها 37 مترًا، وتحمل 4 أجراس".

"أما هذه الشجرة في باحة الكنيسة فلها قصة رائعة" يضيف الأب لوكاس حلمي "إذ زرعها الأباء المؤسسون تزامنًا مع بناء الكنيسة لتكون شاهدة على هذا الصرح التاريخي، وتصبح بعد ذلك عاكسة لتاريخ شعب مصر في المحبة والمودة بين نسيج الوطن، لأن الوحيد الذي يستطيع تسلقها منذ 20 عامًا هو الحاج ناصر الذي يتجاوز عمره حاليًا الستين".

عاد الحاج ناصر من رحلته بقمة الشجرة ليحكي: "الاهتمام بهذه الشجرة عند الست تريزا هواية عندي وهذا العام سعدت كثيرًا لأنهم طلبوني لأعيد تقليمها وأزينها استعدادًا للاحتفالات، وقد طلبت منهم إلا يتسلقها غيري".