لم يتم العثور على نتائج البحث

إعلان

السر في الطابق الخامس.. 50 قصة حزينة من أمام عقار الورديان المائل بالإسكندرية

07:29 م الأربعاء 30 أكتوبر 2019

تطبيق مصراوي

لرؤيــــه أصدق للأحــــداث

الإسكندرية – محمد عامر:

في ساعة مبكرة من صباح الأربعاء، كان سكان شارع "الشيخ تاموم" بمنطقة الورديان غربي الإسكندرية على موعد مع كارثة هزت استقرار 50 أسرة صاروا خلال دقائق معدودات بلا مأوى.

"الحقونا العمارة بتميل" بلاغ تلقته شرطة النجدة لتهرع سيارات الدفاع المدني والإسعاف وقوات الشرطة إلى شارع الشيخ تاموم، وهناك كانت المفاجأة فالبلاغ يتعلق بعقار مكون من 17 طابقًا.

على مدار 3 ساعات، أخلت القوات جميع سكان العقار المائل بالقوة الجبرية دون المنقولات، إلى جانب قاطني 3 عقارات مجاورة له، خوفا على أرواحهم.

وفي موقع العقار، تشابهت الأجواء مع كارثة "عقار الأزاريطة المائل" عام 2017، ووقف سكان العقارات الأربعة خلف الحواجز الحديدية التي وضعتها قوات الأمن، أعينهم معلقة بالعقار ينظرون إلى مصير مجهول.

"أجبرونا ننزل بسرعة.. وتركنا فلوسنا ودهبنا وأكلنا".. بهذه الكلمات روت روان أمير، من سكان العقار المائل، مشيرة إلى أنها قضت ليلتها في الشارع رفقة زوجها وطفلتها "كارما" عمرها سنة واحدة.

وتساءلت "روان" بينما تشير إلى نافذة شقتها بالطابق السادس عشر، عن موعد وصول لجنة كلية الهندسة جامعة الإسكندرية التي ستحدد مصير العقار سواء بالترميم أو الهدم، قائلة: "العقار سليم إحنا خايفين يهدوه".

قاطعها جارها محمد رشاد - بذات الطابق - قائلا: "يهدوه إزاي العقار سليم محتاج يترمم بس.. إحنا مش هنسيبه ومستعدين نندفن تحت أنقاضه".

ويروي ساكن العقار المائل اللحظات التي سبق وصول قوات الأمن وإخلاء السكان، قائلا: "كانت الساعة تقترب من 12 ليلا.. وفوجئنا بجارنا في الخامس يقول إن حصل عنده تصدع وشروخ بالسيراميك".

ويضيف "رشاد": "جارنا ده هو سبب الأزمة.. لأنه فتح شقتين بالطابق الخامس بالعقار على شقتين بالعقار المجاور له.. خلى الأربع شقق شقة واحدة".

رواية "رشاد" حول جاره أكدها اللواء هشام كمال، رئيس حي غرب الإسكندرية، متوقعا قيام المالك بهدم عامود خرسانة تسبب في انفصال العقارين.

باكية قالت "صفاء عبد السلام" 54 عاما، المقيمة بالطابق الأخير بالعقار، إنها لا تزال تسدد الأقساط ثمن الشقة، قائلة: "لم نعد نملك شيئًا.. كل حاجة راحت".

وتضيف "عبدالسلام"، أن جارتها بالطابق الـ13 التي لم يمر على زواجها سوى 30 يومًا، عندما أجبروها على إخلاء شقتها فورًا وترك جهازها الجديد فقدت الوعي، موضحة أن جارها "إبراهيم فوزي" أيضا انتهى من تأثيث شقته بالطابق السابع بالعقار استعدادًا لزفافه خلال شهر.

"نفسي أرجع بيتي مهما حصل.. شقاء عمري وكل اللي حوشته لو راح يبقى إيه لازمته نعيش؟".. قالتها "سالي جمال" من سكان العقار، مشيرة إلى أن ابنتها مريضة وتحتاج لجهاز التنفس الموجود بالشقة ولم تتمكن من الوصول إليه حتى الآن.

أما "ماهيتاب إيهاب"، فقالت: "إحنا لسه مستلمين الشقة من 4 شهور تقريبا وعندي أخويا ثانوية عامة كل كتبه في الشقة.. منه لله جارنا اللي فتح الشقق على بعضها.. دا حرام".

قصص حزينة عاشتها الـ50 أسرة من سكان العقار عندما تلقى قسم شرطة مينا البصل بلاغا من إدارة شرطة النجدة بحدوث ميل بالعقار رقم 5 شارع البشبيشي ناصية شارع الشيخ تاموم خلف مقهى السلاملك بمنطقة الورديان.

وتبين أن العقار المائل مكون من دور أرضي و16 طابقًا علويًا، بناء حديث، مأهول بالسكان، وحدوث ميل، وفاصل بين العقار المجاور له قدره 10 سم، ما أحدث أضرار بالعقار المجاور له رقم 2 بذات الشارع مكون من 11 طابقًا.

اللواء هشام كمال، رئيس حي غرب، قال إن العقار المائل مخالف ولم يصدر له أي ترخيص، موضحا أنه جرى بناؤه عام 2012 وصادر له 33 قرار إزالة.

وأشار كمال إلى أنه جرى إخلاء العقار المائل و3 عقارات مجاورة من السكان دون المنقولات وعددهم 50 أسرة تقريبا، حفاظًا على حياتهم وذلك لحين العرض على لجنة المنشآت الآيلة للسقوط.

وأضاف رئيس حي غرب، أن لجنة من كلية هندسة جامعة الإسكندرية، ستقوم بمعاينة العقار المائل والعقارات المجاورة له لتحديد قرارها بالهدم أو الترميم.

فيديو قد يعجبك: