لم يتم العثور على نتائج البحث

إعلان

وثائق وصور- بعد منع هدمها.. معلومات لا تعرفها عن فيلا "سباهي" بالإسكندرية

02:25 م الخميس 24 أكتوبر 2019

الإسكندرية – محمد البدري:

بعد سنوات من الإهمال، أعاد قرار منع هدم فيلا سباهي التراثية والإبقاء عليها لصالح المنفعة العامة، الصادر أمس الأربعاء، الأمل في عودة الاهتمام بالمباني التراثية والتي يواجه عددًا منها خطرًا يهدد بفنائها لأسباب تتعلق بحالتها الإنشائية أو لمحاولات البعض إخراجها من مجلد التراث.

ويرصد مصراوي في التقرير التالي معلومات موثقة عن تاريخ فيلا سباهي بمنطقة ستانلي، والتي تخضع لإشراف الجهاز القومي للتنسيق الحضاري التابع لوزارة الثقافة، وفقًا للقانون 144 الذي ينظم عمل الجهاز، ويحدد المباني ذات الطراز المعماري المتميز سواء كان مرتبطًا بحقبة زمنية معينة أو بشخصية مؤثرة أو يعتبر بمثابة مزارًا سياحيًا.

مسجلة بمجلد التراث

وفقًا لما هو معتمد في قاعدة بيانات الجهاز القومي للتنسيق الحضاري، فإن فيلا سباهي مسجلة في مجلد التراث برقم 1104، ومصنفة ضمن المباني المعمارية المتميزة.

وحصل "مصراوي" على نص قرار لجنة الحصر المشكلة من الجهاز القومي، برفض تظلم مقدم من أحد ملاكها بهدف إخراجها من السجلات، وقررت اللجنة الإبقاء على العقار في قوائم الحصر باعتبار أن المبنى يملك طرازًا معماريًا متميزًا، جاء وفق مفاهيم وأسس مدرسة معمارية تعكس سمات حقبتها التاريخية.

التصميم المصري والتأثير الإيطالي

وأكدت دراسة تاريخية أجراها الدكتور إسلام عاصم، نقيب المرشدين السياحيين السابق، أستاذ التراث بالمعهد العالي للسياحة، أن فيلا "سباهي" تأسست في منتصف القرن العشرين على يد المهندس المصري علي ثابت، والذي يعتبر امتدادًا للمعماري الإيطالي "ماريو روسي" صاحب التأثير الكبير على العمارة في مدينة الإسكندرية خلال النصف الأول من القرن الماضي.

ولفتت الدراسة إلى أن أشهر أعمال "علي ثابت" بالإسكندرية أيضًا مسجد رمضان شحاته بمنطقة المنشية.

وأضاف "عاصم" لـ"مصراوي"، أن تأثير مدرسة الإيطالي "روسي" كان واضحًا على المهندس المصري "علي ثابت" في مزج الأشكال الهندسية المربعة والدائرية، ويُعتقد أن التصميم مستمد من مسجد نور عثمانية في اسطنبول، لافتًا إلى أن "روسي" كان من القلائل الذين قاموا بذلك، خاصة في عمائرهم الدينية، وظهر ذلك في أعماله الشهيرة ممثلة بمسجد القائد إبراهيم.

عائلة "سباهي"

تحمل الفيلا اسم عائلة "سباهي باشا" مالكها ومؤسسها عام 1945، والذي كان أحد كبار أغنياء هذا العصر واستقر في مدينة الإسكندرية لإدارة أعماله، واتخذ من ذلك المبنى المطل مباشرة على شاطئ ستانلي مسكنًا له وأسرته.

وترجع شهرة "سباهي" إلى عام 1937 - وفقًا للدكتور إسلام عاصم- عندما أنشأ شركة "سباهي للغزل والنسيج" في شبرا الخيمة بالقاهرة واستفاد وأسرته من الحرب العالمية الثانية مع تزايد احتياجات الجيش الانجليزي خاصة مع توقف الاستيراد.

ومع ارتفاع أسهمه وازدهار تجارته كون "سباهي" ثروة كبيرة كان نتاجها تأسيس مصنعًا آخر في الإسكندرية، ليؤسس أكبر شركات الغزل والنسيج بالمحافظة، والتي سجلت تجاريا تحت اسم شركة سباهي الصناعية لخيوط الغزل والمنسوجات، حتى تم تأميمها بالقرار الجمهوري رقم 1598 عام 1961 في عهد الرئيس الراحل جمال عبد الناصر.

طراز "إسلامي جديد"

ارتباط العديد من أبناء عروس المتوسط بالفيلا المطلة على شاطئ ستانلي، لم يأت من فراغ، إذ جرى بناؤها على ما يعرف بالطراز "الإسلامي الجديد" New-Islamic style، والذي تمتزج فيه الزخارف الإسلامية مع النسق الأوروبي.

واستخدم المعماري في تشييد الفيلا زخارف أندلسية إسلامية تظهر بوضوح في الواجهة، وهو النوع المفضل في مدينة يعتبر أشهر أئمتها أبو العباس المرسي الأندلسي.

يشار إلى أن المجلس التنفيذي لمحافظة الإسكندرية وافق في جلسته المنعقدة أمس الأربعاء، على نزع ملكية العقار رقم 219 طريق الجيش المعروف بفيلا "سباهي" في نطاق حي شرق، وذلك لصالح المنفعة العامة ولمنع تعرض الفيلا لأي تخريب، بوصفها أحد المباني التراثية وللحفاظ على المباني التاريخية في المحافظة.

فيديو قد يعجبك:

إعلان

إعلان