لم يتم العثور على نتائج البحث

إعلان

أحدها اُستخدم مخبئًا في الحرب العالمية.. 3 حكايات لأقدم مقاهي بالإسكندرية (صور)

07:46 ص الأربعاء 02 يناير 2019

تطبيق مصراوي

لرؤيــــه أصدق للأحــــداث

الإسكندرية- محمد البدري:

لم تكن مقاهٍ للتسلية فقط، بل كانت أماكن لتجمع المثقفين والتجار والسياسيين وأبناء الجاليات الأجنبية وكذلك البسطاء من عامة الشعب، حتى اكتسب كل منها شهرة واسعة باتت معروفة لكل أبناء الإسكندرية على مدار عقود طويلة، لتحتضن بين جدرانها العشرات من حكايات الناس بمختلف الثقافات والجنسيات.

وبين عشرات المقاهي التي لا تزال تحافظ على طابعها التراثي والثقافي في الإسكندرية ينشر "مصراوي" حكايات لثلاثة مقاهي، والتي أجرت عنها المرشدة السياحية علا عبد المنعم، الباحثة في التراث السكندري، بحثا مطولا في تاريخ كل منها.

"مقهى هندي" المكان الخفي مخبأ الحرب
على بعد خطوات قليلة من ميدان عرابي الشهير بمنطقة المنشية يقع "مقهى هندي" أحد المقاهي العريقة بالإسكندرية بعيدا عن أنظار المارة خلف مبان يرجع تاريخ إنشائها إلى أكثر من 130 عاما، وتفصله ممرات ضيقة عن الشارع الرئيسي.

وبحسب الباحثة "علا عبد المنعم" يرجع تاريخ المقهى إلى عام 1882 عندما بدأ إنشاء مجموعة من المباني بقلب منطقة المنشية على الطراز الإيطالي فيما عرفت باسم وكالة " أمفراتو" وبمرور الوقت اكتسبت لقب الوكالة بسبب قربها من المركز التجاري بالمنشية.

كانت القهوة ملكا لسيدة يونانية اسمها "ماريا خرتيوباس" والتي شاركت مواطنا مصريا يدعى علي الهندي والذي اشتري منها نصيبها بالمقهى في وقت لاحق حتى اكتسبت اسمه واحتفظت حتى وقتنا الحالي، وجرى استخدام المقهى كمخبأ لحماية المواطنين خلال فترة الحرب العالمية الأولي والثانية.

وفي فترة التسعينيات اكتسب المقهى اسما جديدا بين مرتاديه هو "خبيني" ويرجع سبب التسمية إلى أن موقع المقهى والممرات المؤدية إليه لايمكن رؤيته بسهولة من الشارع الرئيسي، رغم أن المقهى يطل على الشارع من 3 ممرات

أما أكثر ما يميز المقهى، الأسقف الزجاجية "الشخشيخة" التي تربط 3 عقارات علي الطراز الإيطالي ببعضها، ويقع موقعه في المساحة الواصلة بين المباني الثلاثة، وهو أيضا المقهى الذي جرى فيه تصوير مشهد العزاء الشهير في فيلم ملاكي إسكندرية.

"مقهى التجارية" ملتقى عمالقة الأدب في الإسكندرية

موقعه المتميز المطل مباشرة على كورنيش الإسكندرية أكسبه شهرة واسعة منذ تأسيسه في العقد الأخير من القرن التاسع عشر، وعرف المقهى باسم البورصة التجارية الكبرى منذ تأسيسه داخل أحد أقدم العقارات المبنيةعلى الطراز الإيطالي، نظرا لكونه كان مركزا لتجمع تجار القطن آنذاك والذين كانوا يباشرون معاملاتهم التجارية في المكان.

مساحة المقهى البالغة 600 متر تقريبا ساهمت في تقسيمها إلى 3 قطاعات بعد تأسيسها، إذ كان يتم تخصيص كل قسم لفئة معينة فكان الجزء الأساسي المطل على الكورنيش للأدباء والمثقفين والطبقة الوسطي، بينما اعتاد المدخنين وهواة لعب الدومينو والطاولة الجلوس في الجزء الأوسط، بينما كان يفضل الناشطون السياسيون المكوث في الجانب الخلفي المعروف حاليا باسم الممر.

وفي حقبة السيتنيات من القرن الماضي كان يستضيف المقهى ندوات دورية لعدد من أدباء الإسكندرية كانت معروفة باسم أدباء الطليعة " وكان مؤسسها الأديب السكندري محمد حافظ رجب والذي كان يتقدم من خلالها القصص والأشعار والدراسات النقدي.

وعلى مدار عقود طويلة كان المقهى شاهدا على تطورات الأحداث السياسية بداية من المظاهرات المعادية للاحتلال الإنجليزي وحتى ثورتي 25 يناير و30 يونيو، وتحدث عنه الأديب إدوارد الخراط كونه مقهى السياسيين والمثقفين.

مقهى فاروق .. عندما اعترضت "ماري" اليونانية موكب الملك
على بعد خطوات من ميدان المساجد الشهير في منطقة بحرى يقع مقهى فاروق الذي ذاع صيته منذ قرابة 80 عاما حتى بات اسمه علامة مميزة ومحطة وصول وانطلاق لوسائل نقل الركاب في تلك المنطقة القريبة من قصر رأس التين.

لم يكن "فاروق" هو الاسم الأصلي للمقهى عند تأسيسه قبل 83 عاما، إذ كان يعرف آنذاك باسم "كالميرا" وتعني صباح الخير باليونانية، وهو الاسم الذي أطلقته عليه مالكته اليونانية "ماري ليوناتي "، وفي عام 1938 حدثت واقعة شهيرة كانت سبب تغيير الاسم، إذ كان الملك فاروق يمر بموكبه وصولا إلى قصر رأس التين حتى اعترضت مالكة المقهى الموكب للتعبير عن حبها له.

وبينما حاول الحرس الملكي منع مالكة المقهى من موقفها، إلا أن الأخيرة أصرت على التحدث إلى الملك فاروق حتى سمح لها الأخير لتفاجئه بالدعوة لزيارة المقهى لاحتساء الشاي، ووافق الملك وطلب أيضا تدخين "الشيشة"، وعندما غادر فاروق أمر بمنح ماري مبلغا ماليا كبيرا مكفأة لها على حسن الضيافة.

أما مالكة المقهى فقررت انفاق الهدية في صنع تيجان من نحاس منقوش عليها اسم فاروق وحرف "F" ووضعتها على المداخل والأبواب وغيرت اسم المكان إلى مقهى فاروق، وظل المقهى مختفظا بالاسم بعد ثورة 1952 وبعد انتقال ملكيتها إلى ملاك مصريين والذين حافظوا على التركة من صور الملك فاروق والقطع الفنية على الحوائط.​

فيديو قد يعجبك: