لم يتم العثور على نتائج البحث

إعلان

بالصور- بعد نفوق مئات الماشية.. مواجهة الجلد العقدي بالخل والليمون والثلج في سوهاج

09:38 م السبت 01 سبتمبر 2018

تطبيق مصراوي

لرؤيــــه أصدق للأحــــداث

سوهاج – عمار عبد الواحد:

هاجم مرض الجلد العقدي ماشية قرية عنيبس التابعة لمركز جهينة، شمالي محافظة سوهاج، ما تسبب في نفوق المئات من رؤوس الماشية، خاصة الأبقار بمختلف مراحلها العمرية، وكَبَّدَ المربين والفلاحين خسائر مادية فادحة، خلال فترة العلاج من المرض حتى نفوق الماشية.

ولم يجد الفلاحون والمربون لمواجهة المرض سوى الخل والليمون والثلج، في ظل غياب مصل أو لقاح لمواجهة المرض لدى مديرية الطب البيطري.
هجوم الجلد العقدي

بعد نفوق المئات منها، قرر الفلاحون والمبرون التخلص من الماشية النافقة في الترع والمصارف المائية، ما ساعد على انتشار المرض أكثر، دون تحرك من مديرية الطب البيطري، وإداراتها بالمراكز، أو أي من وحداتها البيطرية المنتشرة بالقرى.

هاجم المرض الآلاف من ماشية القرية منذ عدة أسابيع، وتتمثل أعراضه على الحيوان المصاب في ارتفاع درجة حرارة الجسم، وسيولة اللعاب من أفواه الماشية بغزارة حتى تمتنع عن الأكل وشرب الماء وآلام في أرجل الحيوان تعيقه عن المشي، وتجعله وكأنه مقيدًا، ثم تورم أجزاء من فخذي الماشية الأمامية والخلفية، وظهور تقرحات على غالبية الجسم .
تعتبر "عنيبس" ثاني قرية بعد "روافع القصير" على مستوى المحافظة من حيث عدد رؤوس الماشية، وحجم التربية في الأحواش، والحظائر، والمنازل، ما جعل تربية الماشية بها تمثل رأس مال استراتيجي لغالبية أبناء القرية، إذ لا يخلو منزل منها إلا فيما ندر.

استغاث أهالي قرية عنيبس بكافة المسئولين بوزارة الزراعة، ومحافظة سوهاج، والطب البيطري لحماية ماشيتهم التي اغتال المرض المئات منها، في ظل عدم وجود تحصينات بصفة مستمرة للماشية في الأحواش والمنازل رغم وجود وحدة بيطرية بالقرية .

شكاوى ومطالب بصرف تعويضات
واشتكى عدد كبير من مربي الماشية أنهم بسبب مرض الجلد العقدي، فقدوا العديد من رؤوس الماشية، وتكبدوا آلاف الجنيهات خسائر، لموت الماشية، وعدم استجابتها للعلاج، في الوقت الذي تباع فيه الأدوية والحقن التي تعطى للحيوانات المصابة بأسعار مرتفعة في المعارض، والعيادات البيطرية، فضلاً عن أجرة الأطباء البيطريين الذين يترددون على الحالات في المنازل .

وطالب المربون المتضررون بصرف تعويضات عن ماشيتهم النافقة، أسوة بالتعويضات التي صرفها للمتضررين من المرض عندما انتشر منذ عدة سنوات، لمواساة الفلاحين وتحمل بعض الخسائر معهم، كما طالبوا الوحدة المحلية بجهينة بالتنسيق مع الجهات المعنية برفع الحيوانات النافقة من الترع والمصارف والطرق لمنع انتشار المرض بصورة أكثر .
أحمد رمضان، أحد مربي الماشية بقرية عنيبس، قال إنه فقد 3 رؤوس ماشية بسبب مرض الجلد العقدي، مضيفًا أنه تكبد حوالي 5 آلاف جنيه علاجًا وأدوية بيطرية، وفي النهاية نفقت الماشية وألقاها في الترعة المارة وسط الزراعات بمنطقة "رمادة" ناحية مباني عنيبس.

الخل والليمون والثلج
وقال جمال أحمد، أحد المربين، إنه فقد بقرتي عُشر "حاملتين" يتجاوز سعر الواحدة 20 ألف جنيه جرّاء إصابتهما بالمرض الخبيث، مضيفًا أن الأطباء البيطريين الذين يترددون على الحالات يوصون المربين بعد ظهور التقرحات على جسم الماشية، وتفتحها، ونزول بعض الإفرازات الخبيثة منها بتدليك جسم الماشية بالخل والليمون بعد طحنهما في الخلاط، مع تدليك جسم الماشية بالثلج لمنع ارتفاع حرارتها ونفوقها في الحال .

وقال عبدالرحمن محمد، أحد المربين إن أسعار الماشية في السوق انخفضت بسبب ظهور المرض لتخوف المربين من شراء ماشية في فترة حضانة المرض مصابة أو في بداية إصابتها خاصة أن الأسواق تعمل ليلاً، مضيفًا أن "الطب البيطري" وقف مكتوف الأيدي، ولم يمد يد العون للمربين في مواجهة المرض .

إجراءات لم تتخذ للمواجهة
من جهته قال طبيب بيطري، بمديرية الطب البيطري بالمحافظة، إن نسبة نفوق الماشية من مرض الجلد العقدي الذي ضرب قرية عنيبس تصل إلى حوالي 20%، مضيفًا أنها نسبة مرتفعة، يتحتم معها أخذ إجراءات أكثر حيطة وصرامة لمنع انتشار المرض إلى القرى الأخرى المجاورة بل إلى المراكز الأخرى، خاصة لوجود "سوق الخميس" الخاص ببيع جميع الماشية، وأحد أكبر الأسواق على مستوى المحافظة على بعد بضعة أمتار من القرية من الجهة الشمالية، والتي منها غلق السوق، ودفن الحيوانات النافقة بطريقة سليمة في منطقة جبلية بعيدة عن الزراعات أو المجاري المائية مثل الترع والمصارف، وتحصين الماشية السليمة غير المصابة لمنع انتقال المرض لها .
وأوضح الطبيب الذي فضل عدم نشر اسمه، في تصريحات خاصة لــ"مصراوي" أن الأطباء البيطريون الذين يتابعون علاج الحالات في الأحواش والمنازل يحاولون علاج مضاعفات الفيروس، وليس الفيروس نفسه، وذلك من خلال الأدوية والعلاج البيطري مثل المضادات الحيوية، ومنشطات جهاز المناعة، وخافض للحرارة، وكالسيوم في حالة حدوث هبوط لدى الحيوان من شدة تأثير المرض .
وأشار إلى أن المرض ينتشر من الحيوان المصاب للحيوان السليم عن طريق الحشرات مثل الذباب والبعوض والتجاور المباشر أو تناول الأعلاف والماء بصورة مشتركة كما هو الحال في الحظائر والأحواش الكبيرة .
"الطب البيطري": لا يوجد مصل
من جانبه نفى الدكتور محمد أبوضيف، مدير مديرية الطب البيطري بسوهاج، وجود أي حالات مصابة بالجلد العقدي على مستوى المحافظة، وعند مواجهته بالأعراض التي تظهر على الماشية المصابة، وأن ترع ومصارف القرية مليئة بالماشية النافقة جرّاء المرض، أكد أنها بالفعل أعراض مرض الجلد العقدي، مضيفًا أنه سوف يكلف لجنة من المتابعة بالنزول للقرية، والتأكد من الإصابة بالمرض على أرض الواقع .
وأكد "أبوضيف" في تصريحات خاصة لــ"مصراوي" أنه لا يوجد لمرض الجلد العقدي لقاح أو مصل، وإنما يتم تحصين الماشية بمصل جدري الأغنام أو جدري الماشية، نظراً لكونها جميعًا أمراض جلدية، من عائلة واحدة – حسب قوله - .
وأشار مدير الطب البيطري بالمحافظة إلى أنه يجب على المُربي الذي تظهر عنده أي حالة أن يُبلغ "الطب البيطري" لمقاومة المرض في بداية ظهوره.
وعند مواجهته بأن من يقومون بعلاج الحالات المصابة في أحواش وحظائر ومنازل المربين أطباء لدى مديرية الطب البيطري، ومركز بحوث الحيوان، وأنه من الأولى أن يبلغوا هم عن ظهور المرض رفض الرد .

فيديو قد يعجبك: