لم يتم العثور على نتائج البحث

إعلان

سُجن بِرًا بوالده وأنقذته مبادرة السيسي.. محمد: "هأكمل صيدلة" (صور)

02:59 م الأحد 26 أغسطس 2018

تطبيق مصراوي

لرؤيــــه أصدق للأحــــداث

البحيرة – أحمد نصرة:

في صباح يوم سبت، التقط محمد حقيبته المحملة بملابس تكفيه أسبوعًا، وودع أمه في عجالة بينما تناوله كيسًا بلاستيكيًا يحوي بعض الأطعمة، حرصت على الاستيقاظ فجرًا وطهوها له ليأكلها ووزملائه في سكنه الجامعي بالقاهرة، قبل خروجه لم ينس أن يلق السلام على والده الذي ابتلع في عجالة رشفة شاي كانت في حلقه ليرد التحية ويدعو له بالتوفيق وهو يتبعه نحو باب منزلهم الريفي المتواضع، بقرية الصبية مركز أبو المطامير بمحافظة البحيرة.

غادر الابن تلاحقه نظرات الأب وهو يرى فيه حلمًا وثمرة لسنوات من الشقاء والكفاح عمل خلالها فرانًا لينفق على أسرته، وكلل الله ذلك بالتحاق ابنه الأكبر بكلية الصيدلة حيث يدرس بالفرقة الثانية بها، ولكن كان يشغل باله كثيرًا مستقبل بناته الأربع كيف سيزوجهن؟ وكيف سيساعد محمد في حياته العملية بعد التخرج؟ أسئلة ظلت تؤرقه دائمًا ودفعته للبحث عن مصدر رزق أفضل فكان قراره بشراء سيارة نصف نقل يعمل عليها.

بمجرد عودته من إجازته الأسبوعية التالية، اصطحب الأب ابنه إلى تاجر سيارات يحمل مقدمًا لسيارة بالقسط، دبر بعضه من جمعية، واستدان بقيته من أقاربه، ولكن ظلت هناك عقبة تتمثل في ضرورة وجود ضامن، لم يتردد الابن وقتها وقرر دون تفكير أن يضمن والده ويوقع على إيصالات أمانة بالمبلغ المتبقي، ولكن سارت الأمور على عكس ما كانا يتمنياه.

يقول محمد لـ"مصراوي": "اشترينا السيارة من تاجر في حوش عيسى وكان المبلغ المتبقي 240 ألف جنيه، وقمت بضمان والدي لدى التاجر ووقعت على إيصالات الأمانة، ولكن لم تسر الأمور كما كنا نخطط لها ولم تحقق السيارة الأرباح المتوقعة وتعثر والدي في سداد المديونيات بسبب مرضه".

ويقول "شحات" والد محمد: "داهمني المرض واضطررت لبيع السيارة وجزء كبير من أموالها ذهب في علاجي وإجرائي لعملية قلب مفتوح، وتعثرت في سداد جزء من الدين، وفوجئت في أحد الأيام بقوة من تنفيذ الأحكام تلقي القبض على ابني بمجرد عودته عقب امتحانات نهاية العام في الكلية".

ويوضح محمد: "استطاع والدي سداد مبلغ 180 ألف جنيه من المبلغ وعجز عن سداد الباقي 60 ألف جنيه فرفع التاجر دعوى وقدم إيصالات الأمانة للمحكمة، وصدر ضدي حكم بالسجن 3 سنوات".

ويكمل محمد: "أمضيت 60 يومًا داخل السجن، شعرت خلالها بالظلم وبضياع مستقبلي وأهدافي، وكان الاكثر ألمًا من سجني، هو الحزن الشديد الذي أصاب أبي وأمي وسط قلة حيلتهما وعجزهما عن عمل شيء لمساعدتي، حتى جاءت مبادرة الرئاسة وكانت بمثابة طوق نجاة أنقذني أنا والكثيرين ممن سجنوا لظروف مشابهة والحمد لله سأعود لدراستي ثانية".

ويستطرد محمد: "رغم قسوة التجربة إلا أنني خرجت منها أقوى وتعلمت الكثير خلال الأيام التي قضيتها داخل السجن، خبرات اكتسبتها داخل عالم آخر وتعاملات مختلفة مع أصناف مختلفة من البشر أكسبتني الكثير من الحكمة والصلابة، كذلك أظهرت لي التجربة حجم حب الناس من أقاربي وجيراني وزملائي في الكلية".

ويختتم محمد حديثه قائلًا: "كل ابتلاء من الله داخله رحمة فمن فضل الله أن تنفيذ الحكم بالسجن جاء بعد انتهائي من امتحانات نهاية العام مباشرة ولو نفذ قبل ذلك لضاعت هذه السنة من عمري، كذلك من فضل الله أنني خرجت قبل بداية العام الدراسي المقبل حتى استطيع الانتظام في دراستي مع زملائي بالفرقة الثالثة، حيث علمت بخبر نجاحي بعد الإفراج عني، والحمد لله هقدر أكمل طريقي إللي بحبه في كلية الصيدلة".

فيديو قد يعجبك: