لم يتم العثور على نتائج البحث

إعلان

بالصور- "مصراوي" يحقق من شاطئ النخيل.. "الموج في أحشائه الموت كامن"

03:46 م الثلاثاء 17 يوليو 2018

تطبيق مصراوي

لرؤيــــه أصدق للأحــــداث

الإسكندرية- محمد عامر:

تصوير- حازم جودة:

استحق شاطئ النخيل في الإسكندرية لقب "شاطئ الموت" فلم تعد حوداث الغرق كارثة كبيرة، فلا يكاد يمر يوم دون أن تبتلع الأمواج ضحية أو أكثر.

شاطئ النخيل يتبع مدينة 6 أكتوبر التي أنشئت كمصيف لضباط القوات المسلحة بمنطقة العجمي غربي الإسكندرية، يبدأ من الكيلو 20 طريق "الإسكندرية- مطروح" الساحلي، وينتهى في الكيلو 21، وينقسم لـ3 شواطئ، اثنان منها جرى تخصيصهما للأعضاء فقط.

ممنوع الاستحمام اليوم

مشاعر الغضب والصدمة التي انتابت الجميع بعد غرق 6 أشخاص منذ ساعات في "شاطئ الموت"، لا أثر لها فالشاطئ يمتلئ بالزوار، والمئات من الشباب والسيدات والأطفال يستمتعون بمياه البحر دون اكتراث بما تتناقله وسائل الإعلام عن أعداد الغرقى وشبح الموت الكامن بين الأمواج.

"ممنوع الاستحمام اليوم".. لافتة تصدرت مداخل الشاطئ تثير الدهشة والاستغراب، فالتحذير يبدو منطقيا فالبحر هائج ومخيف وأمواجه تتجاوز الـ 4 أمتار، إلا أن الآلاف مازالوا داخله تتقاذفهم الأمواج دون التزام أو خوف من خطر داهم ينتظرهم.

السباحة تحت الرايات الحمراء

"محدش بيسمع كلامنا.. لافتات التحذير تتنتشر على الشاطئ والرايات الحمراء مرفوعة".. قالها خالد هاشم، مشرف إنقاذ بشاطئ النخيل، الذى أكد أن السباحة ممنوعة تماما منذ يوم الجمعة الماضي، ولكن لا أحد يستجيب ما يتسبب في وقوع حالات غرق.

"ممنوع تسلق الحواجز"، و"ممنوع الاستحمام خلف وبين الحواجز"، و"ممنوع تواجد البيتش باجي والكلاب على الرمال".. عشرات اللافتات الإرشادية تتوزع على الشاطئ، يفصل بين كل منها نحو 50 مترا، كل شيء هنا كتجهيزات يبدو جيدا.

يضيف "هاشم": "مواعيد العمل المسموح فيها بنزول البحر هنا تبدأ من الثامنة صباحا وحتى الغروب.. ويمنع تماما نزول الأطفال أقل من 13 عاما دون ذويهم إلا أن أحدا لا يلتزم بتلك المواعيد"، مؤكدا أن مصطافي رحلات اليوم الواحد يتوافدون على الشاطئ منذ الرابعة فجرا، ولا يغادرون المياه إلا ليلا".

ما ذكره "هاشم" تؤكده مستندات وبلاغات حصل عليها "مصراوي" عن توقيت تعرض آخر الضحايا للغرق بين الساعة السادسة إلى السادسة والنصف صباحا، وهي مواعيد غير مسموح فيها بنزول البحر.

إنقاذ 200 شخص من الغرق يوميًا

1800 متر هي طول شاطئ النخيل، يقوم على منظومة الإنقاذ بها نحو 20 غطاسا ومشرف إنقاذ مزودين بـ3 "جيت سكي"، فلماذا تتكرر حالات الغرق؟

سؤال أجاب عنه "حسين أحمد" أحد المنقذين بالشاطئ، مؤكدا أن جميع حالات الغرق تحدث في غير المواعيد المحددة لنزول البحر ولكن لا أحد يلتزم بالتعليمات.

يشير "أحمد" إلى 3 رايات حمراء ترفرف أعلى أبراج المراقبة بطول الشاطئ، قائلا: "الرايات الحمراء إذا رفعت تعني أن البحر هائج وممنوع السباحة تماما.. ولا يجب النزول إلا في حالة رفع الرايات الخضراء".

"نحاول كثيرا منع الجميع من نزول البحر في غير المواعيد المحددة، وتصل الأمور إلى مشاجرات مع الرواد دون جدوى.. الناس شايفة حياتها رخيصة نعمل إيه؟".

ويضيف منقذ الشاطئ أنه يعمل ضمن شركة مسؤولة عن منظومة الإنقاذ بالشاطئ وجميع زملائه حاصلون على دورات تدريبية وشهادات معتمدة من الاتحاد المصري للغوص والإنقاذ، قائلا: "نقوم بإنقاذ من 100 إلى 200 شخص من الغرق يوميا".

هدم بوابات النخيل

وردا على وجود عيوب إنشائية في الحواجز المائية الموجودة قبالة شاطئ النخيل، قال الحاج محمد أبوشامة، المسؤول عن إدارة الشاطئ، إنه جرى تحديد مناطق آمنة للاستحمام باستخدام الشمندورات، موضحا أن الشواطئ المحيطة بهم كالسلام والزهور والروضة تشهد حالات غرق مماثلة.

مصطفى عطية، مسؤول أمن الشاطئ، أرجع تكرار حالات الغرق إلى هدم المحافظة بوابات المدينة منذ شهور وتحويلها من خاصة إلى عامة، ما جعلها تستقبل أعدادا كبيرة جدا قد تصل في مثل الجمعة إلى ما يقرب من مليون زائر، وهو العدد الذي يصعب السيطرة عليه- على حد قوله.

شباب طائش

"النخيل من أجمل شواطئ الإسكندرية".. قالها محمد البغدادي، أحد ملاك الشاليهات بقرية 6 أكتوبر، مؤكدا أنه لا يجد خطورة على حياته طالما التزم بالتعليمات والإرشادات على الشاطئ.

ويضيف "البغدادي": "بالطبع أسمع وأشاهد حالات الغرق، ولكنهم شباب طائش لا يلتزمون بالمواعيد المحددة لنزول الشاطئ، ويصرون على الوصول لمنطقة الحواجز المائية والقفز من أعلاها، رغم أنها أشد المناطق خطورة".

حالتا غرق في دقائق

"علي صلاح، وأحمد محمود، وعزام محمد".. 3 شباب خرجوا توا من مياه البحر، بعد أن وصلوا لمنطقة الحواجز المائية، عرفت منهم أنهم من محافظة أسيوط، قالوا: "أيوه شفنا الراية الحمرا واللافتات بس إحنا جايين يومين وعايزين ننبسط لازم ننزل الميه.. مش بنخاف".

الإنقاذ النهري: "الحواجز المائية الأسوأ"

أسفل إحدى الشمسيات بشاطئ النخيل جلس ثلاثة من ضباط وحدة الإنقاذ النهري التابعة لإدارة الحماية المدنية بمديرية أمن الإسكندرية يلتقطون أنفاسهم قبل أن يواصلوا البحث عن جثتين لشخصين مفقودين لقيا مصرعهما غرقا هنا قبل يومين.

مكالمات عدة أجراها قائد المجموعة مع مرؤوسيه قبل أن يتحدث معنا عن عمله وأسباب تكرار وقائع الغرق هنا قائلا: "الحواجز المائية هنا هي الأسوأ على الإطلاق من بين شواطئ الإسكندرية.. فبين كل حاجز وآخر فتحات، وهو ما يسمح مع الأمواج بعمل دوامات تؤدى لغرق الزوار".

ويضيف الضابط بالحماية المدنية – رفض ذكر اسمه – لـ"مصراوى": "المشكلة الأساسية هنا هي سلوكيات الزوار وعدم التزامهم بالتعليمات والإرشادات.. فالشاطئ مزود بعدد كاف من المنقذين المدربين وصافرات التحذير لا تتوقف طوال اليوم".

20 غريقا الصيف الحالي

وأشار إلى أن 99.9% من الغرقى نزلوا البحر في غير المواعيد المحددة للسباحة ولا يوجد سلطة للعاملين أو المنقذين تخول لهم منع الزوار بالقوة من نزول البحر.

وحول وجود إحصائية لعدد الغرقى بشاطئ النخيل منذ بدء موسم الصيف الحالي، أوضح الضابط أن عدد الغرقي يقرب من 20 غريقا، لافتا إلى أنهم يعانون في حالة وجود غرقى بين الصخور والحواجز المائية، قائلا: "منذ شهور أصيب زميل لنا بكسر مضاعف في ذراعه تطلب تركيب شرائح ومسامير أثناء انتشال جثة انحشرت بين الصخور".

السياحة والمصايف تحذر من خطورة الشاطئ

الإدارة المركزية للسياحة والمصايف هي الجهة الرسمية المخول لها- طبقا للقانون- الإشراف على جميع شواطئ الإسكندرية، نعت في بيان لها الغرقى الثمانية الذي جاءوا من محافظات القاهرة والقليوبية والمنوفية والغربية ليعبروا إلى العالم الآخر من خلال أمواج شاطئ النخيل.

وحذر اللواء أحمد حجازي، رئيس الإدارة المواطنين من نزول أي شاطئ في غير المواعيد المحددة وهي من الشروق إلى الغروب، مؤكدا أن دور الإدارة يقتصر على الإشراف الفني على الشاطئ فقط من حيث توافر عدد المنقذين وغيرها.

ووصف "حجازى" شاطئ النخيل بأنه يحمل درجة خطورة عالية عند ارتفاع الأمواج، مناشدًا المواطنين بعدم النزول والالتزام بتعليمات المنقذين ومشرفي الإنقاذ.

إغلاق شاطئ النخيل

ما ذكره "حجازي" أكده الدكتور محمد سلطان، محافظ الإسكندرية، لافتا إلى أن غالبية غرقى الشاطئ من خارج المدينة ومن رواد رحلات اليوم الواحد، ويجهلون طبيعة الشاطئ، ولا يتبعون إرشادات الأمن والإنقاذ، معتبرا أن هذا هو السبب في ارتفاع حالات الغرق.

وردا على المطالب المتكررة بغلق الشاطئ، أوضح المحافظ أن هناك مقترحًا لغلق شاطئ النخيل نهائيًا بسبب ارتفاع حالات الغرق، نتيجة سرعة الأمواج والدوامات، أو إنشاء بوابات على الشاطئ وتكثيف التواجد الأمني لمنع الناس من دخول الشاطئ وجارٍ مناقشة تلك المطالب، رغم أن الغلق لن يمنع الناس من الدخول- بحسب قوله.

فيديو قد يعجبك: