لم يتم العثور على نتائج البحث

إعلان

بالفيديو والصور- بطل الجمهورية في كمال الأجسام يناشد الرئيس: نفسي أرفع علم بلدي

06:46 م الثلاثاء 26 يونيو 2018

تطبيق مصراوي

لرؤيــــه أصدق للأحــــداث

الشرقية – فاطمة الديب:

وسط غرفة صغير مُبعثرة المحتويات أعلى سطح منزل ريفي، يعيش محمد عبدالعال محمد، بطل الجمهورية في كمال الأجسام، والذي اتخذ من الطيور والحيوانات جيرانًا له، على أن يشاركهم الغرفة بعلب سمن قديمة ملأها خرسانة، وعصي خشبية، يستخدمها كأوزان بدائية للتدريب.

على ضفاف قرية "أبوشميس" التابعة لمركز ومدينة الحسينية بمحافظة الشرقية، وعلى بُعدة عدة أمتار من مدخل القرية يقع منزل البطل الذي قاسى الأمرين من أجل مواصلة نجاحه حتى اضطرته الظروف إلى مسح البلاط والعمل بالأجرة لكسب قوت يومه، ورعاية والدته المريضة، حتى تركت المعاناة علاماتها على وجهه.

ما إن تقترب قدماك من منزل الكابتن محمد، بطل الجمهورية في كمال الأجسام، حتى تُغالبك الظنون بأنك على موعد مع منزل فخم، وفاره الأثاث لا يقل بأي حال من الأحوال عن منازل كبار الأبطال في مصر والوطن العربي، لكن ما إن تدلف قدماك باب المنزل حتى تتحجر الكلمات على طرف لسانك رافضة الخروج قبل إعادة ترتيبها مرات ومرات من فرط الإعجاب ببطل سطر اسمه بحروف من نور بين من قهروا الظروف وأصبحوا أبطالًا يتحاكى بهم التاريخ.

بدأ حديثه لمصراوي قائلًا "حصلت على بطولة الجمهورية في كمال الأجسام وتم ترشيحي لبطولة العالم في لبنان، لكن مرض أمي وظروفي المادية اضطرتني أن أعمل في مسح البلاط وأشتغل فلاحًا بالأجرة وآخر المطاف نقّاش وخطّاط".

4 أعوام قضاها "محمد" في بداية حياته يربط نفسه بالحبال في الأشجار تارة، ويحمل أوزانًا ثقيلة تارةً أخرى، قبل أن يعرف أن ما يمارسه رياضة كمال الأجسام، وهنا نصحه القريبون منه بالذهاب إلى أي نادٍ لصقل موهبته، حتى ذهب إلى نادي "قناة السويس" أواخر عام 2003، بحثًا عن تدريب ولو لمدة ساعة، إلا أن كلمات مُدرب النادي لكمال الأجسام آنذاك الكابتن أحمد فرج، جاءت صادمة: "هنا نادي والدخول باشتراك" قبل أن يُعقب "محمد" على كلماته برجاء أخير: "مينفعش تعتبرني حد تعرفه وتسيبني ألعب لآخر اليوم"، فما كان من المدرب إلا أن تركه يلعب، ولكن قبل أن يُغادر الولد النادي طلب منه الكابتن الحضور مُجددًا: "إعمل حسابك البطولات الجاية هتكون معانا".

كلمات المُدرب حملت لمحمد سعادة كبيرة، وحلم بدأ في التبلور داخله بأن يكون بطلًا في رياضة أحبها قبل أن يعرف اسمها، وما هي إلا شهور قليلة حتى شارك في بطولة منطقة الإسماعيلية لكمال الأجسام تحت 20 سنة، والتي توّجت جهوده فيها بالحصول على المركز الثاني، قبل أن تتوالى البطولات واحدة تلو الأخرى حتى أصبح بطلًا للجمهورية عام 2006، وهنا أخذت الحياة منحى جديدًا.

"أمي جالها السرطان وتعبها كان حمل جديد علي غير حاجتي لأكل معين وتدريب بانتظام علشان أحافظ على جسمي"؛ وأضاف "محمد" أن ترتيبه الأول بين إخوته، وأنه تحمل عبء وتكاليف علاج والدته حتى باع كل ما يملك، فلم يجد سوى العمل بـ"اليومية" في أرض جيرانه بالقرية من أجل توفير نفقات المعيشة.

وعن أغلى بطولة في حياته، قال "محمد": "بطولة الجمهورية المفتوحة بنادي اتحاد الشرطة واللي حصلت فيها على المركز الأول.. يوم البطولة كنت شغّال الصبح في الأرض بحصد غلة علشان على آخر النهار يبقى معايا فلوس المواصلات، والحمد لله ربنا كافأني وخدت البطولة وقتها، ووالله أوقات كتير كنت ببقى في مصر بعد البطولات ومش معايا فلوس فبنام في الجناين علشان أوفر على أد ما أقدر".

ذاع صيت "محمد" حتى جرى ترشيحه لبطولة العالم بلبنان، إلا أن مرض والدته حال دون تحقيق حلمه بالبطولة، وعن ذلك قال: "أمي تعبها زاد عليها ومحدش كان معاها غيري، دا غير إن الفلوس اللي معايا كانت مش هتكفي ثمن الأكل والتدريب"، قبل أن تطلب منه والدتها وقتها طلب صعب: "قالت لي لو عاوزني أخف اهتم برياضتك، لكن على عيني والله أنا اللي علي بعمله بس كمال الأجسام محتاج جهد ومصاريف وأكل وتدريب معين وأنا الحمد لله ربنا وحده أعلم بحالي".

واختتم بطل الجممهورية حديثه لـ"مصراوي" بمناشدة ورجاء وجهه للرئيس عبدالفتاح السيسي: "لو صوتي هيوصل للريس نفسي أقول له إني بدور على ربع فرصة وبحفر في الأرض بس الحمل تقيل أوي ونفسي والله أمثل مصر وأرفع اسمها علو السما السابعة لكن مش لاقي اللي يقف جنبي ولو حتى نادي يحتويني ويدربني".

فيديو قد يعجبك: