لم يتم العثور على نتائج البحث

إعلان

بالصور| القصة الكاملة لرقصة مسجد "المسلمي".. و"الأوقاف": الطقوس الغريبة لا تمت للصوفية

02:59 م السبت 23 يونيو 2018

الدقهلية- رامي القناوي:

داخل قرية يتخطى تعداد سكانها 50 ألف نسمة، يقام مولد "المسلمي"، منذ قرابة الـ40 عامًا، يحتفل به كافة أبناء القرية بعد أن قرر أفراد الأسرة التكفل به. ويُقام في الأول من شوال من كل عام، يتوافد إليه مريدو الطريقة المسلمية من كافة أنحاء الجمهورية لتتولى العائلة التكفل برعايتهم، وإقامة الموائد وحلقات الذكر حتى الليلة الختامية.

وقبل ساعات من اختتام الاحتفال، الأربعاء الماضي، ثار جدل واسع بين رواد موقع التواصل الاجتماعي، "فيسبوك"، إذ تمكن أحد الحاضرين من التقاط عدد من مقاطع الفيديو، لعدد من أتباع الطريقة المسلمية خلال تنظيمهم "حاضرة" إلا أن التصرفات التي جرت اختلفت تمامًا عما يتبعه أفراد الطريقة الصوفية" رقصات وقفزات على أصوات الطبل والمزمار، يليها أداء صلاة على الأنغام.

يظهر في المقطع المتداول، شيخ الطريقة، وعدد من مريديه، يشكلون مستطيلًا من ثلاثة أضلاع ويؤدون الصلاة على أنغام موسيقية، ويقفزون لأعلى مع استدارة الرأس يمينًا ويسارًا وفجأة يسقطون على الأرض ويؤدون الصلاة جلوسًا دون التوجه ناحية القبلة مصطفين أمام بعضهم.

انتقل "مصراوي" إلى قرية طناح، إذ يقطن بها أبناء العائلة المسلمية، للوقوف على حقيقة الفيديو المتداول، وما ظهر به من طقوس غريبة.

داخل القرية رفض عدد كبير التحدث عما جرى داخل المولد، فالبعض أكد أن أبناء العائلة المسلمية من كبار العائلات داخل القرية ولا يجوز الحديث عن أي تجاوزات لهم، في حين طلب آخرون عدم ذكر أسمائهم، واصفين ما حدث بأنه إساءة بالغة للدين، ويجب محاسبة مرتكبيها، وعدم إقامة المولد مرة أخرى حتى لا تنتشر الفتنة بين أبناء القرية.

كانت أبواب المسجد مغلقة، وفي مواجهته تسكن عائلة المسلمي، شيخ الطريقة المسلمية، بطل واقعة الفيديو، فتح أبواب المنزل حسن المسلمي، أحد أبناء العائلة، وعضو الطريقة، مؤكدًا أن نجل عمه غير موجود بعد استدعائه من قبل إحدى الأجهزة الأمنية للتحري حول الواقعة.

"مفيش صلاة مخالفة الإخوان والسلفيون يروجون الشائعات لتشويه صورة الصوفيين".. بهذه الكلمات بدأ حسن المسلمي، عم شيخ الطريقة حديثه لمصراوي، مشيرًا إلى أن العائلة تحتفل سنويًا بالمولد داخل القرية، وتتكفل بكافة المصروفات من أجل خدمة رواد المقام وأتباع الطريقة المسلمية.

وأضاف أن جده الأكبر حسن علي عمر المسلمي كان أحد أتباع الطريقة الصوفية منذ عقود طويلة، ويمتلك قطعة أرض فضاء، قرر أن ينشئ بها مسجدًا، وبعد وفاته أوصى بأن يدفن داخله، وهو ما حدث، حتى توفي حفيده محمد حامد، وجرى دفنه بجواره.

ولفت "المسلمي" إلى أن الجد الأكبر كان له أتباع بدأوا في التوافد إلى القرية، وزيارة قبره، وإقامة حلقات ذكر ما استدعى إقامة المولد في الأول من شوال من كل عام منذ ما يقرب من 50 عامًا.

ترأس الطريقة المسلمية حامد المسلمي إلى أن توفي عام 2002 فتولى من بعده الشيخ وائل المسلمي، رئاسة الطريقة بناء على اجتماع بين العائلة واختياره، نظرًا لقوة شخصيته ودرايته الكاملة بالطريقة، خاصة أنه حصل على الشهادة الثانوية الأزهرية، وعمل كعامل في مسجد المسلمي بوزارة الأوقاف.

مع إقامة المولد كل عام يتوجه شيخ الطريقة المسلمية وائل المسلمي إلى الأجهزة الأمنية للحصول على الموافقات الأمنية، ما يتبع وفقًا لرواية حسن المسلمي، "عم شيخ الطريقة"، لكن هذا العام حمل مفارقة غريبة.

طقوس لا تمت للصوفية

قال الدكتور محمد غنيم، عميد كلية الآداب الأسبق بجامعة المنصورة، وأستاذ علم الاجتماع والأنثروبولوجيا، إن مولد المسلمي يقام منذ قرابة الـ50 عامًا بقرية طناح، بعد أن توفي الشيخ محمد المسلمي، وأصبح هناك طريقة تعرف بـ"الطريقة المسلمية"، ودفن بجواره ابناه "نبيل" و"حامد"، وهي إحدى طرق المشايخ الصوفية، ولكنها مثل باقي الطرق المعروفة بالاعتدال وممارسة الطقوس الدينية في الموالد.

ووصف أن الطقوس الغريبة التي ظهرت في بعض مقاطع الفيديو المتداولة على موقع التواصل الاجتماعي "فيسبوك" بالخزعبلات التي لا أساس لها بين الصوفيين، لافتًا إلى أن من ظهر يمارس هذه الطقوس الغريبة ربما يكون أحد المشعوذين الذين لا يمتون بصلة للصوفية.

فيما رفض حسن المسلمي، وصف ما حدث بالطقوس الغريبة، مشيرًا إلى أن العائلة تقيم سنويًا حلقات ذكر لله والصلاة على النبي، وفي الليلة الختامية للمولد هذا العام حضر قرابة 5 آلاف شخص من كافة أنحاء الجمهورية، وبدأنا في الاحتفال بتلاوة آيات من القرآن أعقبها خطبة لأحد مشايخ الأزهر الشريف، وبدأ الشيخ وائل المسلمي، شيخ الطريقة في إقامة "الحاضرة" والتي لم تتضمن أي صلاة مخالفة أو طقوس غريبة.

وعن ظهور أتباع الطريقة وهم يؤدون الصلاة جلوسًا قال: "غير حقيقي، ونزلوا على الأرض للسجود لله شكرًا، وهذا لم يحتج إلى اتجاه معين للقبلة، وهو ما حدث، لكن السلفيين يحاولون ترويج الكذب".

فيديو السرقة

في ظل حالة الجدل التي أثيرت حول مشاهد الطقوس والصلاة داخل المولد، تداول أهالي القرية مقطع فيديو آخر لشيخ الطريقة يظهر قيامه بسرقة مشغولات ذهبية من داخل محل للمجوهرات عام 2014 الأمر الذي أثار أزمة جديدة حول كينونة شيخ الطريقة وكيفية ترؤسه لطريقة صوفية.

بينما قال عم شيخ الطريقة إن الفيديو المتداول صحيح، لكنها أمور شخصية لا يجب التطرق إليها، قائلا: "إذا كان وائل حرامي فلماذا لم يُسجن أو يُعاقب؟".

وتابع "المسلمي" حديثه قائلًا: "أيوه حصل بس وائل كان بياخد حقه.. صاحب محل الدهب حصل على مبلغ مالي من وائل يتجاوز الـ40 ألف جنيه مقابل تشغيلها بنسبة أرباح، وعندما فشل وائل في استرداد أمواله أراد أن يأخذ حقه بأي طريقة، والآن صاحب محل الذهب محبوس بعد ما نصب على ناس كتير في البلد".

الأوقاف تستنكر الواقعه:

استنكرت مديرية الأوقاف بالدقهلية ما حدث في الليلة الختامية للمولد، ووصف الشيخ طه زيادة، وكيل وزارة الأوقاف، ما حدث بأنه سياق غير مألوف لا يمت للصوفية، قائلًا إن الصوفية أسمى وأرقى من أن يُمارسها مشعوذون أو أن يمارس منتسبون لها صلوات على أنغام الطبل والزمر.

وأضاف أن الرسول- صلى الله عليه وسلم- نهى عن الاستهزاء بالصلاة، مستشهدًا بحديث الرسول: صلوا كما رأيتموني أصلي، وما حدث لا يمت للإسلام في شيء، وأوضح أن ما حدث بالكامل جرى في ساحة خالية أمام المسجد، ولم يحدث داخله.

وأشار "زيادة" إلى أن شيخ الطريقة عامل بمسجد المسلمي، وقد جري اتخاذ كافة الإجراءات القانونية حياله وإحالته للشؤون القانونية بالمديرية.

الأمن يستدعي شيخ الطريقة:

في حين قال حسن المسلمي إنه فور انتشار الفيديو وحدوث جدل حول الواقعة استدعت الأجهزة الأمنية نجل شقيقه، مشيرًا إلى أنه لم يتوصل إلى أي معلومات خاصة، قائلًا إن الأمر طبيعي ومفيش حاجة، وتواصلت مع بعض المسؤولين في الأجهزة الأمنية الذين أكدوا لهم أنهم سيسألونه سؤالين وراجع.

فيديو قد يعجبك:

إعلان

إعلان