إعلان

بالصور- في 4 مشاهد.. كيف استعاد اليونانيون ذكرياتهم في مقابر الإسكندرية؟

04:01 ص الخميس 03 مايو 2018

تطبيق مصراوي

لرؤيــــه أصدق للأحــــداث

الإسكندرية – محمد البدري:

رغم أن بعضهم لم يولد بمصر، إلا أن الحنين إلى تاريخ الأجداد كان العامل الرئيسي لتمسكهم بزيارة كل موقع يحمل بصمات أسلافهم في الإسكندرية، هكذا كان المشهد الذي بدا عليه أبناء الجالية اليونانية والقبرصية خلال زيارتهم المربع اليوناني القديم والمقابر الخاصة به بمنطقة الشاطبي، اليوم الأربعاء ضمن فعاليات أسبوع "إحياء الجذور" الذي دعت له الحكومة المصرية.

مصراوي رصد في السطور التالية مشاهد من زيارة اليونانيين لمقابر أجدادهم في منطقة الشاطبي وسط المدينة والذين عاش بعضهم من قبل في الإسكندرية بينما يزورها آخرون للمرة الأولى بحثا عن ذكريات أسلافهم.

جدي كان يعمل مع الملك فاروق

"بولا كابنولا" يونانية لم تولد بمصر إلا أنها معتزة بتركة والدتها وجدها من الذكريات، حيث أكدت لـ مصراوي أنها جاءت خصيصا لمشاهدة ما كانت تسمعه من حكي والدتها عن الإسكندرية.

تضيف "بولا" بإنجليزيتها الركيكة في حديثها لمصراوي " جدي كان يعمل مع الملك فاروق وأعتز بذلك حيث كان أحد المسؤولين عن سباقات الخيل التي كان يحبها الملك بحسب حكي والدتي، وجئت لأبحث عن قبر جدي هنا."

لم نشعر للحظة بالغربة

مواطنتها "أنستاسيا أبوستولس" حضرت من اليونان أيضا لزيارة قبر أبيها إلا أنها كانت تحفظ مكانه عن ظهر قلب، حيث أوضحت أنها زارته قبل عدة سنوات، مشيرة إلى أنها تشعر بالحنين إلى الإسكندرية تحديدا حيث رحلت عنها في صغرها مع والدتها بعد وفاة والدها الذي دفن في المدينة الساحلية، ولم يبقى للأسرة شيء سوى مجموعة من الذكريات.

تذكر أنستاسيا الفترة القصيرة التي قضتها من طفولتها وسط المجتمع متعدد الثقافات مشيرة إلى أن أسرتها لم تشعر للحظة واحدة بالغربة في الإسكندرية، إلا أن الظروف أحيانا تكون أقوى من البشر والأقدار هي التي تحدد مصائرهم في النهاية."

ذكريات شبابي هنا

" ساعد الخواجة كوستا يزور قبر والده " كلمة قالها أحد العاملين في مقابر اليونانيين بالشاطبي إلى زميله، والذي هم بمساعدة "الخواجة" ليصل إلى قبر والده عبر بعض أعمال الترميم التي تجرى داخل المقابر ليحظى بفترة من الخصوصية للصلاة من أجله.

لم يشأ "كوستا" الحديث داخل المقابر ليتمكن من قضاء أكبر وقت ممكن أمام مدفن والده، إلا أنه تحدث ببعض الكلمات العربية الركيكة قائلا "رغم البعد عن الإسكندرية إلا أنني أحافظ على زيارتها كلما سنحت لي الفرصة، بعد أن تركتها في منتصف السبعينيات"، مضيفا أنه مرتبط بالمكان الذي عاش فيه طفولته في منطقة الإبراهيمية والتي رغم اختلاف معالمها بالمباني المرتفعة إلا أن بعضا منها حافظ على مظهره القديم بما يكفيه لاسترجاع تلك الذكريات."

شكرا لمصر التي جمعتنا من جديد

"ديميدرا كلياكينو" يونانية عاشت في الإسكندرية حتى مرحلة الشباب، وأكدت أنها جاءت ضمن مبادرة العودة للجذور سبب الحنين إلى المدينة الجميلة – كما وصفتها – والتي قضت فيها أفضل أيام حياتها وتعلمت في مدارسها اللغة العربية وبعض آيات من القرآن.

اختتمت "ديميدرا" حديثها قائلة عشت أجمل سنوات عمري هنا، وأعشق أهل مصر الذين عاملونا كأننا منهم دون أي تفرقة، وشكرا لمصر التي جمعتنا من جديد."

وشهدت جولة الوفد اليوناني القبرصي زيارة المدرسة اليونانية القديمة "ايفرون" والتي تحولت إلى الجمعية اليونانية في الإسكندرية بمنطقة الشاطبي، حيث تفقدوا فصول المدرسة القديمة، كما غنوا عددا من الأغاني اليونانية داخل غرفة الموسيقي بالمدرسة، واختتموا جولتهم بزيارة المقابر اليونانية لزيارة أقاربهم الذين دفنوا في المدينة منذ سنوات.

وتضم مقابر اليونانيين في الإسكندرية أضرحة عدد من الشخصيات الشهيرة التي أثرت الحياة الاقتصادية والثقافية منهم مقبرة الشاعر اليوناني "قسطنطين كفافيس"، و"أنطونياديس" مؤسس الحدائق الشهيرة التي تحمل نفس اسمه، ومدفن "ميخاليديس" أشهر محامي يوناني عاش في مصر، ورجل الأعمال اليوناني "أسطاسي" ورجل الأعمال اليوناني أيضًا "أوفير وف"، وقبر "كورسي كاهو" الذي بنى المستشفى اليوناني قبل أن يتحول إلى مستشفى جمال عبد الناصر.

يشار إلى أن المربع اليوناني بني عام 1902 بمنطقة الشاطبي بالإسكندرية ويعرف اليوم باسم "المربع الأخير"، ويتضمن المربع عدة منشآت كانت تابعة للجالية اليونانية التي كانت تعيش بالإسكندرية في الماضي.

وجاء بناء المربع تخليدًا لذكرى قسطنطينوس سالفاجوس الذي تولى رئاسة الجمعية اليونانية بالإسكندرية عام 1900 ويعد واحدًا من مؤسسي البنك الأهلي المصري، كما كان واحدًا كبار الشخصيات في عالم التجارة وفي مجتمع الصفوة اليونانية بالإسكندرية.

فيديو قد يعجبك:

إعلان

إعلان