تلال رمال ولافتات لسوق الهيروين.. الطريق إلى معركة "السحر والجمال" بالإسماعيلية
الإسماعيلية – إنجي هيبة:
جريمة وراء جريمة، وقضية تلو أخرى، كان "سلامة" ابن قبيلة عرب بلي، يرتكب جرائمه المتنوعة ما بين "مخدرات، وسرقة بالإكراه، وسلاح بدون ترخيص، وقتل" والتي تتحول إلى قضايا تصدر فيها أحكام تتراوح بين السجن والإعدام شنقًا، وفي كل مرة يهرب من قبضة الأمن ليستمر مسلسل جرائمه وهروبه لسنوات.
آخرها كانت جريمة قتل بقسم الشروق، في محافظة القاهرة، حُكم على "زعيم السحر والجمال" بحكمي إعدامٍ، إضافة إلى 370 سنة سجن مؤبد ومشدد، اعتبره البعض خطًّا جديدًا اتخذ من منطقة السحر والجمال، على طريق الإسماعيلية – القاهرة الصحراوي، وكرًا له لممارسة تجارة المخدرات، وما يتفرع عنها من جرائم أخرى، كحيازة السلاح والإتجار فيه، وغيرها من جرائم.
لم يقتصر الأمر على تجارة المخدرات، أو السلاح، وإنما البلطجة وبسط السيطرة، على منطقة السحر والجمال، على طريق الإسماعيلية الصحراوي، وقبل مدينة العاشر من رمضان بـ5 كيلو مترات، تحولت المنطقة إلى سوق علني للمخدرات بأنواعها المختلفة على "سلامة" ومعاونيه، وآخرين، حصنوا المنطقة بترسانة أسلحة، حتى وصلت بهم الجرأة إلى وضع لافتات على الطريق تُرشد إلى مكان سوق الهيروين.
شاهد عيان قال إن العناصر الخارجة عن القانون في منطقة السحر والجمال حولوها منذ سنوات إلى سوق علني لبيع المخدرات، ووضعوا علامات ولافتات توضح لمريديهم الطريق، بين تلال الرمال الكثيفة، والحدائق المتناثرة، التي اتخذوها ساترًا لهم، وبالاتفاق وتحت مظلة السلاح يُمكن للزبائن الدخول إلى سوق الكيف.
وتحت إشراف اللواء محمد علي حسين، مساعد وزير الداخلية، مدير أمن الإسماعيلية، أُعدت حملة مكبرة، لاستعادة الأمن في منطقة السحر والجمال، بدعم من قوات الأمن المركزي.
استغلت قوات الأمن ساعة الإفطار، لتفاجئ عصابة "سلامة"، واجتازت القوات تلال من الرمال قبل أن تصل إلى وكر العصابة، أمس الأربعاء، ولما استشعر المتهم وأعوانه قدوم القوات، أطلقوا عليها وابلًا من النيران، فبادلتهم القوات إطلاق النيران، قبل أن تطبق خناقها عليهم، وتقتل زعيم العصابة وأحد أعوانه.
استمر تبادل إطلاق النيران لـما يقرب من 4 ساعات، حتى وصلت القوات إلى الوكر الذي اختبأ فيه المجرمون، لتكتشف مصرع المتهم الهارب "سلامة"، وأحد أعوانه، إثر إصابتهما بطلقات نارية متفرقة بالجسم، وجرى التحفّظ على الجثتين في مشرحة مستشفى الإسماعيلية العام.
أسفرت المعركة عن إصابة النقيب محمد فؤاد، معاون مباحث بمركز شرطة التل الكبير، بجرح سطحي بالظهر، ونُقل إلى المركز الطبي العالمي، وخرج بعد أن تلقى الرعاية الطبية اللازمة.
وضبطت القوات بحوزة المتهمين رشاش متعدد "جرينوف" و260 طلقة من نفس العيار، وشريطي طلقات من نفس العيار، وبندقية آلية و250 طلقة من نفس العيار، و9 خزن خاصة بها، وطبنجة ماركة CZ عيار 9 مم، وكمية من جوهر الهيروين المخدر تزن حوالي كيلو و250 جرامًا، إضافة إلى 5 ميزان حساس، و10 هواتف محمولة، وموتوسيكل بدون لوحات معدنية، ومبلغ مالي قدره 23 ألف جنيه، وأُخطرت النيابة وتولت التحقيق.
وقال بيان صادر من مديرية أمن الإسماعيلية أمس، إن الجهد موصول للقضاء على انتشار ظاهرة الإتجار في المواد المخدرة بمنطقة السحر والجمال، الواقعة بالمنطقة الحدودية مع أمن الشرقية التي تأوي عناصر إجرامية خطرة تخصصت في ارتكاب وقائع السرقة بالإكراه والإتجار في المواد المخدرة مستخدمين أسلحة نارية وذخائر والتي اعتادوا استخدامها في مقاومة السلطات، واتخاذ بعض الأعراب لتلك المنطقة مسرحًا لمزاولة نشاطهم الإجرامي كوكر لبيع وترويج المواد المخدرة خاصةً جوهر الهيروين مستعينين بأعوانهم من الخارجين عن القانون بمنطقة السحر والجمال، دائرة مركز التل الكبير، مستغلين موقعها القريب من طريق الإسماعيلية - القاهرة الصحراوي، ووجود تلال من الرمال والحدائق الكثيفة كساتر لهم.
فيديو قد يعجبك: