إعلان

48 عامًا على المجزرة.. "بحر البقر" دخلت التاريخ بكارثة وخرجت من اهتمام المسؤولين

01:12 م الأحد 08 أبريل 2018

تطبيق مصراوي

لرؤيــــه أصدق للأحــــداث

الشرقية- فاطمة الديب:

"محافظتي: الشرقية.. ومدرستي: بحر البقر الابتدائية.. وكراستي: مكتوب عليها تاريخ اليوم.. مكتوب على الكراس اسمي.. سايل عليه عرقي ودمي".. بهذه الكلمات عبّر الشاعر فؤاد حدّاد عن مشاعر طفل قُتل تحت القصف الإسرائيلي الغاشم على مدرسته.

وبنفس الكلمات، يحيي تلاميذ المدرسة الذكرى 48 للمجزرة التي راح ضحيتها 30 طالبًا وطالبة، وأصيب عشرات آخرون.

"المسؤولين مش بيفتكرونا غير في المناسبات، وحتى لو افتكرونا بيبقى زي العزا.. محدش مقدّر إننا أهل شهدا راحوا وسالت دماهم وهما لسه في عمر الزهور".

بهذه الكلمات بدأت الحاجة نبيلة علي محمد حسن، 77 عامًا، تسترجع ذكرى وتفاصيل استشهاد ابنها "ممدوح حسني الصادق محمد" الذي رافقت روحه 29 طالبًا وطالبة من شهداء مجزرة "بحر البقر".

"نفسنا حد يهتم بينا ونلاقي حاجة نعيش منها.. والله يا بنتي ثمن الدواء بقى صعب عليا ومش لاقياه"؛ وأوضحت والدة الشهيد لـ"مصراوي" أن مشكلات أهالي الشهداء، وحتى المصابين لم تنل نصيب يُذكر من اهتمامات المسؤولين على مدار 48 عامًا مرّت على المجزرة.

صبّت والدة الشهيد جام غضبها على المسؤولين طوال نصف القرن الماضي قائلة "دا حتى مكلفوش نفسهم يسألوا عننا عايشين إزاي ولا حالنا إيه.. والله بقى كل همي ربنا يهاديني بعمرة أعملها لروح ابني ممدوح قبل ما أموت".

سالت دموع المكلومة، وهي تتذكر تفاصيل المجزرة: "يومها ممدوح ابني طلب مني سندويتش ياخده معاه المدرسة، وقولت له روح وابقى تعالى في الفُسحة أكون عجنت وخبزت.. يا دوب ممدوح مشي وبدأت أجهز عجين العيش لكن سمعنا صوت غارة كسرت شبابيك البيت وانفجار جامد قوي.. وقتها روحت جري على المدرسة وكل منايا ألحق ممدوح، لكن القدر كان أقوى وأسرع مني، وعلى ما وصلت هناك لقيته غرقان في دمه".

تركنا الحاجة نبيلة وحاولنا استعادة ذاكرة الوطن من داخل مبنى المدرسة الحديثة، التي أقيمت على أنقاض قريتها المنكوبة بمركز الحسينية شمالي محافظة الشرقية، إذ تحتضن أسوارها اليوم نصبًا تذكاريًا، ومتحفًا ضم آخر ما تبقى من شهود على جريمة دولية، لم تُحرك ساكنًا للمجتمع الدولي حينها.

طابق وحيد وثلاثة فصول، ونُصب تِذكاري، ومتحف، رغم زجاج معروضاته، تتفجر الذكريات مع مقتنياته التي ضمّت أقلامًا، وكُتبًا، ودفاتر مدرسية، وألعاب اختلطت رائحتها بدماء أصحابها الزكية، راسمة مشهد يختطفك إلى ما عاشته مصر قبل 48 عامًا.

الحال لم يختلف كثيرًا خارج المدرسة، إذ كشف "محمد خضر" أحد شباب القرية لـ"مصراوي" تفاصيل معاناة الأهالي على مدار عقود: "عايشين من غير خدمات ولا حتى فيه مياه نظيفة نشرب منها"، منوهًا إلى أن مصرف القرية تحوّل إلى "مقلب قمامة" ومرتع للأمراض والأوبئة.

وأضاف "خضر" أن القرية خارج اهتمام المسؤولين منذ عقود: "مش بيفتكرونا غير وقت الذكرى وكل اللي بنسمعه منهم كلام مواساة مش بيختلف عن كل مرة لغاية ما زهقنا ومش سامعين منهم حاجة جديدة.. يا ريت بدل الكلام يهتموا شوية بخدمات القرية وأهالها.. والله بنشتري مياه الشرب بالجراكن وكمان الصرف الصحي حالته زي الزفت".

يُشار إلى أن اللواء خالد سعيد، محافظ الشرقية، تخلّف على مدار العامين الماضين، عن إحياء الذكرى السنوية للمجزرة، إذ كلّف السكرتير العام للمحافظة، بمشاركة رئاسة مركز ومدينة الحسينية احتفالية إحياء الذكرى، وإرسال رسالة لأهالي القرية بتلبية كل مطالبهم.

الثانويه العامه وأخبار التعليم

فيديو قد يعجبك:

إعلان

إعلان