إعلان

بعد 10 سنوات من إغلاقه.. ذكريات مصنع البصل بسوهاج على جدران مقهى البسفور

04:43 م الأحد 29 أبريل 2018

تطبيق مصراوي

لرؤيــــه أصدق للأحــــداث

سوهاج – عمار عبد الواحد:

بعد 10 سنوات من الإغلاق، مازال مصنع تجفيف البصل وتصديره في سوهاج، خاويًا على عروشه، والذي أنشأه الرئيس جمال عبدالناصر عام 1960، وكان الأول من نوعه في أفريقيا والشرق الأوسط، وأُغلق بسبب صراعات الخصخصة والعمال والحكومة عام 2008.

أنشأته شركة النصر لتجفيف المنتجات الزراعية في سوهاج، والمعروفة بــ"مصنع بصل سوهاج"، تميزت منتجاته بالجودة العالية، وكانت تُصدر منتجاته للعديد من دول العالم، ومنها فرنسا وبلجيكا وبريطانيا.

كان يُساهم في الحفاظ على محصول البصل السوهاجي كونه المحصول الاستراتيجي بالمحافظة، والمحافظات الأخرى المجاورة مثل أسيوط وقنا، توقفه عن العمل عام 2008 زاد من معاناة الفلاحين والمزارعين بمحافظة سوهاج، وأصبح محصول البصل تحت رحمة تصديره أو عدم تصديره، والذي عاد سلبًا على سعر المحصول، إذ وصل سعر الطن هذا العام في بداية الموسم إلى 800 جنيهًا، ثم ارتفع نسبيًا حتى وصل إلى 1225 جنيهًا للطن .

ونتج عن توقف المصنع تشريد حوالي 5 آلاف عامل من المهندسين والفنيين والعمالة الموسمية والمؤقتة، ما جعلهم يبحثون عن مهن أخرى رغم تجاوز أعمارهم وامتهانها بسبب أعباء الحياة، ما زاد من معاناتهم الذين كانوا نبض المصنع والمزارعين والموردين الذين قاربوا الألف مورد وكانوا يوردون محصول البصل خام إلى المصنع .

وترحم مزارعو البصل بمحافظة سوهاج على الأيام التي عاصروا فيها مصنع بصل سوهاج، وقت أن كان يجري التعاقد معهم على المحصول خلال فترة زراعته قبل جمعه، وبسعر مجزٍ يغطي تكاليف زراعة وجمع المحصول فضلاً عن العائد والربح الذي كان يعود عليه بعد توريده للمصنع .

" الله يرحم أيام مصنع البصل، كانت أيام حلوة مش هتتعوض" بهذه الكلمات تحدث الحاج جمال بسيوني، أحد مزارعي البصل من مركز جهينة عن الأيام التي كان يورد فيها محصوله إلى مصنع البصل، مضيفًا "لو مصنع تجفيف البصل رجع يشتغل مرة أخرى سيتجه غالبية المزارعين لزراعة البصل من جديد، مشيراً إلى أن عمل مصنع البصل يقضي تمامًا على كساد السوق .

بينما قال متولي شاهين، أحد مزارعي البصل بمركز جهينة إن السبب الرئيسي في تراجع أسواق محصول البصل من عام إلى آخر هو توقف مصنع البصل عن العمل منذ عدة سنوات، مطالبًا الحكومة بإنشاء مصنع لتجفيف البصل، يوازي المصنع المغلق في إنتاجه، حفاظًا على زراعة محصول البصل، وتميز محافظة سوهاج بزراعته .

تستعيد جدران مقهى البسفور بشارع المحطة في منطقة العارف بالله بمدينة سوهاج، والذي أنشئ بالتزامن مع المصنع وبجواره، ذكريات عمال المصنع، ومزارعي البصل الذين كانوا ينتظرون دورهم في توريد المحصول على كراسيها.

أوضح فتحي محمد إسماعيل، الشهير بــ"المعلم مكي"، 63 سنة، صاحب مقهى البسفور، أنه ورث المقهى عن والده الذي أنشأه في أعقاب ثورة يوليو 1952، وبدأت في جذب الزبائن، وأغلبهم كانوا من مزارعي البصل، وعمّال مصنع التجفيف، خصوصًا في موسم حصاد البصل وتوريده إلى المصنع.

يحكي "المعلم مكي" "كان عمري أقل من 7 سنين، وكنت أساعد والدي في تجهيز وتقديم الطلبات للزبائن، وكان غالبيتهم مزارعين، كنت أراهم يبيتون على المقهى حتى الصباح ثم يتوجهون إلى المصنع ويعودون إلى المقهى في نهاية اليوم.

الثانويه العامه وأخبار التعليم

فيديو قد يعجبك:

إعلان

إعلان