لم يتم العثور على نتائج البحث

إعلان

دبلوم صنايع بدأ سائقًا وانتهى مجرمًا.. قصة "خُط الصعيد" المُحاصر في جبال "حمرا دوم"

08:30 م الخميس 12 أبريل 2018

تطبيق مصراوي

لرؤيــــه أصدق للأحــــداث

قنا – (مصراوي):

يعيش كالذئاب بين الكهوف والوديان، يتنقل بينها وبين القرى والزراعات، يتخفى وسط الجبال والحقول، وإذا ما طفت على السطح جريمة، قال الجميع في خوف إنه "نور أبوحجازي الهواري".

شاب لم يتجاوز من العمر 35 سنة، بينما تتضمن صحيفته الجنائية عشرات الجرائم والقضايا، المتنوعة ما بين تجارة سلاح، ومخدرات، وخطف.

نور أبو حجازي الهواري.. السائق الذي أغواه الشيطان

أفاد عدد من أهالي قرية حمرادوم لــ"مصراوي" أن نور أبوحجازي، بدأ حياته كسائق حسن السيرة، حاصل على دبلوم صنايع، يقرأ ويكتب، ويطلع على مجريات الأحداث، لديه حساب على "فيسبوك".

ظل لفترة ليست بالقصيرة، مجرّد سائق سيارة نصف نقل، يُحمّل البضائع ويجلبها، بين قرية "حمرا دوم" ومركز نجع حمادي، يتطلب منه عمله التنقل أحيانًا بين العديد من المحافظات.

رفض أي من الأهالي الذين تحدثنا إليهم نشر أسمائهم، خوفًا من "خليفة خُط الصعيد"، على طول الطريق بين قريتي "حمرا دوم" وأبوحزام" ينتشر الخوف بين الحقول، ويدق أبواب البيوت.

استعان به ابن عمه "خط الصعيد السابق" "نشأت أبوعيطة"، كانت البداية بتوصيل بعض البضائع المهربة، والمجرّمة، حتى تحول الأمر إلى شراكة واسعة في تجارة السلاح، والمخدرات، وعمليات الخطف مقابل دفع الفدية المالية.

كان لنشأت أبوعيطة، تأثير كبير على "أبوحجازي" طبقًا لرواية أهالي "حمرا دوم"، كانا يتبادلا الثقة، ولم يختلفا قط، كانا صديقين وأخوين تقاسما اللقمة، ووجدا في الجريمة طريقهما الذي لا عودة منه.

ذاع نشاط نور أبوحجازي الإجرامي خلال حكم جماعة الإخوان المسلمين، وما صاحبها من فوضى أمنية لعدة مراكز كان يفرض على تجّارها الإتاوات مقابل السلام .

توقف الأنشطة الإجرامية بحمرادوم.. "نور أبوحجازي" مطاردًا في الجبال

بتولي اللواء أشرف رياض، مدير إدارة البحث الجنائي بمحافظة قنا، أغسطس 2017 بدأت عمليات التطهير الأمني لقريتي حمرادوم وأبوحزام، لتضبط الحملات الأمنية المتتابعة مئات القطع من الأسلحة غير المرخصة، وأكثر من 510 خارج على القانون، وتفعيل نشاط نقطة شرطة حمرادوم، المتعطلة منذ ثورة 25 يناير، وعادت المدارس إلى استقبال الطلّاب وازدهرت التجارة بالقرية، وعادت الحياة الطبيعية لقريتي حمرادوم وأبوحزام.

لاذ "أبوحجازي" إلى الجبال الشرقية، متحصنًا بوعورتها من الأجهزة الأمنية، واضطر إلى وقف أنشطته الإجرامية، مترقبًا الفرصة لعودة جديدة، لكن الأمر كان يزداد صعوبة، خاصة بعد القبض على شريكه نشأت أبوعيطة، أغسطس 2015، والذي كان هاربًا في القاهرة، بحي عين شمس.

العودة إلى النشاط من جبال "حمرا دوم" و"أبوحزام"

استغل نور أبو حجازي انشغال الأجهزة الأمنية بإدارة الانتخابات الرئاسية، ليعود إلى جبال أبوحزام وحمرادوم بمشاركة 4 من الأشقياء من أصدقائه الذين تعرّف عليهم خلال عمله بتجارة الأسلحة؛ والعودة كانت أيضًا ليكون قريبًا من زوجته وابنته سلطانة، بعد أن ضاق الخناق عليه وطال البعاد.

القبضة الأمنية والاشتباك

أفادت الأجهزة الأمنية أنها تمكنت من القبض على جميع أفراد تشكيل "أبوحجازي" العصابي، بعد اشتباكات نشبت بين الطرفين فجر الثلاثاء الماضي، أسفرت عن استشهاد الملازم محمدي رجب الحسيني، وإصابة نقيب مباحث، ومجند شرطة آخرين، ومصرع مسجل خطر بحوزته رشاش نصف بوصة، وكمية كبيرة من الذخائر المتنوعة؛ وبهذا فشل مخطط عودة النشاط الإجرامي لقريتي حمرادوم وأبوحزام.

مصدر أمني: القبض على "أبوحجازي الهواري" خلال ساعات

أفاد مصدر أمني رفيع المستوى لـ"مصراوي" أن قوات الأمن المركزي، والبحث الجنائي تُحاصر المتهم نور أبو حجازي، بحيز واحد كيلو فقط، بإحدى الوديان الجبلية؛ ومن المتوقع أن يُسلّم نفسه للقوات خلال ساعات بعد انتهاء مواد الإعاشة التي في حوزته، إذ أنه محاصر ولن يستطيع الصمود طويلًا.
FB_IMG_1523519573404

فيديو قد يعجبك: