لم يتم العثور على نتائج البحث

إعلان

بالصور- بالمطرقة والأزميل.. "عم محمد" النحات شاهد على تاريخ مصر

03:53 م الخميس 08 فبراير 2018

تطبيق مصراوي

لرؤيــــه أصدق للأحــــداث

كفر الشيخ - إسلام عمار:

في منزل صغير، بعزبة فؤاد رجب التابعة لمركز فوه بكفر الشيخ، اتخذ "عم محمد" ركنًا في بيته، جعله محرابًا يتعبد فيه لله، بالنحت على الأحجار والجرانيت، مستخدمًا مطرقة وأزميل، جميع أعماله الفنية لشخصيات مصرية أثرت تاريخ الأمة، إما رموز دينية أو فنية، أو أدبية.

البداية سنة 1942

"بدأت نحت وصناعة التماثيل من الأحجار وعمري 8 سنوات يعني من سنة 42".. هكذا قال "محمد أبو النجاة"، 83 سنة، لـ"مصراوي"، عن تاريخ بداية العمل بهوايته في نحت وصناعة التماثيل من الأحجار، مضيفًا أن عدد كبير من أعماله اختفى بعد ان عرضه في معارض حكومية تتبع هيئة قصور الثقافة.

وقال عم محمد أبو النجاه، كما يطلق عليه أهل بلدته: "كنت بأجيب الأحجار البيضاء والجرانيت والرخام، الملقاه في الشوارع، وأقوم بنحتها وأنا في هذا السن الصغير، وأحولها لتماثيل لأشخاص مشهورة، ورموز دينية، مثل الشيخ محمد متولي الشعراوي، أو حتى أضخاص مجهولين مثل فلاحة تحمل بلاصًا مرتدية الجلباب، والطرحة الفلاحي".

تمثال "عبدالناصر"

وأضاف عم "محمد"، أن أول تمثال صنعه، وصممه كان للرئيس الراحل جمال عبدالناصر، لعشقه ومحبته له، واصفًا الرئيس الراحل بـ"نصير الغلابة"، وسند الفلاح المصري، موضحًا أن أي فلاح ينكر جهود الرئيس جمال عبدالناصر، لايكون مصريًا، ولا يعلم عن الوطنية شيئًا، وكان يعرض تمثاله دائمًا في المسابقات الحكومية.

"أم كلثوم" 

وقال عم محمد لـ"مصراوي": "إن عشقي الثاني كان لكوكب الشرق أم كلثوم، وفي عام 1967 كان وقتها عمري 32 سنة، وأعلنت الإذاعة المصرية إقامة حفل فني بمدينة دمنهور بمحافظة البحيرة، ستحييه أم كلثوم، ووقتها لم أجد أمامي سوى تصنيع تمثال لها، لأقدمه هدية لها".

وأضاف: "توجهت ليوم الحفل، وحملت تمثالها على كتفي، حتى وصلت وخلال فترة استراحتها، وصلت إليها بصعوبة بالغة، بسبب سوء معاملة رجال محافظة البحيرة وقتها، وعندها أمرت أم كلثوم أم أدخل، ومهما أقول لا أصف مدى مقابلتها الغالية لي، كانت كلها محبة وكأن تلك السيدة كما اعتقد عنها محبيها، تتمتع بطيب القلب، وتواضع يفوق الخيال على الرغم من شهرتها وقتها".

وتابع قائلًا: "لما دخلت لها فوجئت بوجود محافظ البحيرة عندها في الاستراحة، وكان يدعى وجيه أباظة، وقالت لي أهلا وسهلا بحضرتك.. خير يا أخي تحت أمرك، فقلت لها أهلًا بحضرتك يا ست شرفتي وأنا عملتلك تمثال مخصوص لعشقي ومحبتي لفنك، فردت علي قائلة شكرًا لحضرتك وهدية مقبولة، وغندما أخذت التمثال مني، كنت أسعد مخلوق في الدنيا".

وجيه أباظة

ويكمل عم "محمد" روايته، أنه أبلغ كوكب الشرق، بعدم وجود فرص ممنوحه له ليعرض مواهبه في فن النحت، ويرغب بتوسطها لدى المسئولين في القاهرة، ليكتشفوا موهبته، مشيرًا إلى أنها طلبت من محافظ البحيرة وجيه أباظة، بضرورة منح فرصة له عن طريقه، لعمل معرض خاص به، ويعرض موهبته فيه، فكان رد المحافظ عليها قائلًا لها: "أيوة حاضر من عينيا يا ست"، ثم وجه كلامه له قائلًا: "بص يا أخ أبقى عدي عليا بكره وإحنا نشوفك ونديك حاجة".

وأشار إلى أن تلك الكلمات التي قالها محافظ البحيرة، كانت بمثابة الصدمة له، واعتبرتها وقتها بمثابة إنه كان ذاهب يتسول له، ومع ذلك تحمل تلك الكلمات، وظل يتردد على محافظة البحيرة، قاطعًا مسافات طويلة من قريته بمركز فوه إلى محافظة البحيرة، والأمل يراوده من خلال مساعدة المحافظ له، ولكن في كل مرة يتوجه لهذا المحافظ، ينكر نفسه منه بحجة إنشغاله الدائم، وحضور الاجتماعات المستمرة.

حالة يأس 

قال عم محمد، لـ"مصراوي": "عندما شعرت بعدم اهتمام المسئولين بفني وهوايتي، توقفت عن عمل النحت، حوالي 5 سنوات من 1967 إلى 1972، بسبب حالة اليأس التي تملكتني، لعدم الاهتمام بالموهوبين وأصحاب المواهب الفنية"، ولكن عاد لموهبته، محبة في الرئيس الراحل محمد أنور السادات، بسبب اهتمامه بشعبه.

وأضاف أنه بعد انتصار القوات المسلحة المصرية في حرب 1973، لم يجد ما يعبر عنه بفرحته، بسبب هذا الانتصار العظيم، سوى نحت تمثال للرئيس السادات، من الرخام، وشارك به في معرض، نظمه مجلس مدينة فوه، ولكن اختفى التمثال من المعرض، وحزن عليه حزنًا شديدًا، موضحًا أن هناك تماثيل كثيرة من أعماله، جرى سرقتها في معارض يشارك فيها.

توقف 30 عاما بسبب مبارك 

وأوضح أنه ظل يمارس هوايته في النحت، حتى تولى الرئيس الأسبق محمد حسني مبارك، مقاليد الحكم، وبعد ذلك توقف عن ممارسته النحت، طوال فترة 30 عامًا بسبب مبارك، لكونه معترضًا على وجود هذا الرجل في الحكم، دون أن يذكر أسباب، سوى قوله: "ما بحبش الراجل ده طول عمري" ولكن ما بعد اندلاع ثورة 25 يناير، والتي أطاحت بنظام مبارك، عاد من جديد.

وأكد أنه أول عمل صممه، كان تمثالًا للجندي المصري، وهذا التمثال معبرًا عن جندي يتحرك رافعًا يديه الاثنين، كأنه انتصر في معركة، وفي إحدى يديه سلاحه الميري، وسبب تصميم هذا التمثال، لموقف الجيش المصري، من ثورة يناير، ونزوله في المحافظات المصرية، حفاظًا على مصر من الفوضى، ونهب ممتلكاتها، التي أعقبت تنحي مبارك عن الحكم.

رسالة للرئيس السيسي

وتابع قائلًا: "بعد 30 يونيو 2013 شعرت أن الاختيار في هذا الرجل، ليقود البلاد عقب رحيل الإخوان، من مقاليد الحكم، جاء في الوقت المناسب، ومن وجهة نظري فهو هدية للشعب المصري، صدقوني ما يفعله هذا الرجل سوف تراه مصر فيما بعد، نعم الأسعار ارتفعت في بعض المجالات، لكن هذا الأمر سوف يعود على مصر، ويراه شعبها خلال السنوات المقبلة.

وقال عم محمد موجهًا رسالته للرئيس عبدالفتاح السيسي، رئيس الجمهورية: "أعانكم الله في سبيل ما تفعلونه تجاه بلدنا وشعبنا، مهما ينتقدوك فأعمل كما أنت، أرغب بمقابلة سيادتكم، أمنية أوجهها لك ياريس إني ارغب بمقابلتك.. أتمنى من الله أن يقرأ هذه الرسالة، ويحقق أمنيتي بمقابلته، وأنا مستعد أعمل معرض في مركز ومدينة فوه يضم فيه جميع الموهوبين ويزوروه كل مواطني دول العالم من أجل تنشيط السياحة في بلدنا وفي محافظة كفر الشيخ".

فيديو قد يعجبك: