جزاء المعروف.. "خالد" يعترف: "قتلت عمي ودفنت جثته جوة مصطبة"
أسيوط - (مصراوي):
لم يكن "خالد" يعرف، أن فكرة بعينها ستدور في رأسه، وقد تودي به في النهاية إلى حبل المشنقة.
الشاب ذو الـ35 سنة، تربى في بيت عمه، بعد وفاة والده، العم "يوسف" أصبح معيله الوحيد، فتح له بيته، وأنفق عليه من ماله الخاص بداية من المأكل والمشرب، وحتى التعليم، إلى أن تخرج الأخير في الجامعة، وحتى الانضمام لطابور المتعطلين عن العمل، لينفق عليه عمه دون كلل أو شكوى.
لكن "خالد" عرف الطريق إلى أصدقاء السوء والمخدرات، فأصبح المال كل همه، ولو اضطر إلى سرقته حتى من عمه الذي تكفل به طوال سنوات.
في قرية العصار بمركز الفتح بأسيوط، ذاع صيت الشاب، أصبحت سيرته على كل الألسنة: "الشاب العاطل الذي ينفق عليه عمه، دون حساب أو مراجعة"، لكن هذا لم يقّوم الشاب، أو يحول بينه وبين ملذاته.
الحديث عن "الشاب" العاطل المدمن، وصل للعم "يوسف" سمع ما يتردد في القرية، قرر وبعد تدخل عدد من المقربين، أن يمنع المال عن ابن أخيه، الذي أحبه ورباه، كان يرى أن هذه هي الطريقة الوحيدة، لتقويم سلوك ابن أخيه، الذي تكفل به قبل 20 عامًا.
يوم الجمعة الماضي، وعلى غير العادة، استيقظ "خالد" مبكرًا، لعب "الكيف" برأسه، كان يرغب في جرعة مخدرات بشدة وفي غير موعدها المعتاد، نظر حوله في بيت عمه، لم يجد إلا الرجل الذي تجاوز الـ70 سنة بسنوات قليلة، طلب منه المال كالمعتاد، لكن الرجل رفض هذه المرة.
توجه "خالد" لعمه، وطلب منه ما اعتاد لعى طلبه دائمًا، لكنه فوجئ بالرفض هذه المرة، العم "يوسف" قال لابن أخيه، إنه لا يمكن أن يعطي له أموالًا، لينفقها على المخدرات وأصحاب السوء.
لا يمكن لأحد أن يعرف ماذا فكر "خالد" في هذه اللحظة، هل لعبت المخدرات برأسه؟ هل رأى أنه لو تخلص من عمه سيستطيع الحصول على الأموال التي يريدها دون حسيب أو رقيب؟ لا يمكن معرفة الإجابة، لكن كل ما يمكن التأكد منه، أن الشاب استل سكينًا وطعن بها عمه المسن في قلبه، لتودي الطعنة بحياته.
كانت زوجة العم في تلك الأثناء، في المستشفى، لإجراء بعض الفحوصات الطبية، قبل أن تعود للبيت، وتسأل "خالد" عن عمه وزوجها.
"خالد" ارتبك ولم يجد ما يقوله، قبل أن تباغت الزوجة ابن شقيق زوجها مرة أخرى، وتسأله عن سر المصطبة التي يبنيها في حوش المنزل، وما السبب الذي يدفعه لذلك.
الزوجة راودها الشك للحظة، أن يكون مكروه ما وقع لزوجها، فتعالت صرخاتها في أرجاء المنزل، وجاء الجيران لاستطلاع الأمر، ليكتشفوا الكارثة.
أمام اللواء منتصر عويضة مدير المباحث الجنائية بأسيوط، والمقدم محمد فراج رئيس مباحث الفتح، أدلى "خالد" باعترافات تفصيلية: "طلبت من عمي فلوس أجيب أقراص رفض. كل اللي فاكره أن البيت كان فاضي، روحت على المطبخ جيبت سكينة، وغرزتها في قلبه ومات".
لكن ضباط المباحث، الذين بدأوا التحقيق في الواقعة، كانت أمامهم مهمة من نوع آخر، فبالرغم من اعتراف "خالد" إلا أن جثة عمه "يوسف" لم تكن موجودة، أين ذهبت جثة العم؟.
المفاجأة أن "خالد" الذي أصبح متهمًا بجريمة قتل، اعترف أيضًا بشكل تفصيلي، عن قيامه باخفاء الجثة، لكن الطريقة أصابت الجميع بالصدمة.
"بعد ما قتلته، قررت أني لازم أخفي الجثة، هابني مصطبة في حوش البيت، وهأدفن الجثة جواها".. اعترف "خالد" بالطريقة التي أخفى بها جثة عمه أمام ضباط المباحث.
الجريمة تلقى بها اللواء جمال شكر مدير أمن أسيوط، إخطارًا من اللواء الدكتور منتصر عويضة مدير المباحث الجنائية، بالعثور على جثة "يوسف ق. ح." 73 سنة، فلاح مقيم قرية العصارة بمركز الفتح داخل "مصطبة" في حوش منزله، بعد أن هدمها عدد من الأشخاص الذين شكوا في سلوك ابن شقيقه.
وانتقل إلى موقع الحادث المقدم محمد فراج رئيس مباحث الفتح، والنقيب عمرو البدري أبوضيف، والنقيب فتحي طوسن معاوني المباحث، لمعاينة الموقع وسماع شهادة الشهود، الذين أكدوا أن القتيل، عم المتهم، من أنفق عليه ورباه وأنفق عليه منذ فترة طويلة، قد تزيد عن 20 عامًا كاملة، بعد وفاة والديه.
ودلت تحريات المباحث، أن مشاجرة نسبت بين المجني عليه وابن شقيقه "خالد م. ق." 35 سنة، بسبب طلب الأخير مبلغ مالي لشراء أقراص مخدرة، وبعد رفض المجني عليه قرر المتهم التخلص من عمه، ودفن الجثة في مصطبة داخل حوش المنزل.
فيديو قد يعجبك: