لم يتم العثور على نتائج البحث

إعلان

بالفيديو والصور.. كفاح "فاطمة" بين الإبرة والخيط من قريتها إلى سوق الخارجة بالوادي الجديد

06:41 م الأحد 16 ديسمبر 2018

تطبيق مصراوي

لرؤيــــه أصدق للأحــــداث

الوادي الجديد – محمد الباريسي:

اضطرتها ظروف المعيشة، غلائها، إلى السفر يوميًا من قريتها جنوب مدينة الخارجة بمحافظة الوادي الجديد، لمسافة أكثر من 15 كم، لتبيع ملابس نجحت في تفصيلها بماكينة خياطة صغيرة لكي تستطيع أن تنفق على أطفالها بعد وفاة زوجها.

استمرت رحلة كفاح "فاطمة" بين الإبرة والخيط، من قريتها إلى سوق مدينة الخارجة، بالوادي الجديد، قرابة العام ونصف العام.

فاطمة سيد سليم، من قرية ناصر الثورة، جنوبي واحة الخارجة، لديها طفلين "عبدالرحمن" 15 سنة، و"طه" 5 سنوات، لا تملك وظيفة أو مورد رزق ثابت، بعد وفاة زوجها، الذي كانت تساعده في الإنفاق على الأسرة طوال سنوات زواجهما، بالعمل في خياطة وتفصيل الملابس من المنزل.

مات الزوج، وبقيت مع أطفالها وماكينتها في المنزل، استثمرت وقتها في العمل والكد والكفاح، حتى كبر عملها، وخرجت من البيت إلى محل متخصص في خياطة وتفصيل الملابس الحريمي.

أكدت "فاطمة" في حديثها لـ"مصراوي" أن سكان القرية والجيران يُحضرون لها القماش في المنزل، ثم تبدأ تفصيله وخياطته حسب رغبتهم بمقابل مادي، وأحيانًا تتولى تعديل الملابس الجاهزة، بما يتناسب مع المقاس الصحيح للجسم، وبعد وفاة زوجها بدأت تعتمد على نفسها وتنفق على أسرتها الصغيرة.

أضافت، أنها تشتري الأقمشة بأسعار متفاوتة منها ما يبدأ المتر منه بـ50 جنيهًا، فمثلًا عندما يطلب الزبون تفصيل "فستان" أو "دريس" فيحتاج قماش بطول 3 أمتار ويتكلف في هذه الحالة 150 جنيهًا قماشًا فقط، يُضاف لها خيوط وتفصيل فيُباع في هذه الحالة بـ250 جنيهًا، وهذا سعر أقل بكثير جدًا من السوق الخارجي.

تابعت قائلة: "إنني كنت أعمل في البداية في منزلي ولكن الآن بعد وفاة زوجي اضطرتني ظروف الحياة للخروج منه وتعرفت عن طريق التواصل الاجتماعي للسيدة "أم هدية حمدي أيوب" صاحبة فكرة الأوبن داي بمركز الخارجة، والتي ساعدتني كثيرًا في بداية العمل والحمد لله بدأ المشروع يتوسع تدريجيًا، وحصلت على محل صغير في مقر سوق البساتين القديم بمدينة الخارجة، ووضعتُ بداخله الماكينة التي تعمل عليها ومنتجاتي من التفصيل".

وأوضحت، أنه عندما تبدأ تفصيل قطعة ملابس جاهزة نسائي مثل الفستان أو العباية فإنها تستغرق يومين متتالين من العمل، وعندما نزلت للسوق بدأت أواكب متطلبات السيدات في تفصيل فساتين "سواريه" وتستغرق مني 4 أيام عمل متواصلة.

واختتمت حديثها قائلة "أطالب محافظ الوادي الجديد، اللواء محمد الزملوط، بإعفائي من القيمة الإيجارية للمحل الذي أنفقت على تجهيزه بشكل لائق، حتى أستطيع الإنفاق على أسرتي في ظل غلاء المعيشة، أو تخفيضها".

من جانبه أكد رئيس مركز الخارجة بالوادي الجديد، المهندس مجدي الطماوي، أن السوق كان مغلقًا لفترة طويلة وصلت إلى أكثر من 4 سنوات، إلا أن إحدى السيدات تقدمت بطلب لشغل السوق ليكون مقرًا للسيدات صاحبة فكرة "الأوبن داي" وبالفعل وافق المحافظ على المطلب، ويضم السوق الآن 51 محلًا تجاريًا.

أضاف "الطماوي" أنه جرى تأجير 45 محلاً للسيدات وبعض الشباب لفتح أنشطة تجارية فيه، كفرص عملٍ بمقابل شهري بسيط قدره 50 جنيهًا في الشهر الواحد، بشرط أن يتحمل المنتفع تكلفة تطوير وتجهيز المحل، وبدأ العمل بالفعل خلال الأسبوع الماضي، وفي انتظار افتتاحه بشكل رسمي بحضور محافظ الإقليم.

وأشار إلى أن المحافظ زار أكثر من مرة السوق لتشجيع الشباب وشدّد على ضرورة تخصيص أفراد للعمل بنظافة دورات مياه السوق بعد رفع كفاءتها وتطويرها، على أن يتحمل المستفيدون من المحلات التجارية دفع المستحقات المالية لهم وتشكيل اتحاد كممثلين عن المحلات بالسوق وإدارة شئونه، وإعفاء المستفيدين من المحلات من القيمة الإيجارية المستحقة لـ3 أشهر لتشجيع الشباب والعمل على توفير فرص عمل كريمة لهم.

فيديو قد يعجبك: