كاوتش وبوصلة وساعة.. "مصراوي" داخل أول مدرسة صديقة للبيئة في بورسعيد (صور)

بورسعيد - طارق الرفاعي:

إطارات سيارات ملونة موضوعة وفصل داخل حديقة، هذا أول ما ستقع عليه عيناك فور دخولك مدرسة عمرو بن العاص الرسمية للغات، والتي تعتبر أول مدرسة صديقة للبيئة في محافظة بورسعيد، واشاد بها المركز الإعلامي لمجلس الوزارء في تقرير مصور، بعدما نجحت إدارته في تحويلها من مجرد مدرسة حكومية تكسوها رمال صفراء إلى مدرسة تنافس المدارس الدولية في مظهرها العام.

أولياء الأمور

أحمد كمال، ولي أمر أحد الطلاب وعضو مجلس أمناء المدرسة، يتحدث بفخر شديد قائلًا: "ابنتي كانت في مدرسة خاصة، ولم تكن مقبلة على المدرسة ولا تحب الذهاب إليها، فقررت نقلها إلى مدرسة حكومية، وجاء تنسيقها بمدرسة عمرو بن العاص، وفي اليوم الأول لاستقبال الطلاب وجدنا استقبالا رائعا من مدرسات المدرسة، وتحولت ابنتي من كره الذهاب إلى المدرسة إلى عاشقة لها وحريصة على الذهاب إليها يوميًا، فجذب هذا انتباهي وقررت أن أدعم ابنتي من خلال دعم المدرسة وتطويرها، فبدأت بالمشاركة في حفلات الـ(Fun Day) الخاصة بهم، وتجميل المدرسة، ثم بدأت عملية استخدام الكاوتشات وتوفير الدهانات بمقترح من مدير المدرسة، وكنا نتواجد بالمدرسة ليلًا نهارًا لكي تصل إلى هذا المستوى وشاركنا أيضًا عدد من أولياء الأمور بمجهودهم ودعمهم في الخامات".

رمال صفراء

مدير المدرسة صنع إجازًا خلال أشهر قليلة كما يردد أولياء أمور تلاميذ المدرسة، وأشار جمعة محمود حسين الحلواني، مدير المدرسة، إلى أنه تولي مهام منصبه في العام الدراسي 2017-2018، أي العام الدراسي الماضي، وكانت عبارة عن رمال صفراء، ولحظتها قرر أن يحولها إلى مدرسة صديقة للبيئة، مضيفًا: "واجهت العائق المادي لكنني قررت أن أتغلب عليه واستعين بالخامات الموجودة في البيئة بمحيطنا، واستخدمت حوالي 1000 كاوتش سيارة مستعمل، ودهنتهم واستخدامها في صناعة أشكال جمالية ونماذج دراسية مثل: البوصلة، الساعة، ومقاعد بمدخل المدرسة، وألعاب رياضة".

فصل الحديقة

وتابع مدير المدرسة حديثه: "كما قمنا بإنشاء أول فصل داخل الحديقة على مستوى مدارس مصر كلها، ومخصص لكل فصل دراسي حصة داخل فصل الحديقة، يستغلها الطالب في الرسم والتلوين وممارسة أنشطة تنمي القيم الإيجابية لديه ويكون لها مردود جيد في التعلم والاستفادة من المعلم، من خلال تغيير بيئة الفصل الدراسي المغلقة التي تم توارثها عبر السنوات الماضية، والتي ينظر إليها بعض الطلاب على أنها تمثل لهم نوع من الكآبة في التعلم، وتم وضع جداول الضرب على سلالم المدرسة حتى تكون أمام الطلاب، كما يجري تشغيل موسيقى هادئة لتوفير جو مناسب للطلاب، خلال اليوم الدراسي، مما حول المدرسة إلى مكان جذب للطلبة نتيجة هذا التحول".

مشاركة مجتمعية

وقال الدكتور نبوي باهي، وكيل وزارة التربية والتعليم بمحافظة بورسعيد، إن المدرسة أنشأت منذ 5 أعوام بشكل تعاوني وبمشاركة مجتمعية، وإن المدرسة تسير في إطار منظومة المحافظة التعليمية لإعادة بناء الإنسان المصري من خلال فكر جديد، وبثقتنا في مدير المدرسة وقفنا خلفه ودفعناه ودعمنا فكرته وأسلوبه حتى نال إشادة الجميع ومجلس الوزراء.