لم يتم العثور على نتائج البحث

إعلان

يعاني ارتفاع أسعار المواد الخام وضعف التسويق.. النسيج اليدوي بسوهاج يصارع الاندثار

11:27 م الجمعة 05 أكتوبر 2018

مهنة النسيج اليدوي تحتضر في سوهاج

تطبيق مصراوي

لرؤيــــه أصدق للأحــــداث

سوهاج – عمار عبدالواحد:

حالة من الإهمال الشديد تشهدها مهنة النسيج اليدوي بمحافظة سوهاج، والتي تميزت بها مدينة أخميم، بعد تراجع أعداد كبيرة من النساجين عن العمل بها وتركها، وامتهان مِهن وحِرف أخرى تدر عليهم دخلاً وفيرًا.

يعتبر ارتفاع المواد الخام وقلة معارض التسويق سواء في المحافظة أو غيرها من المحافظات الأخرى، أبرز ما يقف من مشاكل أمام النساجين، وتجعلهم يفكرون مرات عديدة في ترك مهنتهم التي باتت حملاً عليهم، وليست مصدرًا للرزق.

تتميز محافظة سوهاج بحرفة النسيج اليدوي، إذ كان يطلق عليها مانشيستر ما قبل التاريخ، لعراقة الصناعة ومنتجاتها التي غزت العديد من دول العالم، وأقامت المحافظة حرصًا على عدم اندثار المهنة عام 1992 قرية "النول" بحي الكوثر، والمعروفة باسم قرية النسيج اليدوي.

تتكون قرية النول من حوالي 200 نول، والنول عبارة عن حجرتين واحدة منهما للنول الذي ينتج النسيج اليدوي، والأخرى للمعيشة فيها، إلا أن القرية أصبحت الآن خرابة بعد أن كانت أصوات النول فيها تُسمع قبل شروق الشمس من كل حدب وصوب حتى الليل، فمعظم هذه البيوت قد أغلق نظرًا لعدم تمكن أصحاب المهنة من شراء المواد الخام أو تسويق المنتج بعد صناعته .

عبدالصبور هريدي، شيخ النوالين بقرية النول قال إن هذه الصناعة لو اندثرت ولم تتوارثها الأجيال اللاحقة من الأجيال الحالية لفقدت مدينة أخميم شهرتها ليس فقط بين محافظات مصر بل بين دول العالم نظرًا لعراقة منسوجاتها اليدوية .

وأضاف شيخ النوالين أن المشكلة الكبرى في عدم وجود معارض ثابتة لمنتجاتنا سواء في المحافظة أو المحافظات الأخرى خاصة القاهرة والإسكندرية، مطالبًا المسئولين المعنيين سواء في وزارتي التنمية المحلية أو الصناعة والتجارة بإقامة معرض دائم بالمحافظة، وآخر بالقاهرة لمثل هذه المنتجات حتى يتم تسويقها بطريقة مستمرة، ومساعدة من يقوم بصناعتها .

وأوضح أنه كانت توجد هناك جمعية تسمى بجمعية النسيج بقرية النول، كان هدفها مساعدة النساجين في شراء المواد الخام، وتسويق منتجاتهم في المعارض.

مشيرًا إلى أن الجمعية منذ عدة سنوات حادت عن هدفها، وقامت بشراء حوالي 4 ماكينات خياطة عادية ليس لها علاقة بالنسيج اليدوي، فضلاً عن عدم انتظام عملها، ما جعل حوالي 100 نول أي حوالي نصف عدد الأنوال بقرية النسيج اليدوي تغلق، لعدم قدرة واستطاعة أصحابها على مواصلة العمل بسبب ارتفاع أسعار المواد الخام، وعدم وجود معارض لتسويق المنتجات .

ولفت "هريدي" إلى أن المعارض التي يتم عرض منتجاتنا فيها بالمحافظة مقتصرًا على معرض "صنع في سوهاج" والذي نظمه محافظ سوهاج السابق 3 مرات فقط .

وقال إبراهيم عبدالصبور، أحد النوالين بقرية النول إن رئيس الوزراء الأسبق المهندس إبراهيم محلب، زار القرية منذ سنوات، واشترى بعضًا من المنسوجات اليدوية بعدما أعجب بها، ووعد بحل مشكلاتنا لكن دون جدوى.

وأضاف أن رئيس الوزراء الحالي الدكتور مصطفى مدبولي، زار القرية خلال زيارته للمحافظة الأسبوع الماضي، وأكد حل مشكلة التسويق الخاصة بالمعارض، ووعد بحل مشكلة تمويل أصحاب الأنوال من خلال المشروعات الصغيرة بالمحافظة .

فيما قال حسن خلف، أحد النوالين إن العاملين بحرفة النسيج اليدوي يتراجع مستواهم الاقتصادي شيئًا فشيئًا ما دفع العديد من أصحاب المهنة إلى هجرها، وعدم تعليمها لأبنائهم حرصًا على مستقبلهم، وطالب "خلف" من محافظ سوهاج الحالي زيارة قرية النسيج والتعرف على مشكلاتهم عن قرب لإحياء تراث الأجداد والحفاظ عليه من الاندثار .

من جانبه قال محمد عبدالسلام، وكيل وزارة التضامن الاجتماعي بسوهاج إن جمعية النسيج اليدوي الموجودة بقرية النول تعمل، ولم تغلق أبوابها كما يقول أصحاب الأنوال.

وأضاف أن الجمعية قامت بالفعل بشراء عدد من ماكينات الخياطة العادية للمساعدة في مهنة النسيج اليدوي، فضلاً عن توفير مصدر دخل آخر للجمعية خاصة لوقوعها بالقرب من بعض معاهد وكليات التعليم العالي واحتياج طلاب تلك المعاهد والكليات لبعض أعمال الخياطة لإصلاح ملابسهم.

وأشار "عبدالسلام" إلى أن الجمعية تراجعت في مجال النسيج اليدوي لترك بعض من أبناء القرية المهنة واتجاههم إلى مهن أخرى.

فيديو قد يعجبك: