لم يتم العثور على نتائج البحث

إعلان

ممارسات شاذة وسرية.. القصة الكاملة لسقوط فتيات "الكاتينج" في شِبَاك مراهق المحمودية

06:41 م الثلاثاء 30 أكتوبر 2018

أرشيفية

تطبيق مصراوي

لرؤيــــه أصدق للأحــــداث

البحيرة- أحمد نصرة:

أحكمت "هدى" إغلاق باب حجرتها، وجلست أعلى فراشها تمسك في يمناها شفرة "كتر" التقطتها خلسة من بين أدوات أخيها، بيدٍ مرتعشة قربتها ببطء من ذراعها اليسرى، أغمضت عينيها وسرت قشعريرة في جسدها مع إحساسها ببرودة النصل تلامس جلدها، لم تلبث أن تجاوزت ترددها بشهيق عميق، شرعت معه في إحداث بعض الجروح بسطح ذراعها، قبل أن تلتقط صورة لذلك وتنشرها على حسابها على "فيسبوك".

لم تكن حالة "هدى" سوى نموذج من حالات عديدة لفتيات سقطن أسيرات لظاهرة "الكاتينج" والتي باتت تهدد عددًا كبيرًا من المراهقات اللائي يحاولن من خلالها إيجاد متنفسٍ وحلٍ لمشكلاتهن النفسية التي لم يجدن من يعينهن على تجاوزها بطريقة سليمة.

البداية، كانت برصد الأجهزة الأمنية قيام بعض طالبات المدارس في سن المراهقة بمحافظة الإسكندرية، بالتردد على أحد مراكز الشباب في المحافظة، بإحداث جروح في أيديهن باستخدام شفرات في إطار تقليد بعض مقاطع الفيديو والصور التي تم اجتزاؤها من مشاهد لأفلام الرعب الأجنبية، وتبثها إحدى الصفحات على موقع التواصل الاجتماعي "فيسبوك"، لاعتقادهن أن ذلك يساعدهن على تفريغ طاقاتهن السلبية والضغوط التي يمررن بها بسبب أزمات نفسية أو خلافات أسرية.

تمكنت مباحث مركز شرطة المحمودية، اليوم الثلاثاء، من ضبط المسؤول عن الصفحة، المدعو عز. ع. ع. 18 سنة، طالب بالصف الثالث الثانوي، ومقيم بمدينة المحمودية، والذي ينشر من خلالها صورًا تظهر فيها بعض الإصابات المُفتعله بأذرع بشرية، بقصد حث وتحفيز متابعي الصفحة على إصابة أنفسهم، ما يعرض حياتهم للخطر.

استهدفت مأمورية المذكور في محل إقامته، وضبطه، ليتضح سابقة إصابته لنفسه بجرح بالذراع اليسرى منذ فترة لمروره بضائقة نفسية، وارتباطه بفتاه تدعى "هدى" مقيمة بمدينة الإسكندرية، وتواصله معها وتبادلهما المحادثات عبر "فيسبوك" وتأثرها بأفكاره وإحداثها بعض الإصابات بنفسها وتصويرها ونشرها على صفحتها المُشار إليها.

عن ظاهرة "الكاتينج" قالت سماح عيسى، أخصائي اجتماعي: "لاحظت انتشار الظاهرة بين فتيات المدرسة التي أعمل بها وبمناقشة أغلب الحالات تبين أنهن لجأن لذلك لمرورهن بأزمات نفسية وأسرية، وتقليد بعض زميلاتهن اللاتي أقنعنهن بفاعلية هذه الممارسات في إزالة التوتر النفسي، وتوليد الطاقة الإيجابية، وتعاملنا مع الظاهرة من خلال التعامل الفردي مع كل حالة على حدة، والمعالجة الجماعية من خلال الندوات الإرشادية وحملات التوعية".

بينما أوضحت أميرة مصطفى، أخصائي نفسي، سبل مواجهة الظاهرة قائلة: "مرحلة المراهقة تكون مليئة بالاضطرابات النفسية وتحتاج إلى تعامل خاص مع المراهقين الذين يحاولون أثناءها البحث عن ذاتهم وبناء شخصياتهم، والمراهق يريد أن يثبت لنفسه وللآخرين أنه بات مستقلًا بذاته ويملك قراره، وهنا تكمن المشكلة إذا لم يجد في محيط أسرته من يساعده على تجاوز المرحلة الحرجة المليئة بالأزمات والتي تدفعه أحيانًا إلى البحث عن حلول لها بين أقرانه فتنتشر نتيجة لذلك الظواهر السلوكية الخطيرة مثل "الكاتينج"، والحل هو إحاطة الأبوين للمراهق بالحنان والعطف ومصداقته وإشعاره بقيمته ما يشجعه على الإفصاح لهما بما يواجهه، كذلك فالمدرسة عليها دور كبير في التعامل مع هذه السلوكيات ومواجهتها بالطريقة الصحيحة".

فيديو قد يعجبك: