لم يتم العثور على نتائج البحث

إعلان

في الإسكندرية.. "جنود مجهولون" لم تمنعهم النوة عن واجبهم (صور)

09:09 م السبت 20 يناير 2018

الإسكندرية - محمد البدري:

في الوقت الذي تتعرض فيه مصر لأجواء مناخية سيئة وطقس شديد البرودة، يلجأ الكثيرون إلى ملاذ آمن للدفء، إلا أن هناك فئة من المواطنين أجبرتهم "لقمة العيش" على البقاء في الشارع وسط ظروف مناخية قاسية، فهم ينتمون إلى مهنة لا تعرف الدفء في فصل الشتاء.

كانت الساعة تشير إلى الحادية عشر مساء الخميس الماضي، عندما تعرضت الإسكندرية وعدد من المحافظات إلى موجة من الرياح الشديدة اقتلعت قوتها أعمدة الإنارة وأغرقت عددًا من المنشآت المطلة مباشرة على ساحل البحر المتوسط، فتحول كورنيش الإسكندرية إلى منطقة خالية من المارة بعد أن حذرت هيئة الأرصاد من خطورة التواجد خارج المنازل في هذا الوقت.

وبينما تضرب الأمواج القادمة من البحر كل ما تقابله في مواجهتها، وقف "منصور" عامل النظافة، صامدًا على طريق الكورنيش، يمارس عمله اليومي، فهو كما وصف طبيعة عمله "وردية ليل" ولا يمكنه ترك موقعه للحفاظ على قوت يومه.

يقول "منصور" لـ مصراوي: "بشتغلها من 10 سنين، وخلاص اتعودت عليها، كنت بتعرض للإصابة بالبرد في الأول، لكن مع الوقت اتعودت عليها وهي دي ضريبة أكل العيش". يأمل منصور في الحصول على فرصة عمل أفضل تتيح له دخل أكبر وذلك رغم اعتزازه بمهنته التي ينفق منها على أسرته، إلا أنه كما أكد "راضي بكل ما يشاءه الله".

ولم تقتصر معاناة عمال النظافة في برد الشتاء على العمل ليلاً فحسب، بل تمتد أيضًا إلى فترات العمل الصباحية، والتي لا تخلو من الظروف القاسية هي الأخرى لطبيعة العمل الشاق، حيث أن الأمر سيان لدى الكثيرين من العمال مع فارق احتمال بسيط لينعموا بدفء الشمس ولو لفترة وجيزة.

"عبد الله" يعمل في نفس المهنة، ساقه القدر ليخدم على نفس الطريق لإزالة ما خلفته النوة على الكورنيش، ولا تشعرك ابتسامة الرضا التي رسمها على وجهه بأنه يشغل باله كثيرًا لقساوة البرد، فهو كما يصف نفسه "متعود على الشقا".

ولا تختلف طموحات عبد الله كثيرًا عن زميله منصور، فهو لا يريد سوى الستر ودوام نعمة الصحة التي تبقيه قادرًا على تحمل مشقة العمل.

وفي الإسكندرية يوجد العشرات من العمال مجبرون على أداء أعمالهم والقيام بها وبصفة يومية إن اقتضت الضرورة، سواء كانوا عمال نظافة أو مهن أخرى مثل العاملين بالصرف الصحي والذين لا تقل طبيعة عملهم مشقة عن غيرها، فجيمعهم يتحملون قساوة الطقس والبرد الشديد معرضين أنفسهم للمرض وذلك لحاجتهم لكسب قوت يومهم لانعدام حل بديل يغنيهم عن تحمل مشاق المهنة خلال فصل الشتاء القاسي.

وتتعرض أحياء الإسكندرية وأجزاء من الساحل الشمالي، منذ الخميس الماضي، إلى موجة طقس سيئ بالتزامن مع "نوّة الغطاس" والتي من المتوقع أن تستمر لـ 3 أيام، وتُصاحبها رياح غربية وأمطار غزيرة، بالإضافة إلى انخفاض في درجات الحرارة وارتفاع أمواج البحر.

وتسببت موجة الطقس السيئ في غرق عدد من المنشآت المطلة على شواطئ الإسكندرية، فضلاً عن حدوث تلفيات في بعض المنشآت، وأدى سقوط أجزاء خرسانية من أحد البنايات إلى تلف بعض السيارات، دون حدوث إصابات أو خسائر بشرية.​

فيديو قد يعجبك:

إعلان

إعلان