لم يتم العثور على نتائج البحث

إعلان

أقدم مدرسة بالسويس أسوارها حوائط للمنازل المجاورة

10:57 م السبت 23 سبتمبر 2017

تطبيق مصراوي

لرؤيــــه أصدق للأحــــداث

السويس - حسام الدين أحمد:

تبدأ غدًا الأحد، الدراسة في محافظة السويس، وتستقبل 307 مدرسة في الإقليم، نحو 157 ألف طالب وطالبة بأحياء المحافظة الخمسة.

ونظرًا لتاريخ السويس، ودورها في العصر الحديث، فإن المحافظة تضم عدة مدارس تاريخية، بعضها تغيرت ملامحه، وعدد محدود منها بقي بصورته محتفظًا بطرازه المعماري، محافظًا على شكل الإنشاءات رغم تغيير الغرض الذي خُصصت من أجله أكثر من مرة.

ملجأ ومعسكر

"المدرسة فيها عفاريت.. بس إحنا صاحبناهم".. جملة داعبت بها إحدى المعلمات في مدرسة السويس الثانوية بنات، طالبة مستجدة بالصف الأول الثانوي، حينما سألتها عن سبب ارتفاع أسقف الفصول ووجود السلالم الحديدية على جانبي المنشأ، وهل توفي فيها جنود مصريين وأجانب فعلا أم أن الأمر مجرد دعابة.

"أنشئت المدرسة عام 1931م في عهد الملك فؤاد الأول، وخُصصت كملجأ للأيتام حتى عام 1936".. تقول "ضحى تمام" مدير المدرسة، وتضيف: "في عام 36 لم يكن بالملجأ أي نزلاء أيتام، فصدر قرار بتحويلها إلى مدرسة روضة ابتدائي".

وأضافت أن المدرسة تأثرت بالأحداث التي شهدتها المدينة الباسلة، فمع بداية الحرب العالمية الثانية عام 1939 تحولت إلى ثكنة عسكرية للجيش الإنجليزي، نظرًا لتواجد عدد كبير من الإنجليز في ذلك الوقت بالمدينة.

وتابعت: "المدرسة استمرت على هذا الوضع حتى انتهاء الحرب عام 1945، وعادت مسؤوليتها إلى وزارة المعارف مرة أخرى، واستمرت روضة ابتدائي عام ثورة 23 يوليو 1952".

وأردفت: "بعد ثورة يوليو تحولت إلى مدرسة ثانوية للفتيات، وسميت في ذلك الوقت الثانوي "النسوي" للبنات، وكانت أول مدرسة ثانوية للطالبات بالسويس".

مستشفى ومركز إعانات

لكن لم يستمر ذلك الوضع أكثر من 15 عامًا، حيث تحولت إلى مستشفى لاستقبال الجنود العائدين من سيناء عقب حرب يونيو 1967، وكان المبنى يشغله عدد من الأطباء والممرضين، لمعالجة مصابي الحرب.

وعقب تجهيزها من قِبل أهالي السويس في عام 1968، استُخدمت كمركز لتوزيع المعونات والأغذية على الأعداد القليلة التي ظلت في المدينة لتسيير أمور الحياة، وتوزيع الأسلحة ومهمات الجنود، إلى جانب استقبال المصابين، واستمرت على ذلك الحال حتى حرب أكتوبر 1973.

وأوضحت مديرة المدرسة أن المبنى تعرض للقصف خلال الغارات الإسرائيلية عقب أواخر عام 67، ومرة أخرى في أعقاب حرب أكتوبر ودخول القوات الإسرائيلية للسويس وحصارها.

وعقب عودة المهجرين وإعادة إعمار المدينة، أجريت لها أعمال الصيانة اللازمة لإصلاح ما أفسدته قذائف الطائرات، ودانات المدفعية الإسرائيلية، وأعيد افتتاحها عام 1976 تحت اسم "مدرسة السويس الثانوية بنات" ثم تحول اسمها إلى الثانوية القديمة بنات في 1990، ثم عادت للاسم الأول عام 2010.

طراز معماري

ورغم ما شهدته المدرسة، خلال 5 عقود متواصلة، غير أن ذلك لم يؤثر على طراز المبنى المعماري الذي ظل على صورته الأولى عندما أنشئ كملجأ للأيتام في حقبة الثلاثينيات، وهو ما يميز المدرسة.

"عندي 1000 طالبة موزعين على 26 فصلاً، السلم لا يستوعبهم خلال الصعود والنزول 4 مرات يوميًا".. تتحدث ضحي تميم عن طاقة المدرسة، وتشير إلى أن هذا العدد دفع لإقامة سلمين حديد، ملحقين بالمبني الذي يتخذ شكل حرب "U"، وجرى تصميهما ليلتصقا بالدورين الأول والثاني، ويسهلان صعود ونزول الطالبات دون زحام.

أقدم مدرسة ومنزل ملاصق

في عهد محمد علي باشا، وحتى الملك فاروق، كانت منطقة الغريب والضواحي المتاخمة لكورنيش السويس القديم، هي مركز المدينة، ولذلك فإن المنطقة تضم عدة منشآت أثرية يزيد عمر أحدثها على 120 عامًا.

كان من بين تلك المنشآت، مدرسة السويس الإعدادية القديمة بنون، أو بالأحرى المدرسة الأميرية، سابقًا، وأنشئت المدرسة عام 1881، وظلت محتفظة بطرازها المعماري حتى تسعينات القرن الماضي.

في ذلك الوقت تأثرت المنشآت الأثرية بزلزال عام 1992، فتقرر هدم تلك المنشآت الخطرة، وأنشئ بدلاً منها مبانٍ جديدة تضم فصول الطلاب ومكاتب المعلمين والإداريين، ولم تبقَ يد التطوير إلا على اللوحة الرخامية التي تحمل الاسم القديم للمدرسة.

غير أن أكثر الأمور غرابة، هو ما لحق بالمدرسة بعد هدم المنشآت الأثرية المحيطة بها، وإنشاء منازل وأبراج سكنية بدلاً منها، وفي الوقت الذي يبدأ فيه العام الدراسي، تجري أعمال إنشاء منزل ملاصق لسور المدرسة، حتى إن مواد البناء تركت آثارها خطوطا في سور المدرسة من الداخل، دون أي تدخل من تعليم السويس لوقف الأمر.

فيديو قد يعجبك: