"علوم البحار" عن قناديل "الساحل": غير ضارة وتعالج الشيخوخة وتأكلها السلاحف
الإسكندرية – محمد عامر:
سلّم المعهد القومى لعلوم البحار والمصايد فى الإسكندرية، إحدى الجهات المكلفة ببحث ودراسة ظاهرة انتشار قناديل البحر بالساحل الشمالي برئاسة الدكتور جاد القاضي، تقريره المبدئي حول الأمر إلى وزارة التعليم العالى والبحث العلمى.
ووفقًا للتقرير، الذى حصل مصراوي على نسخة منه، فإنه ترجع أسباب الظهور الكثيف لقناديل البحر خلال فصل الصيف وارتفاع درجات الحرارة إلى عدة أسباب منها البيئية والفسيولوجية والتلوث والصيد الجائر وغيرها.
وحول الأسباب البيئية، أفاد التقرير أن انخفاض درجة الملوحة وارتفاع درجة الحرارة الذى يؤدي إلى زيادة النمو والتكاثر، مضيفًا أنه لُوحظ في السنوات السابقة لفترات الظهور الكثيف لقناديل البحر، قلة الأمطار وارتفاع درجة الحرارة، خاصة في شهري مايو ويونيو، فضلًا عن وفرة الغذاء المناسب للقناديل خلال تلك الفترات.
أما الأسباب الفيسيولوجية، بحسب التقرير، ترجع إلى تجمعها للتكاثر، موضحًا أن القناديل تتكاثر خلال فصلي الربيع والصيف، وقد تنتج الأعداد الكبيرة لقناديل البحر عن نمط تكاثرها الفعال النشيط، إذ تبدأ بالتكاثر في مرحلة مبكرة من حياتها، عندما يكون قطرها أصغر من 15 سم، ويستمر تكاثرها طوال حياتها حيث تتمتع بخصوبة مفرطة.
وأشار التقرير إلى أنه من المحتمل أن يكون تجمع الملوثات العضوية في بعض مناطق البحر المتوسط لفترة طويلة، ونتيجة لظروف مناخية معينة، قد كوَّن شروطًا كيميائية حيوية أدت إلى زيادة تكاثر الحيوان، بالإضافة إلى ازدياد تلوث الشواطئ والمياه البحرية بالمخلفات البلاستيكية، مما أدى إلى خداع السلاحف بالأكياس البلاستيكية الشفافة المليئة بالمياه، وابتلاعها ظنًا منها أنها قناديل بحر، مما يؤدي إلى انسداد أنبوبها الهضمي وموتها.
وأكد التقرير أن الانتشار الواسع للجدران البحرية المشيّدة لمنع تآكل السواحل تهيئ بيئة مثالية لقنديل البحر. وحدد المعهد 6 إجراءات للوقاية أو المكافحة لانتشار قناديل البحر تبدأ بالسماح للسلاحف البحرية بالنمو والتكاثر مجددًا بعد اختفائها في السنوات الأخيرة، نتيجة التلوث والصيد الجائر، ودمج بحوث قنديل البحر في بحوث الثروات السمكية، بالإضافة إلى تطوير منتجات من قنديل البحر للغذاء والدواء، إذ تمثل بعض أنواع قنديل البحر مصدرًا للغذاء في العديد من البلدان ويمكن استخدام أحد أنواعها وهو "Turritopsis nutricula" فى تطوير منتجات فعّالة لتجدد الشباب وعلاج الشيخوخة.
وأضاف التقرير: "تشمل إجراءات الوقاية أيضًا إنشاء نظم للإنذار المبكّر ضد التكاثر المفاجئ لقناديل البحر، وإقامة حواجز وقائية لحماية مناطق تربية الأحياء المائية، واتخاذ خطوات لخفض إطلاق الغازات المسبِّبة للاحتباس الحراري، والبدء فى جمعها يدويًا باستخدام الخطاف، لأن جمعها باستخدام الشباك يؤدى إلى استشعار الحيوان بالخطر وبالتالي يؤدي إلى زيادة التكاثر".
وأوضح التقرير الصادر عن المعهد أن النوع الذى انتشر مؤخرا على الساحل المصرى للبحر المتوسط هو "Rhopilema nomadic" وهو من الأنواع المسجلة في البحر المتوسط، ويتميز باللون الأزرق الفاتح والشكل الجرسي الخاص به مدور تقريبًا. ويمكن أن ينمو ليصل إلى 10 كيلو جرامات من الوزن، وقطر الجرس يكون عادة بين 40 و60 سم، ولكن يمكن أن يصل إلى 90 سم.
ويعيش قنديل البحر في أسراب، ويمكن العثور عليه في جميع بحار ومحيطات العالم بصورة طبيعية، ولا تمثل القناديل الموجوة في المياه المصرية خطرًا جسيماً للإنسان.
ووفقًا للتقرير، تتراوح أحجام قنديل البحر حسب الأنواع، فأصغرها لا يزيد عن بضع سنتيمترات ولكن قد تتجاوز أكبر الأنواع منها 6.3 أقدام أي أكثر من "180 سم" عرضًا مع اللوامس الطويلة بما يتناسب مع حجمه، عدا القطبية التي تمتلك لوامس قد يصل طولها إلى 60 مترًا.
يشار إلى أنه من المقرر أن يقوم المعهد القومى لعلوم البحار والمصايد باستكمال الدراسات التي يؤديها مع إجراء دراسات علمية مستفيضة عن قناديل البحر في كل من البحرين المتوسط والأحمر، نظرًا للمخاطر التي تمثلها للشواطئ المصرية.
كانت وزارة البيئة، قد رصدت ظهور بعض أنواع من قناديل البحر بساحل البحر المتوسط، وشكّلت مجموعة عمل علمية متخصصة في مجال علوم البحار، لبحث ودراسة هذه الظاهرة وأسبابها وكيفية التعامل معها.
فيديو قد يعجبك: