بتر ذراع طفلة و"فوطة" ببطن سيدة وانتهاك حُرمة مريض.. من يوقف إهمال مستشفى أبو المطامير؟
البحيرة – أحمد نصرة:
بتر ذراع طفلة بخطأ في التشخيص، نسيان فوطة في بطن مريضة أثناء عملية ولادة قيصرية، تصوير مريض أثناء جراحة وتداول صوره عبر مواقع التواصل.. ثلاث وقائع تكفي واحدة فقط منها لإشعال الرأي العام، جرى اكتشافهم بمستشفى واحد، والفاصل الزمني بينها أيام معدودة.
وأثارت تلك الوقائع حالة من الاستفهام حول مستوى الخدمة المقدمة بمستشفى أبو المطامير، بمحافظة البحيرة، والتي يطالب المواطنون بالنظر إليها، ووضع حد لمعاناتهم داخلها.
الواقعة الأولى
طفلة في عمر الزهور، تسبب الإهمال الطبي في فقدانها لذراعها، بعدما جرى التعامل مع كسر بسيط بطريقة خطأ بالرغم من مرور الحالة على أطباء 3 مستشفيات بالبحيرة والإسكندرية.
ويوضح صبري رشدي، والد الطفلة الضحية تفاصيل ما حدث قائلا: "اصطحبت طفلتي معي إلى الورشة، وأثناء ذلك تعرضَتْ لحادث وصدمتها سيارة أصيبت على إثره بكسر وقطع جرحي، فتوجهت إلى مستشفى أبو المطامير المركزي، فاستقبلنا طبيب يدعى "ا. ص"، كشف عليها، ووضع الجبس في يدها فقط دون توصيل شريان مقطوع باليد".
وأضاف الأب: "لأطمئن أكثر توجهت بعد ذلك بها لمستشفى حوش عيسى، فخلع أحد الأطباء الجبس، وحولنا للمستشفى الجامعي بالإسكندرية، وهناك أخطأ الأطباء ثانية وأعادوا تجبيسها أيضًا دون علاج المقطوع ".
وتابع والد الضحية: "استمر ذراع جنا في الجبس أسبوعين، وتدهورت حالتها، نتيجة عدم وصول الدم له وأصيبت بالغرغرينة ليقرر الأطباء بترها"، وأشار إلى تحريره المحضر رقم 33 إداري نقطة شرطة مستشفى الجامعة بالإسكندرية ضد الأطباء المشرفين".
وقال عصام، أحد جيران الطفلة: "تواصلنا مع إدارة مستشفى أبو المطامير، لتقديم شكوى، وحاولوا مراوغتنا والادعاء بعدم استقبال الطفلة لديهم، وتواصلنا مع عدد من أعضاء مجلس النواب؛ كي لا يضيع حق الطفلة".
الواقعة الثانية
لم تكد تمر أيام معدودة على مأساة الطفلة جنا، حتى اكتُشفت حالة إهمال جديدة بطلتها هذه المرة زوجة شابة نسي الطبيب "فوطة" ببطنها أثناء إجرائه عملية ولادة قيصرية لها منذ ٥ أشهر، لتظل في أحشائها طوال هذه المدة، حتى كادت تصاب بالتسمم.
دخلت " إيمان" المستشفى في ديسمبر الماضي وهي تعاني آلام الولادة، واستلزم الأمر إجراء عملية قيصرية، خضعت لها بالفعل، وغادرت فرحة بمولودها الذي خرج من بطنها للدنيا، دون أن تشعر أن أحشاءها استقبلت ضيفًا بدلاً منه، ولكن هذه المرة ليس من لحمها ودمها، وإنما فوطة تركها الطبيب الذي أجرى الجراحة.
وقالت والدة إيمان: "بنتي دخلت تعمل عملية ولادة قيصري.. الطبيب اللي معندوش ضمير نسي فوطة في بطنها، خمس شهور وبنتي بتموت مني، جالها جلطة في رجليها ولولا ستر ربنا وكرمه علينا بطنها اتفتحت فتح بسيط كان بيخرج منه صديد بكميات كبيرة، ولولا الفتحة اللي حصلت في بطنها كان حصل لا قدر الله تسمم".
وأضافت الأم: "بعد 5 شهور من المعاناة والألم مش لبنتي بس دا كان وجع للبيت كله وبعد عمل أشعة مقطعيه اكتشفنا إن في بطنها فوطة كبيرة وبعد استغاثات لمدير المستشفى أخدوا بنتي على غرفة العمليات ونضفوا بطنها وخرجوا الفوطة".
الواقعة الثالثة
بعد الواقعتين السابقتين، جرى تداول صور عبر مواقع الاجتماعي التقُطت لمريض بالمستشفى ذاته، أثناء خضوعه لعملية جراحية بمنطقة حساسة من جسده، وهو الأمر الذي أثار موجة من الاستياء، لتتصاعد حدة غضب أهالي أبو المطامير مع تكرار الأخطاء داخل المستشفى.
من جهته، قال أحمد محفرش من أهالي أبو المطامير: "اعتدنا على هذه الأخطاء المتكررة من المستشفى، ولا يوجد من يضع حدًّا لهذه الكوارث، والأهالي أغلبهم بسطاء ولا يعرفون حقوقهم، والكثير من الأخطاء تُخفى ويجبر الضحايا على الصمت".
وذهب "مصراوي" للدكتور أشرف القصبي، مدير مستشفى أبو المطامير، الذي قال: "إن جميع الحالات المذكورة، أحيلت للشئون القانونية للتحقيق فيها، من خلال المستندات الطبية والأشعة الخاصة بها وسماع أقوال الأطباء، وأطقم التمريض، مؤكدًا والمقصّر سينال عقابه بالتأكيد".
فيما لفت خالد أبو خطيب، عضو مجلس النواب عن دائرة أبو المطامير، إلى أنه تقدَّم بطلب إحاطة إلى الدكتور أحمد عماد الدين راضي وزير الصحة والسكان حول إهمال الأطباء في مستشفى أبو المطامير بالبحيرة.
وأشار أبو خطيب، إلى أن وقائع الإهمال زادت بشكل واضح ومتكرر في الآونة الأخيرة، وهو ما أوجد حالة كبيرة من الاستياء بي أهالي المدينة، مؤكدًا ضرورة وضع حد لهذا الأمر.
وقال الدكتور علاء عثمان، وكيل وزارة الصحة بالبحيرة: "هذه الحالات محل تحقيق الآن من قبل لجان قانونية شكلت خصيصا لذلك، ونؤكد على اتخاذ كافة الإجراءات ضد من يثبت تقصيره، بما في ذلك إحالة الوقائع للنيابة".
فيديو قد يعجبك: