"طابية عرابي".. التاريخ لا يزال مصلوبًا على مشنقة الإهمال و"الكيف" (فيديو وصور)
-
عرض 7 صورة
-
عرض 7 صورة
-
عرض 7 صورة
-
عرض 7 صورة
-
عرض 7 صورة
-
عرض 7 صورة
-
عرض 7 صورة
دمياط – محمد إبراهيم:
لا تزال قلعة عزبة البرج أو "طابية عرابي" -كما هي معروفة شعبيًا- ضمن الآثار التي تحتفي بها محافظة دمياط على موقعها الرسمي. كما أنها لا تزال أيضًا محتفظة بما آلت إليه من إهمال وتدمير ضرب أركانها، وخارجون "ضربوا" جميع أنواع المخدرات بين جنباتها؛ فإلى جانب مكانتها الأثرية يبقى التاريخ داخلها مصلوبًا بيد الإهمال، معلقًا على مشنقة "الكيف".
يتحدث الأثريون عن طابية عرابي باعتبارها أحد أبرز القلاع الحربية التي أقامتها الحملة الفرنسية بعد تمكنها من دخول مصر في القرن الثامن عشر، إدراكًا لمكانة دمياط التي كانت حينها ثاني أكبر المدن تعدادًا بالسكان بعد القاهرة، وذلك لمواجهة الغزو من الناحية البحرية.
ولا تعرض القلعة فقط، وفق الأثريين، لما شهدته مصر خلال الحملة الفرنسية وإنما أيضًا ما شهدته البلاد بعد ذلك في فترات متعاقبة، عكست إباء المقاومة الشعبية أمام محاولات السيطرة على المدينة الساحلية، فقد كانت القلعة يومًا ملجأ لجيش عرابي وحصنًا للمصريين ضد هجمات الاحتلال البريطاني في العام 1889.
تبلغ مساحة القلعة قرابة 5221 مترًا، وقد اعتنى بها محمد علي باشا، وشهدت الكثير من الترميمات في عهده، ثم في عهد الخديوي عباس، ومن بعده الخديوي إسماعيل. وتضم طابيتها، التي جرى تدشينها من طوب شُيد بشكل يقاوم الرصاص حينها، عددًا من أبراج المراقبة، وحجرات عديدة كان يستخدمها الجنود لرصد سفن الأعداء، وأخرى مساكنًا، إلى جانب مسجد جرى تجديده أخيرًا، وحجرات للقادة، ومشنقة استخدمت لإعدام الجواسيس، وخنادقًا ومخازنًا كبيرة للأسلحة بمختلف أنواعها.
"كثير من التقارير الإعلامية عن حال القلعة المتدهور، والعديد من الشكاوى، ولا حياة في من تنادي"، يقول الأهالي، متحدثين عن اسطبلات الخيول ويؤر الإجرام التي سكنت الطابية وأحالتها "غرزة كبيرة" لطالبي "مُتع تغييب العقول".
أكوام القمامة هنا -كما ترصد الصور- منتشرة في كل مكان، والغرف مُهدمة بفعل الزمن وإهمال أتيا حتى على درجات السلالم فلم يعد لها وجود، ورائحة فضلات الحيوانات أرهقت أثرية الطابية، المطلة على كورنيش النيل ومدينة رأس البر، والتي رغم قرار الآثار بترميمها لا تزال "محلك سر".
"حقنا أن تهتم الدولة بآثار دمياط، فالقصر والطابية بما تشمله من مخازن وغرف ومساجد شواهد على تاريخ مصر المهم"، يشتكي الأهالي مقترحين إقامة متحف مفتوح بموقع الطابية، يحتضن مقتنياتها ومثيلاتها من هذه الفترة، مؤكدين أن لذلك تأثير كبير على جذب السياحة إلى المحافظة التي عاصرت فترات زمنية مهمة وكثيرة.
"محمد فوزي" وهو من أهالي المدينة، قال لمصراوي: "لطالما كانت مدينتنا محطة لمحاولات الغزاة احتلال مصر منذ الفرنسيس كما اعتدنا نقلاً عن أجدادنا إلى الإنجليز وغيرهم، ممن قاموهم شعب دمياط بأبسط الوسائل. وأذكر عن أجدادي أن نساء مدينتنا قاموا الفرنسيين وقت حملتهم على مصر في القرن الثامن عشر بالأواني والملاعق والمياه المتسخة؛ فالكل هنا حارب وللكل هنا حق في حماية آثار أجداده".
"رواد الليل يأتون إلى هنا، ويصعدون إلى الطابق الثاني من الطابية حيث تقام حفلات تعاطي المخدرات وتُمارس الرذيلة بعيدًا عن أعين القانون"، يضيف محمود لطفي وهو صياد من المنطقة المحيطة، ويتساءل: "ماذا لو وقعت هنا جريمة؟ الشرطة ستكون أخر من يعرف"، مطالبًا بتكثيف التواجد الأمني في موقع الطابية، وشيئ من الاهتمام الأثري بما تحويه من مباني.
ودشن الأهالي حملة شعبية قام عليها بعض شباب المنطقة لتنظيف الطابية، إلا أنه بعد ذلك بأسابيع قليلة عاد الوضع إلى ما كان عليه، وظلت الفوضى سيدة الموقف، تنتظر مستجيبًا لمطالب الأهالي، وملبيًا لصرخات تاريخ يحتضر.
فيديو قد يعجبك: