قصة الإله "بس" صاحب الفكاهة والمرح عند الفراعنة.. سخرية مصرية واهتمام أجنبي ـ (صور)
-
عرض 7 صورة
-
عرض 7 صورة
-
عرض 7 صورة
-
عرض 7 صورة
-
عرض 7 صورة
-
عرض 7 صورة
-
عرض 7 صورة
قنا – عبدالرحمن القرشي:
يعتقد أغلب المصريين أن الإله "بس"، هو درب من دروب الأساطير والخيال الوهمي، التي تُحكى عن الحضارة الفرعونية القديمة، حيث لم يُسمع اسمه سوى على لسان الفنان الكبير عادل إمام، بفيلم "عريس من جهة أمنية"، حينما وصفه بأن "إله المسخرة لدى القدماء المصريين"، على حد تعبيره.
إلا أن عدسة "مصراوي" زارت موقع التمثال بمعبد دندرة غرب قنا، حيث يتواجد التمثال الأشهر، الذي يحظى باهتمام السائحين الأجانب من كل مكان، وسط إهمال من القائمين على الآثار بقنا، وتجاهل تنفيذ مشروع الصوت والضوء بالمعبد منذ 6 سنوات.
الإله "بس"؟
ذكر الدكتور عبدالحكيم الصغير، مدير معبد دندرة، لـ"مصراوي" أن الإله "بس" حقيقة وليس خيالا، وأنه أبرز معالم معبد دندرة، حيث يوجد له التمثال الأكبر والأشهر بكافة المعابد المصرية على الإطلاق.
"المصري القديم كان يهتم بالفكاهة والمرح للترويج عن نفسه خلال يومه المكتظ بالعمل الشاق، ومن هنا جاء دور بس في ترسيخ روح الفكاهة والمرح لدى المصريين بالعهد الفرعوني"، بهذه الكلمات وصف مدير المعبد دور الإله بس، حيث أضاف أن "المصري القديم كان يهتم بالفكاهة حتى بعد وفاته؛ حيث عُثر بعدة مقابر فرعونية على جدارياتها مدونا عليها بعض النكت، وكان من أدواره إدخال السرور على الملك والحاشية بالمجالس الملكية".
وأوضح "الصغير" ترجيح الأثريين بظهور الإله "بس" في مصر بالعهد البطلمي عام 333 ق. م، وأنه لقي اهتمامًا كبيرًا من عامة الشعب والملوك والأمراء، وأن المصريين القدماء اختاروا لإله الفكاهة شكلًا مثيرًا للضحك والسخرية، حيث شكلوه عبارة عن قزم صغير ممتلئ الوجه والعضلات، واسع العينين، مبتسمًا، مخرجًا لسانه من فمه، يجمع بين شكل الإنسان والقرد، وكانوا يحرصون على وضع تماثيل له في الأعراس الفرعونية، لإثارة الضحك والمرح لدى الحضور.
وأوضح أن المصريين نفذوا شكل التمثال عقب توغل الدولة الفرعونية في أوساط إفريقيا، حيث ينتشر الأقزام بتلك المنطقة بهذه الصفات.
تمائم "بس" هدايا للأجانب
قال الدكتور صلاح الماسخ، الخبير الأثري، إن الإله "بس" يحظى بشهرة عالمية، ولكن أكثر الجنسيات العالمية التي تقبل على زيارته، الألمان والأمريكان والروس والصينيون.
ولفت إلى أن السائحين يبدون اهتمامَا كبيرًا بالتمثال، ويحرصون على التقاط الصور السيلفي معه بمدخل المعبد، كما يشترون تمائم الإله "بس" الصغيرة، لإهدائها لذويهم بالخارج.
وذكر الخبير الأثري لـ"مصراوي" أن روح الفكاهة لدى الشعب المصري مترسخة وموروثة من الأجداد، الذين اهتموا بالفكاهة، وجعلوا لها معبودًا مختصا بهذه المهمة، كما امتلأت بيوت الولادة والتربية المقدسة لأبناء الملوك، بجداريات للإله "بس"، اعتقادا منهم أنه يسلي أطفال الملوك والأمراء، ويذهب وحشتهم، ويطرد الكوابيس والرؤى المخيفة عنهم، كما ذكرت نقوش الجداريات.
شائعات جنسية حول الإله "بس"
وتنتشر عدة موروثات ثقافية -لا أساس لها- حول أن الإله "بس" يرمز لتحقيق الخصوبة الجنسية لدى رجال مصر الفرعونية، وهو ما نفاه أحمد القليعي، مرشد سياحي، حيث أكد لـ"مصراوي" أن المصري القديم اختار إلها للخصوبة الجنسية لدى الرجال والنساء، هو الإله "مين"، وأن الخلط بين دوري الإلهين، ناتج عن بعض الأعمال السينمائية، التي أوحت بأن دور الإله "بس" يمتد إلى الجنس.
وأشار القليعي إلى أن السائحين أيضًا يعتقدون أن زيارة الإله "بس" تمنحهم الحظ في القوة الجنسية، ويرتدون تمائمه في سلاسل ذهبية أو فضية حول أعناقهم لهذا الغرض، إلا أن الأمر خرافة لا أساس لها.
يذكر أن معبد دندرة الذي يتواجد به تمثال الإله "بس"، يعرف أيضا بمعبد "حتحور"، إلهة الحب والجمال والأمومة لدى المصريين القدماء، يقع على بعد 5 كيلو مترات من مدينة قنا، وهو معبد فريد من نوعه، يلقي إهمالًا كبيرًا، بسبب عدم تنفيذ مشروع الصوت والضوء داخله، رغم إعلانه قبل ثورة 25 من يناير.
كما أن معبد "دندرة" من المعابد القليلة جدا المسقوفة، وليست مكشوفة السقف كمعابد الأقصر وأسوان، وله 3 طوابق وأكثر من 10 سراديب، ويحتفظ بألوان جدارياته زاهية رغم مرور آلاف السنوات عليها، وتبلغ مساحة المعبد بعد الإضافات الجديدة 40 ألف متر مربع.
ويزين معبد دندرة 24 عمودًا من أجمل وأروع الأعمدة التي ما زالت محتفظة بجمال ألوانها، وتنتهي برأس مجسم للإلهة "حتحور"، إلهة الحب والجمال.
فيديو قد يعجبك: