أصحاب الحناطير.. رحلة من "ركوبة الأعيان" إلى التهديد بالسجن في الفيوم ـ (صور)
-
عرض 6 صورة
-
عرض 6 صورة
-
عرض 6 صورة
-
عرض 6 صورة
-
عرض 6 صورة
-
عرض 6 صورة
الفيوم- حسين فتحي:
قُرب قصر ثقافة الفيوم، يقف العديد من أصحاب الحنطور، انتظارا لحضور راكب يستقل الحطنور إلى إحدى مناطق المدينة، خصوصا وأن التاكسي قضى تماما على محبي ركوب الحنطور.
وقد كان الحنطور في الفيوم، قبل نحو 100 عام، ملاذًا للأعيان وعُمد البلاد، فيما مضى، إلا أنه لم يعد مصدر رزق لحوالي ألفي أسرة على مستوى المحافظة، والذين تحولوا إلى متسولين، تنهكهم الديون.
فرج حسين، صاحب حنطور، بدأ كلامه لـ"مصراوي" بنبرة يشوبها الحزن، شارحًا أحوال عربات الحنطور: "تحولنا إلى عاطلين، نتسول ثمن أكل الحصان وأولادنا، أصبحت الديون تحاصرنا من كل اتجاه، ما قد يعرضنا للسجن".
ويضيف: "كنا نعيش على دخل الحنطور، تلك العربة التي عرفت فى الفيوم قبل عقود، وكان يستقلها السائحون وعِلية القوم، وكانت وسيلة للتنزه داخل مدينة الفيوم لرؤية سواقي الهدير الفريدة التى تنتشر داخل المدينة، إلا أن أحوالنا أصلحت صعبة، ومنعت ابني فارس من الذهاب للمدرسة، لعدم قدرتي على الإنفاق عليه".
محمد أنور هاشم، حاصل على دبلوم ثانوي صناعي، يقول: "ورثت الحنطور عن والدي، وأنا متزوج وأعول 4 أطفال إلى جانب والدتي المسنة، التي تحتاج إلى علاج دائم".
ويضيف هاشم: "قبل الثورة كان هناك زبون للحنطور، وفجأة تم فتح التراخيص لحوالي 4 الآف تاكسي في الفيوم، فقضت تماما على أصحاب الحناطير، خاصة أن الراكب يفضل التاكسي لأنه سرع في التنقلات".
"شيخ الحنطورجية"، علي محمد حمودة، صاحب الـ73 عاما، يوضح أنه دفع أبناءه السبعة، للعمل كماسحي سيارات بميدان السواقي، بعدما منعهم عن الذهاب للمدرسة، لعدم قدرته على الإنفاق عليهم، إضافة لتراكم الديون عليه وعائلته، بسبب توقف الزبائن عن ركوب الحنطور.
ويسرد لـ"مصراوي": "بقالي 5 سنوات مش عارف أدفع إيجار البيت، وفشلت في سداد أقساط الحصان الذي اشتريته بـ5 آلاف جنيه، وأصبحت مهددا بالسجن، خاصة وأنني أصبحت رجلا طاعنا في السن".
يشير "شيخ الحنطورجية" إلى أن تعريفة ركوب الحنطور خلال السبعينيات كانت تتراوح بين 10 : 15 قرشا، وأن هذا المبلغ كان يكفي مصروفات الأسرة، خاصة وأن الحصان كان يتناول البرسيم والعلف طوال اليوم بحوالي 20 قرشا، إلا أنه مؤخرا يتناول برسيم فقط بحوالي 50 جنيها.
والمح إلى أن مجلس مدينة الفيوم يرفض تجديد ترخيص الحناطير، ويريد منعها ومحاربة أصحابها، وهو ما يقضي على ركوب الحناطير تماما في المحافظة.
فيديو قد يعجبك: