حكم مصر 50 عامًا.. لماذا سُمي الملك تحتمس الثالث بـ"نابليون الشرق"؟

الأقصر – محمد محروس:

للملك تحتمس الثالث، أو نابليون الشرق، كما أطلق عليه علماء المصريات في العصر الحديث لانتصاره في 16 معركة خاضها، مقبرة من أجمل مقابر عصر التحامسة، منقورة في صخور جبل وادي الملوك بالبر الغربي في محافظة الأقصر.

محمود فرح، مرشد سياحي، يقول لـ"مصراوي": "تحتمس الثالث الملك الذي امتدت فترة حكمه لـ50 عامًا، كما يقول المؤرخون، بدأ فترة حكمه بمشاركة عمته وزوجة أبيه الملكة حتشبسوت، التي ما لبثت وأن نحَته وانفردت هي بالحكم لـ20 عامًا، حتى توفيت، وعاد هو للحكم مرة أخرى، ولم يعترف بحكمها واعتبره غير شرعي، وأن طوال تلك الفترة هو كان أولى بالحكم منها وقضى في الحكم 30 عامًا آخرين".

وأضاف "فرح": الملك تحتمس الثالث يعدّ من أقوى الملوك الذين حكموا مصر في العصر الفرعوني، حيث كانت له عقلية عسكرية خارقة، حتى أنه خاض 16 معركة لم يخسر في واحدة منها، ومن أشهرها معركة مجدو، والتي شيد فيها مراكب وقام بتفكيكها ونقلها عبر الجمال إلى البحر لمسافة مئات الكيلو مترات، وهناك شيد المراكب مرة أخرى، وعند وصوله لأرض المعرض كان أمامه 3 طرق، اثنان منها ممهدة، والثالث وعر ولا يمكن للجنود أن يمروا منه إلا فرادى، فاختار الطريق الوعر، وبالفعل استطاع الوصول وانتصر في معركته هذه".

وعن مقبرة تحتمس الثالث يقول فرح: "هي من أوائل المقابر التي شُيدت في وادي الملوك غرب الأقصر، ونُحتت، أو بالأحرى نُقرت في صخرة من الحجر الصلب بمستوى أعلى من الأرض بأكثر من 15 مترًا، ويجري الوصول إليها حاليًا باستخدام سلم خشبي حديث، وبعد الدخول إلى بوابة المقبرة هناك ممر مائل ينتهي بغرفة تضم بئرًا غير مكتمل جرى حفره لتضليل لصوص المقابر في عصر التحامسة".

ويستدرك فرح: "وبعد البئر يوجد ممر آخر ينتهي بغرفة أخرى ثم ممر آخر ينتهي بغرفة الدفن التي تأخذ شكل الخرطوش وهو شكل بيضاوي مقدس، منقوش عليه اسم الملك، ويتوسط الغرفة تابوت من حجر صلب، وبعد غرفة الدفن توجد بعض الغرف التي يخزن بها الأشياء الثمينة التي كان يعتقد أن المتوفى يستخدمها في العالم الآخر".

ويوضح فرح: "جدران المقبرة تضم نقوشًا فرعونية رائعة الجمال من كتاب الموت، وهو كتاب يضم 12 فصلاً يصف رحلة المتوفى المصحوب بالإله رع، إله الشمس، من العالم الأول للعالم الآخر، والـ12 فصلاً يرمزون أيضًا لعدد ساعات اليل".