لم يتم العثور على نتائج البحث

إعلان

بالفيديو والصور - "القتيل المصري بإيطاليا" نجا من الموت 3 مرات.. وأسرته ترد على مزاعم انتحاره (تقرير

04:27 م الجمعة 10 مارس 2017

تطبيق مصراوي

لرؤيــــه أصدق للأحــــداث

الإسكندرية – محمد أحمد ومحمد عامر:

"البقية في حياتكم.. ابنكم مات".. كلمات نزلت كالصاعقة على مسامع أسرة الشاب "هاني حنفي"، لتحول شارع سوق السمك بأبي قير شرقي الإسكندرية لمأتم، بعد أن كانت الأسرة تستعد لعودة ابنهم المسجون في إيطاليا لأسباب متعلقة بإجراءات الهجرة، والذي غاب عنهم لسنوات أملًا في البحث عن حياة كريمة.

"مصراوي" زار منطقة أبي قير مسقط رأس المصري المتوفي بسجون إيطاليا، في محاولة لجمع معلومات أكثر عن حياته ومدى احتمالية تصديق أقاربه وجيرانه لإقدامه على الانتحار كما ذكرت السلطات الإيطالية.

اقتربنا من شارع سوق السمك في قلب منطقة أبي قير بحثًا عن منزل "هاني حنفي" ليقودنا بعض الأهالي لمنزله الكائن في أحد الحواري الضيقة التي تعكس هيئة مبانيها المتواضعة مدى ضيق الحال الذي يعيشه أهالي المنطقة، لنفاجأ بأنقاض مبنى قديم، وكلمة بصوت أحد الجيران قائلًا: "هو دا البيت"، لتكشف الزيارة عن واقع مرير عاشه "هاني حنفي" دفعه للمخاطرة بحياته عبر سواحل البحر الأبيض المتوسط، في مركب هجره غير شرعية جمعته بالعشرات من شباب المنطقة الهاربين من أزماتهم بحثًا عن فرص لحياة أفضل.

بداية الحكاية

بداية الحكاية لم تكن في نبأ وفاة "هاني" صاحب التسعة وعشرين عامًا، الذي أثار العديد من التساؤلات والشكوك حول الواقعة التي صنفتها السلطات الإيطالية بأنها "انتحار"، وهو ما رفضته الأسرة جملة وتفصيلًا، إذ كانت البداية قبل 5 سنوات عندما قرر الشاب المصري السفر عبر سواحل الإسكندرية بعد انهيار منزل أسرته في أحد نوات شتاء 2012، أملا في اللحاق بركب شقيقه الأصغر الذي سبقه إلى فرنسا هربًا من ضيق الحال، وكذلك لتوفير حياة كريمة لنفسه ووالده بعد وفاة الأم أثناء طفولتهما.

"لم تكن المرة الأولى للمخاطرة في البحر"

"لم تكن تلك المرة الأولى التي يقرر هاني الهجرة فيها إلى أوروبا لينجو مرتين من الموت في البحر بعد نجاته من الموت في انهيار منزل أسرته"، يقول علي نجيب؛ ابن عمة المصري المتوفى في سجون إيطاليا، مضيفًا أن الأخير هاجر قبل نحو سنوات 7 سنوات عبر البحر إلى إيطاليا، وتم ترحيله بعد وصوله بسبب عدم قانونية تواجده هناك، إلا أنه قرر الهجرة مرة أخرى في 2012 بعد انهيار المنزل الذي يأويه وأسرته في أحد نوات شتاء الإسكندرية، بسبب عدم مقدرته على شراء منزل جديد، إلا أنه تم إلقاء القبض عليه في المرة الثانية وصدر ضده حكم بالحبس 3 سنوات في إيطاليا، وكان متبقي على انقضاء المدة بضعة أيام قبل وفاته.

"كان فاضله أيام ويخرج من السجن"

يتابع "علي": "كنا نعلم أن هاني متبقى له شهر على انقضاء مدة عقوبته داخل السجون الإيطالية بسبب تواصلنا مع عدد من الشباب من أبناء أبو قير الذين قرروا خوض مغامرة السفر مثله وبعضهم تم إلقاء القبض عليه وقضى مدته قبل هاني بأيام، ولكن فوجئنا برسالة بعثها أحد زملائه في السجن عن طريق والدته التي تسكن بجوارنا في المنطقة أنهم فوجئوا بوفاته".

"هاني ليس الأول ولن يكون الأخير"

ويضيف: "أغلب شباب أبو قير غلابة، وشغلتهم الأساسية الصيد والمراكب، لكنهم بتجمعهم الظروف الصعبة للمعيشة، ومنهم كتير بيحاولوا يوميًا السفر لإيطاليا علشان يلاقوا فرصة أحسن للحياة، ولكن بعضهم بيموت في البحر والبعض بيتقبض عليه وقليل منهم اللى بيقدر يوصل، وهاني كان واحد منهم ودا خلاه ميحسش بغربة جوة السجن لأن كتير من أبناء المنطقة موجودين معاه هناك".

"الانتحار فكرة مستحيلة"

واستبعد نجل عمة الشاب المصري أن يكون الأخير انتحر قائلًا: "هاني كان طموح كان نفسه يعيش عيشة كريمة بعد ما اتفقلت الأبواب في وشه، واللى عنده كل الطموح والإصرار دا عمره ما يفكر في الانتحار، وكنا في انتظار عودته بعد انقضاء مدة حبسه ليقضي شهر رمضان وسط أهله".

وتابع: "كان عمره 29 سنة ولم يكن يشكو من أي مشكلات صحية، وكل مشكلاته كانت في ظروفه المادية ورغبته في العيش بصورة أفضل، وتوفير حياة كريمة لنفسه وأخيه ووالده، خصوصًا أن الأخوين ذاقا فراق أمهما منذ أن كانا أطفالًا، واستطاع شقيقه الوصول لفرنسا بينما كان قدر هاني الوفاة في سجون إيطاليا".

هكذا علمت الأسرة بنبأ الوفاة

من جانبه قال نجيب عبد الباري، زوج عمة المتوفى في سجون إيطاليا: "تلقينا نبأ وفاة هاني من خلال سيدة تسكن بجوارنا في منطقة أبو قير لديها ابن نزيل في نفس السجن الإيطالي، حيث أبلغها الأخير عبر مكالمة هاتفية أن تبحث عن منزل هاني لإبلاغ أسرته أنه مات بشكل مفاجئ، وأن زملاءه استيقظوا صباحًا ووجدوه مفارقًا للحياة, دون أسباب معلنة".

"إبننا ميعملش كدا"

ويتابع "نجيب": تواصلنا على الفور مع وزارة الخارجية في القاهرة لمتابعة الأمر، والتي قامت باتخاذ الإجراءات اللازمة لوصول الجثمان لمصر، ولكن فوجئنا بعد ذلك بأخبار تنشر عن انتحار هاني إلا أن الرواية التي وصلتنا عن انتحاره غير منطقية، مضيفًا: "إبننا ميعملش كدا، بالإضافة أن اللحظات الأخيرة في حياته داخل السجن نقلًا عن زميله هناك كانت عادية وكان دائم المزاح مع زملائه خصوصًا أنه كان من المفترض أن يطلق سراحه من السجون الإيطالية خلال أيام لانقضاء مدة حبسه".

"مشكلته أنه طموح وخاطر بحياته لضيق الحال"

ويضيف "نجيب": "هاني شاب بسيط زي أي شاب عادي في بلدنا، طيب ومفيش بينه وبين أي حد مشاكل، كل مشكلته أنه طموح ونفسه من صغره يكون حاجة كويسة"، ويستكمل: "قرر يخاطر بحياته ويهاجر من طريق البحر الخطر لإيطاليا لأن ظروفه كانت صعبة زي ناس كتير، ومفيش شغل ليهم، وساب البلد مع كتير من شباب منطقة أبو قير بعد ما قرروا أنهم يبدأوا حياة جديدة في اللى فاضل من سنين عمرهم".

واختتم "نجيب" قوله: "هاني له أخ وحيد، ووالدته متوفية، ومنزلهما القديم انهار منذ سنوات قليلة، واضطرا للانتقال للإقامة في شقة مفروشة لحين تحسن ظروفهم، إلا أن قيمة الإيجار كانت مرتفعة، نظرًا لكون العائلة تعمل في مجال الصيد وهو مجال لا يأتي بالمال الوفير ويعتمد على رزق البحر الذي من المحتمل أن لا يأتي كل يوم، وهذا كان أحد الأسباب الرئيسية لهجرة الأخوين أحدهما إلى فرنسا والآخر إلى إيطاليا، بعدما ضاقت بهم السبل في بلدهم".

فيديو قد يعجبك: