"نرمين" أول "استورجية" في الفيوم: أعول زوجي المريض وأولادي الأربعة

الفيوم - حسين فتحي:

كالرجال تمامًا تتسلق نرمين "السقالة" حاملة فرشاة وطلاء لتزيين السقف.. لا تخشى السقوط متحدية مخاطر المهنة وأمراضها.. وكعادة "بنات الأصول" تعمل لإعالة زوجها المريض وأولادها الأربعة.

نرمين ناجح تبلغ من العمر 31 عامًا، من مواليد قرية منشأة عبد الله بمحافظة الفيوم، عانت من ظلف العيش بعد مرض زوجها، الذي يعمل "أستورجي" لدهان الصالونات وتركيب الحلى المذهبة في الأسقف، فقررت أن تمتهمن مهنته وتعوله وأطفالهما الأربعة "سارة 6 سنوات، ساندي 11 سنة، سيلفيا 9 سنوات، كيرلس 4 سنوات"

تقول نرمين: "تزوجت قبل 13 عامًا من عاطف زكى غطاس، وأنجبت منة 4 أولاد لكنه أصيب بالربو وأصبح غير قادر على العمل"، وهنا ظهر المعدن الحقيقي للفتاة الريفية وتمسكت بزوجها وأسرتها وقررت أن تتعلم المهنة مضيفة: "تعلمت هذه المهنة بعد إصابة زوجي بعد 15 يومًا من زفافنا، وعدم قدرتة على العمل حتى لا أمد يدي لأحد.. ورغم أنني السيدة الوحيدة في مصر التي تمتهن هذا المجال وكلام الناس كتير، إلا أنني أصعد على السقالة مثل الرجال تمامًا ولا أخشى السقوط".

وعن حال مهنة في هذه الفترة تشير إلى أن الحلى الصينية رخيصة الثمن رديئة "أوقفت حال الأستورجية"، "فبعد أن كان الزبائن يلجأون لنا لتزيين الأسقف والصالونات بالفرشة والطلاء، أعجبتهم المنتجات الصيني سهلة التركيب".

ورغم أنها سيدة ريفية، إلا أن نرمين لا تلتفت لكلام الناس، وتذهب إلى القاهرة للعمل من الأحد إلى الخميس من كل أسبوع، وتوضح ذلك بقولها: "ميهمنيش كلام حد وبشتغل في القاهرة 5 أيام.. وباقي الأسبوع بقضيه مع جوزي وأولادي في منشأة عبد الله"، مناشدة الرئيس عبد الفتاح السيسي بتوفير شقة سكنية لها في القاهرة دون مقدم، إذ أنها لا تملك المال لدفع مقدم وحدة سكنية بأسعار هذه الأيام، ولحاجتها الماسة لوحدة سكنية بالقرب من عملها.