لم يتم العثور على نتائج البحث

إعلان

بالصور.. "جرار زراعي" وسيلة أطفال "طمبو" بالمنيا لطلب العلم

04:02 م الخميس 28 ديسمبر 2017

المنيا – محمد المواجدي:

عندما تدقُ الساعة السادسة من صباح كل يوم، يستقل "العم صلاح" ابن قرية الريدي في مركز بني مزار شمال محافظة المنيا، جراره الزراعي، ويبدأ في نقل أبناء قريته، إلى مدارسهم داخل قرية "طمبو"، المجاورة لهم؛ بسبب عدم وجود مدارس لهم داخل قريتهم "الفقيرة".

فأمام قطعة أرض تصل مساحتها أكثر من ستة قراريط "أملاك دولة"، والتي كان الأهالي قد أنشأوا عليها، حجرات بداية من الطوب الجيري "البلوك الحجري" العام الماضي بالجهود الذاتية، حتى تكون مدرسة لأبناءهم لتلقي دروسهم فيها، بدلًا من قطعهم مسافات كبيرة سيرًا على الأقدام، إلا أنها ما زالت قائمة على وضعها، لعدم موافقة الجهات المعنية عليها، يقف الرجل الستيني "صلاح الديب" مستقلًا جراره الزراعي ليبدأ في نقل أبناء قريته، إلى مدارسهم حتى ينجح في نقل أكبر عدد منهم حين يدق جرس "الحصة الأولى"، فيما يلجأ الباقي إلى السير على الأقدام مسافة تصل إلى 10 كيلو مترات ذهابًا وإيابًا، ويستقل الطلاب ميسوري الحال "التوك توك".

عدسة "مصراوي"، رصدت الخطر الذي يتعرض له، ما يقرب من 500 من طلاب المرحلتين الابتدائية والإعدادية، من أبناء قرية "الريدي"، باعتلاءهم الجرارات الزراعية، وفوق المحاريث الزراعية؛ للوصول إلى مدرستهم.

"أولادنا بيواجهوا الموت علشان يتعلموا"، كلمات وصف بها أهالي القرية ومنهم "عيسى محمد"، و"عبد المحسن عواد"، و"عامر سلطان"، معاناة أبنائهم خلال ذهابهم إلى مدارسهم المتواجدة داخل قرية "طمبو" المجاورة لهم، والتي تبعد نحو ما يقرب من 5 كيلو مترات؛ ما يعرضهم للخطر خلال الذهاب والإياب، لسيرهم على أقدامهم مسافة 10 كيلو مترا يوميًا، موضحين أنه وبسبب عدم وجود وسائل مواصلات آمنة تسير على الطريق الذي يربط القريتين، يستخدم الأهالي "الجرارات الزراعية"؛ لنقل الطلاب إلى المدرسة؛ ما يعرض حياتهم للخطر، لاعتلاء الجرار الواحد، عدد كبير من التلاميذ، حيث يجلس بعضهم على "المحراث"، المُعلق في مؤخرة "الجرار ".

وقال عيسى محمد، إن عددًا من أهالي القرية، من ميسوري الحال، اتفقوا مع بعض سائقي "التوك توك"، لتوصيل أبنائهم من وإلى المدرسة، مقابل مبلغ من المال، لا يستطيع غالبية أهالي القرية توفيره؛ ما يدفع أبناءهم السير على الأقدام، أو اعتلاء الجرارات الزراعية، للوصول إلى المدرسة.

وأوضح الأهالي، أن المخاطر التي تواجه أبنائهم، خلال الذهاب إلى المدرسة والعودة منها سيرًا على الأقدام، والمتمثلة في مهاجمتهم من قبل "الكلاب الضالة " المنتشرة على الطريق بين الزراعات وتعرض الطالبات للمضايقات، فضلًا عن حوادث الطرق وتعرضهم لإرهاق يمنعهم من استيعاب دروسهم داخل المدرسة، وعدم المذاكرة داخل المنزل، لاستغراقهم في النوم، فور عودتهم إليه.

وأوضح الأهالي، أنه وبسبب المخاطر التي تواجه أبنائهم، شرعوا وبالجهود الذاتية في إنشاء مدرسة على أرض "أملاك دولة"، منذ عام 2010، وحصوا على كافة الموافقات، إلا أن هيئة الأبنية التعليمية لم تبدأ عملية الإنشاء حتى الآن، مطالبين اللواء عصام البديوي "محافظ المنيا"، بالتدخل ومخاطبة كافة الجهات الختصة، لإنهاء إجراءات إزالة المبنى الذي أنشأوه بالجهود الذاتية على قطعة أرض "أملاك دولة"، وإنشاء الأبنية التعليمية، مدرسة لهم.

فيديو قد يعجبك:

إعلان

إعلان