"أبو الرضيعة والميت الحي".. حكاية ناجيين من مجزرة "الروضة"
الشرقية - فاطمة الديب:
الدم والرصاص والجثث التي تساقطت، واحدة تلو الأخرى؛ مشاهد لن ينساها الناجون من مجزرة المسجد في قرية "الروضة". والأب والعم والأخ القائم من بين الأموات، قصص تفاصيلها تظل إلى الأبد بذاكرة "حسن وحسين" ابنَي مؤذن "الروضة" الشهيد.
"كنت موجود بين صفوف المصلين قبل الحادث بدقائق، وكان معايا بنتي اللي عمرها سنة ونص.. هي اللي نجتني"، يروي "حسين" كيف نجا من موت محقق نال من أبيه وعمه، ويضيف: "فضلت بنتي تبكي فشلتها وجريت بيها ع البيت جري وقولت أرجع جري عشان ألحق الصلاة، ولما رجعت لقيت الضرب في المصلين شغال".
يتذكر "حسين" كيف كان المشهد خارج المسجد، فيقول: "أصوات الرصاص كانت كتيرة، والضرب كان بشكل عشوائي، وفي الوقت اللي وقفت فيه أصوات الرصاص شوفتهم وهما طالعين بالعربيات بيدوسوا كل اللي يقابلهم.. لو كانوا كفرة ما كانوش عملوا كده".
بالداخل كان حسن بين النيران.. يقول "حسين": "من كتر الضرب حسن وقع بين اللي ماتوا وغرق في دمهم، ولما لقى الرصاص كتر والضرب شغال عمل نفسه ميت وسط الميتين".
"حسن" بين الأموات سمع مكالمة تليفونية أجراها أحد المتطرفين أثناء الهجوم، كان الإرهابي يقول: "تمام يا ريس خلصنا عليهم"، بينما رد عليه من كان على الطرف الآخر وقتما هدأت أصوات الطلقات، وبدا صوته واضحًا: "عيد عليهم تاني، مش عايز واحد يفلت منهم".
كانت النيابة العامة أصدرت بيانًا عن الحادث، جاء فيه أن الهجوم نُفِّذ بداية خطبة صلاة الجمعة، وأن عدد العناصر المهاجمة كان ما بين 25 و30 إرهابيًا، حضروا في 5 سيارات دفع رباعي، وكانوا يرتدون الملابس العسكرية، ويرفعون علم تنظيم "داعش"، فيما كان بعضهم ملثمًا. كما كشف بيان النائب العام أن المسلحين حاصروا جميع مداخل المسجد ومخارجه، ووقفوا على الأبواب وبالنوافذ، البالغ عددها 12 نافذة، حيث فتحوا النار من أسلحتهم، ثم أحرقوا 7 سيارات للمصلين.
فيديو قد يعجبك: