لم يتم العثور على نتائج البحث

إعلان

​بال​صور.. كيف حاول مسئولو أسوان إخفاء مواسير صرف "كيما" عن عين الرئيس؟

01:08 م الأحد 29 يناير 2017

تطبيق مصراوي

لرؤيــــه أصدق للأحــــداث

أسوان- إيهاب عمران:
وقف الشاب الإسواني علاء مصطفى، في مؤتمر الشباب الثاني، يشكو للرئيس عبد الفتاح السيسي، ومحافظ أسوان مجدي حجازي قائلا: "المحليات مبتشتغلش إلا لما يكون في زيارة للرئيس، بقول كدة حتى لو هيفصلوني شغلي أو هتعملوا فيا اللي عايزينه"، قبل أن يكشف عن أزمة صرف كيما، ومحاولة إخفاء الحقيقة عن عين الرئيس.

ورد الرئيس على الشاب قائلًا: "تحبوا كلنا نطلع نشوف مع بعض.. هنروح نشوف"، قبل أن ينفذ وعده بالفعل ويزور المحطة ليكتشف حقيقة ما قاله الشاب، ما دفع السيسي لاحتضان علاء وتقبيل رأسه في ختام المؤتمر.

موقف الرئيس مع علاء، يفتح الباب للتساؤل: كيف حاول المسئولون المحليون إخفاء مواسير صرف كيما عن عين الرئيس؟

وقال مواطنون إن مسؤلي شركة مياه الشرب والصرف الصحي حاولوا إخفاء إلقاء مخلفات الصرف الصحي الخاص بمصرف كيما فى مياه نهر النيل, عن طريق تركيب مواسير تأخذ المياه من أمام المصب الى عمق النيل.

ورصدت عدسة "مصراوي" محاولة شركة المياه والصرف إخفاء مواسير مصرف كيما التي تلقي مخلفاتها في النيل، عبر طمرها بالرمال، وغرسها في عمق الأرض.

وقبل حديث الشاب مع الرئيس، تقدم شهاب الخازندار رئيس مجلس أمناء مؤسسة ابن النيل ببلاغ للنائب العام ضد محافظ أسوان ومسؤلي شركة مياه الشرب والصرف الصحي يتهمهم بتضليل رئيس الجمهورية, والتعمد فى إصابة أهالي أسوان بالأمراض الناتجة عن القاء 120 الف متر مكعب من مياه الصرف الصحى داخل نهر النيل وبالقرب من محطات مياه الشرب.

كما دشن عدد من النشطاء هاشتاج باسم "انقذوا أسوان" ولاقى تفاعلا كبيرا، وقال عبد الناصر صابر نقيب المرشدين السياحيين السابق بأسوان وصاحب فكرة الهاشتاج , إن محافظة أسوان تمر بأسواء مراحلها من حيث النظافة والتطوير وبدلا من قيام المسئولين بواجبهم والعمل على حل المشكلات وانتهاز فرصة زيارة الرئيس لطلب الاعتمادات المالية اللازمة لإنهاء المشكلات التى تعانى منها المحافظة، ومن أهمها مشكلة القاء مخلفات الصرف الصحى فى نهر النيل، فوجئنا بقيام المحافظة وشركة مياه الشرب بمحاولة اخفاء المشكلة عن طريق تركيب 40 ماسورة لنقل المياه من منطقة المصب الظاهرة الى أعماق نهر النيل, دون مراعاة للكوارث التى ستحدث نتيجة هذا التصرف، وأهمها أن هذا المصرف الذى يلقى بمخلفاته فى نهر النيل هو مخر للسيول، وهو ما يعني أنه في حال سدت المواسير ذات القطر الصغير، وحدث سيل، فستكون النتيجة غرق مدينة أسوان، ناهيك عن التلوث الشديد لنهر النيل والذى سيؤدى الى أضرار بالغة للأحياء المائية ولسكان مناطق بهاريف وأبو الريش.

ودافع المهندس ممدوح سيد أحمد رئيس فرع جهاز شؤون البيئة بأسوان, عن إدارته قائلا: وزارة البيئة لا تقوم بتنفيذ المشروعات، وإنما تقدم الدعم المادي والفني، وبالنسبة لمصرف السيل قدمت الوزارة دعما ماليا كبيرا على دفعات بلغ 30 مليون جنيه، مضيفا: ما تم من تركيب مواسير تم بناء على دراسات قامت بها ادارة حماية النيل والري، وهذه المواسير لن تقضى على المشكلة نهائيا، لأن الحل النهائي يتوقف على تطبيق نظام المعالجة الثلاثية.

من جانبه، نفى المهندس عبد الرحمن حسن مدير هندسة نيل أسوان ما قاله رئيس فرع جهاز شؤون البيئة عن وجود دراسات وموافقات من ادارة حماية النيل لتنفيذ هذا المشروع، وقال إنه لم يتم أخذ رأيهم في المشروع ولم تصدر منهم أي موافقات، مضيفا: فور علمنا بما يتم اتخذنا الاجراءات القانونية وحررنا محضرا ضد شركة مياه الشرب والصرف الصحى بصفتها الجهة المنفذة, وأخطرنا شرطة المسطحات لتقوم بإيقاف الأعمال الجارية .

بدوره، قال المهندس رفعت اسماعيل رئيس مجلس ادارة شركة مياه الشرب والصرف الصحي بأسوان إنه لا علاقة بين الأعمال التى جرت لتركيب مواسير لنقل مياه مصرف كيما الى نهر النيل بزيارة الرئيس لأسوان، مضيفا: عملنا كان فى النور وأمام الناس والأجهزة الرقابية ولا يوجد شيء نخاف منه، وما تم هو حل مؤقت وبمجهودات ذاتية من الشركة إبعاد منظر الصرف الذى كان يؤذى المارة والسياح على كورنيش النيل واخفاء الروائح الكريهة، وذلك حتى يتم انتهاء الأعمال فى محطتي رفع "كيما ا" و"كيما 2" واللتين ستحلان المشكلة بشكل نهائي.

وأوضح رئيس الشركة أن محطة كيما 1 سيتم افتتاحها نهاية فبراير الجاري، أما محطة كيما 2 فسيتم افتتاحها منتصف ابريل القادم .

يذكر أن مشكلة مصرف السيل أو ترعة كيما تعود لأكثر من نصف قرن، عندما أنشأ مصرف السيل كمخر للسيول، ولكنه تحول الى مخر للصرف الصحي والكيماوي من مصانع كيما، وللنفايات الطبية للمستشفيات التى توجد بجوار المصرف، وكل ذلك يتم القاؤه فى نهر النيل، ورغم اعتماد أكثر من 150 مليون جنيه، واعلان الحكومة أكثر من مرة عن أنهاء المشكلة وتحويل الصرف الى الغابات الشجرية إلا ان المشكلة مازالت قائمة، فهل يحسم تدخل الرئيس السيسي الموقف؟

 

فيديو قد يعجبك: