بعد 6 سنوات- زوجة ضابط الشرطة المختفي بسيناء: لا يزال حيًا بشهادة داعية سلفي.. وهذه تفاصيل لقائي بمرسي
الدقهلية - رامي محمود:
لا يزال إصرار دعاء رشاد على أن زوجها المقدم محمد الجوهري حيًا لم يقتل ثابتًا، رغم 6 سنوات مرت على اختفاء الزوج وعدد من زملائه، استسلمت زوجاتهم للأمر الواقع وأقمن دعوات بإثبات وفاتهم. مصراوي كان له هذا اللقاء مع الزوجة التي روت الساعات الأخيرة لها مع زوجها قبيل اختطافه.
ما سبب إصرارك على بقاء زوجك حي؟
لو أن ضابط شرطة مات لأعلن نبأ وفاته على الملأ، لكن لا يوجد جهاز سيادي واحد في مصر أكد وفاة زوجي وزملائه، وهناك شهود عيان على أنهم أحياء.
ما هي طبيعة عمل زوجك بشمال سيناء؟
كانت مهمته الارتكاز على نقطة حدودية فاصلة بين رفح المصرية والفلسطينية، وهى نقاط ارتكاز على الشريط الحدودي (ج).
هل كان يحكي لكِ عن مأمورياته في سيناء؟
طبعًا.. ذهب إلى سيناء 4 مرات، وكان دائما ما يحكي لي عن مأمورياته. وهاتفني يوم 29 يناير 2011 وقال لي: يا دعاء أرى أناس لم اعتادهم في شمال سيناء من قبل؛ لهجات ولغات مختلفة.. حاملي الأر بي جي والكلاشينكوف هنا على مرأى ومسمع من الجميع.
هل أخبرك عن الوضع بسيناء وقت الثورة؟
يوم 29 يناير كان مكلفًا بالانتقال إلى محل خدمته التي كان مقررًا أن يبدأها من التاسعة مساءً وإلى التاسعة من صباح اليوم التالي. وعند ذهابه إلى خدمته تبين له أن زملاءه تعرضوا لإطلاق رصاص وأرسلت مديرية أمن شمال سيناء إشارة بسرعة إخلاء المنطقة الحدودية والبقاء داخل الاستراحات حتى إشعار آخر.
هل كان هناك اتصال بينكما قبيل اختطافه؟
أيوة.. قرر محمد مغادرة سيناء صباح 5 فبراير 2011 بعد انتهاء مأموريته، ومساء يوم 4 اتصلت به وبعد انتهاء المكاملة وفي تمام الساعة الرابعة فجرًا فوجئت بخبر عاجل يُبث عبر الفضائيات عن تفجير خط الغاز بالعريش فاتصلت به مرة أخرى للاطمئنان عليه، إلا أن هاتفه كان خارج التغطية، وحاول شقيقي وهو ضابط شرطة الاتصال به، دون أي جدوى، فاتصلنا بمديرية أمن الدقهلية ومديرية أمن شمال سيناء، وتوصلنا إلى أرقام الفندق الذي كان يقيم به، وأكدوا لنا أنه لم يعد منذ يوم 3 هو وضابطين آخرين.
هل ذهبت إلى سيناء بحثًا عن زوجك؟
ذهبت إلى شمال سيناء صباح يوم 6 فبراير، وتوجهت مباشرة إلى مديرية الأمن، حيث شاهدت انفلاتًا شديدًا لدرجة أن مدير الأمن كان مختبأ تحت مكتبه من الخوف.
ماذا كان رد مسؤولي الأمن بسيناء عن اختفاء زوجك؟
رد غير متوقعه من مدير أمن شمال سيناء، الذي قال لي نصًا: "زوجك غائب عن الخدمة يا مدام واحنا غيبناه علشان ساب خدمته ومشي".
وما كان رد فعلك في ذلك الوقت؟
حررت محضر بقسم الشرطة والتقيت بدو سيناء عن طريق أشخاص من دمياط، ووصلت إلى سيارة زوجي، ولم أر آثار أي رصاص أو دماء بالسيارة، التي كانت متفحمة نتيجة إشعال النيران بها.
هل شاهد أحد زوجك وقت اختطافه؟
هناك شهود عيان على واقعة اختطافه أكدوا لي أن لجانًا شعبية من البدو على الطريق أوقفت سيارة زوجي وزملائه في طريق عودتهم إلى المنصورة واقتادوهم إلى مكان مجهول بعد أن أطلقوا الرصاص وأصابوا أحد زملاء زوجي النقيب شريف المعداوي، ثم قاد أحد أعضاء هذه اللجان سيارة زوجي إلى مدق جبلي محاولاً إخفائها وعند تعثره في سحبها أشعل النيران بها.
تعاقب وزراء داخلية منذ وقت الاختطاف وإلى الآن، كيف كانت ردودهم على حادثة زوجك؟
توجهت إلى اللواء محمد إبراهيم وزير الداخلية الأسبق، وطلبت منه لقاء رئيس الجمهوية في ذلك الوقت محمد مرسي، وبالفعل التقيته إلا أنه (مرسي) طالبنا بنسيان الأمر والزواج.. "وجدت نفسي أمام قاض شرعي وليس رئيس جمهورية" يقول لنا إن الضباط المختطفين "شهداء"، وحينما طالبته بسؤال "حماس" عن زوجي وزملائه صاح في وجهي.
لا يزال لديك إصرار على أن زوجك حي.. لماذا؟
أجهزة سيادية أكدت لي أن المختطفين أحياء، وإحدى الجهات رصدت مكان إخفاءهم أكثر من ثلاث مرات، وحينما طالبت بإثبات ذلك أكدوا لي أن مندوبيهم يؤكدون أن المختطفين أحياء ولكن في كل مرة يتم نقلهم من مكان لآخر.
ما حكاية الداعية السلفي الذي أعلن رؤيته زوجك وزملاءه؟
هو الشيخ محمد الزغبي، داعية سلفي التقى أحد أقارب النقيب شريف المعداوي وأكد له أنه رأى الضباط المختطفين والتقى. واتصلت بي والدة النقيب شريف المعداوي وطالبت مني التواصل مع الشيخ الزغبي المقيم بمدينة المنصورة، وتدخل أحد أقاربي للتوسط للقائه وذهبت إليه فقال لي: أشهد الله أن أخوة بشمال سيناء اتصلوا بي وأكدوا أن الضباط موجودين لديهم وذهبت وشاهدتهم داخل حوش كبير بوسط سيناء وكان للخاطفين مطالب بالإفراج عن 21 شخصًا قدمت قائمة بهم إلى إحدى الجهات السيادية.
كيف تتعامل معك وزارة الداخلية حاليًا؟
تتعامل معي على أن زوجي ما يزال بالخدمة وأتقاضى راتبه إلى الآن، إلا أنني أتمنى أن تتخذ الدولة قرارًا جادًا وتستدل الستار على تلك القضية أما بعودة زوجي وزملائه أو إظهار جثامينهم في حال استشهادهم.
ماذا تريد السيدة دعاء رشاد؟
أتمنى لقاء الرئيس عبدالفتاح السيسي ولا أريد تكريمًا بل أريد أن أتوصل إلى زوجي.
فيديو قد يعجبك: