جدة أحد الناجين من قارب الموت: "استلف أموالاً للسفر وعاد محملاً بالديون"

المنوفية - هبة سالم:

في منزل ريفي بسيط بقرية كفر طنبدي التابعة بمركز شبين الكوم بمحافظة المنوفية جلست جدة " نبيل مصطفى دياب " أحد الناجين من غرق مركب رشيد والذى لم يتواجد بالمنزل منذ عودته الخميس الماضي، حيث يقضى معظم وقته بالخارج بحثا عن عمل جديد لتعويض الأموال التي دفعها لسمسار الهجرة الغير شرعية.

قالت الجدة أن حفيدها مصطفى يبلغ من العمر ١٩ عاما حاصل على دبلوم صناعي والده يعمل عامل باليومية وكذلك والدته التي تعمل بالمنازل ويخرج كلا منهما صباحا ولا يعودون إلا في المساء للبحث عن لقمة العيش.

وأضافت أن حفيدها لم يجد عملاً مناسباً له حيث كان لا يستقر في عمله كثيرا ولذلك بحث عن مصدر أخر للرزق بعد ما اقنعوه اصدقائه بالسفر الى ايطاليا لجلب الكثير من الاموال.

وأكدت أن حفيدها استلف نحو ١٠ الاف جنيه لإعطائهم لأحد السماسرة لمساعدته على السفر بالخارج بالاتفاق على مبلغ اخر وهو ٢٠ الف جنيه فور وصوله ايطاليا قائلة " ما نعرفش اسم السمسار بيقولوا من الشرقية" .

وأشارت قائلة " خسرنا كل حاجة بس الحمد لله ابننا رجع سليم", موضحة ان حفيدها هو الابن الاكبر لوالديه ولديه شقيق واحد يدعى محمد بالصف الثاني الصناعي.

وقالت ان حفيدها اكد لهم ان المركب التي غرقت كانت تستوعب اكبر من حمولتها حيث كان بتواجد بها نحو ٦٠٠ شخص معظمهم من جنسيات مختلفة من سوريين وفلسطينيين وسودانيين وهو ما ادى الى غرق المركب حيث انها لم تستوعب العدد الكبير.

وأكدت ان حفيدها نجا بروحه بإلقاء نفسه في المياه محاولا السباحة الوصول الى الشاطئ الى ان انقذه احد الصيادين.

وأوضحت انه تم القبض عليه عقب خروجهم من المياه واحتجازه برشيد وذهب والده واقاربهم لمحاوله خروجه وعادوا به يوم الخميس، مؤكدة انهم عملوا بغرق المركب من وسائل الاعلام.

وأشارت إلى ان حفيدها اكد لهم عدم نجاة أي من السيدات والاطفال الذين كانوا معهم على متن السفينة وحاولوا انقاذهم ولكن دون جدوى.

واختتمت كلامها بمناشدة المسئولين بتوفير فرص عمل مناسبة للشباب في ظل ارتفاع الاسعار قائلة " الشباب طهقان من العيشة ارحموهم".