إعلان

بالصور-"مصراوي" يحاور بطلة واقعة "صور حلب المفبركة" ببورسعيد

03:40 ص الأربعاء 21 ديسمبر 2016

تطبيق مصراوي

لرؤيــــه أصدق للأحــــداث

 بورسعيد - طارق الرفاعي:

داخل منزل متعدد الطوابق بشارع صلاح سالم بحي الشرق، أحد الأحياء الراقية بمحافظة بورسعيد، التقي "مصراوي" بأسرة الطفلة "رغد"، بطلة واقعة الصور الـ"مفبركة" عن المشاهد الدموية فى مدينة "حلب" بدولة سوريا والتي تم التقطاها بين أطلال منزل منهار بحانب المجري الملاحي لقناة السويس.

بعد تجاوزها مرحلة قلقها وتوترها من الحديث لوسائل الاعلام، وبصوت طفولي رقيق بدأت الطفلة "رغد"، صاحبة الـ12 عامًا، حديثها قائلة: "والله لم أكن أعلم أن الصور ستعرض على أنها من مدينة حلب، والمصور قال لي أن الصور ستعرض في مسابقة، فلقد أخبرتني إحدي صديقاتي بالمدرسة من خلال عمل "منشن" لي علي الـ "فيسبوك" لمصور شاب يدعى (مصطفى) يطلب فتاة في سن من 11 إلى 13 عام لتصوير خارجى، وعلقت على (البوست) وطلبت محادثته على الخاص للتعرف علي المسابقة ومواصفات الفتات التي يبحث عنها، فطلب مني رقم والدتي للتواصل معها".

وتابعت حديثها:"تواصل المصور مع والدتي وأقنعها بأنه سيقدم الصور في مسابقة وسيتم ترشيح صورتي فيها، وأنه سيلتقط صورًا تعبيرية وسيأخدنا إلى "ترزي" لتفصيل فستان أبيض لي، وبالفعل ذهبنا لأخذ المقاسات ويوم التصوير طالبنا بالانتظار عند مدخل منطقة الاستثمار بشارع محمد علي، وأخذنا في "ميكرو باص" وذهبنا عند بيت مهجور ومحطم فلقد كانت منطقة مليئة بآلات كبيرة للزراعة، ويوجد مبنى ملىء بالحجارة وأسقفه متساقطة، وقمت بارتداء الفستان هناك، وقام بسكب (مكركروم) على الفستان وعند سؤال والدتي له عن السبب قال لها سنلتقط صورًا عن معاناة أطفال سوريا وما يتعرضون له".

وأضافت :"جاء الأمن أثناء وقوفنا علي الطريق وسألنا عن السبب فأجاب المصور ووالدتي أننا نلتقط صورًا للتعاطف مع سوريا فتم اصطحابنا إلى القسم، حيث اكتشفت أنه لا يوجد مسابقة ولا أي شيء وأن المصور كان سينشر الصور علي إنها من سوريا ومصورة داخل حلب"، مختتمة حديثها قائلة:"أنا وأمي وأسرتي بنحب مصر جدًا، ولو كنا نعلم ذلك ما فعلناه .. احنا اضحك علينا واتخدعنا".

وبهدوء شديد وثقة بدأت سحر منصور، والدة الطفلة "رغد" حديثها قائلة: "أعمل معلمة وأنا أرملة ومعي 5 أطفال أصغرهم رغد، ولما عيطت علشان تتصور مقدرتش أرفض طلبها لكونها يتيمة، وهي أقربهم لقلبي، فهناك أشقاء أكبر منها في الجامعة ومراحل التعليم المختلفة" - ثم ارتفعت نبرة صوتها مصحوبة بعصبية وحدة في الحديث - قائلة :"لا أقبل أن يتم اتهامي بخيانة بلدي، فأنا أفخر بمصريتي وأفخر أيضًا أنني ابنة من أبناء المدينة الباسلة بورسعيد، ولا أقبل أن يقال عني إنني أتاجر بقضية أو أسعي لكي أشوه صورة بلدي".

وأضافت:"الحكاية إن ابنتي طالبتني بمكالمة المصور بدعوي أنه سيلتقط صورًا تعبيرية، ويبحث عن فتاة عبر الفيسبوك لتصويرها من أجل أن يشارك في مسابقة، وابنتي في فريق تمثيل المدرسة وتطمح في الشهرة، وكانت تتحدث عن أن هذه الصور بمثابة بداية شهرتها، فتواصلت معه وأخبرني أنه سيقوم بتفصيل فستان لابنتي، فذهب أخيها معها إلي (الترزى)، وعندما علمت أن الموضوع تضامن مع أطفال سوريا رفض أخيها الأكبر وقالى لى "دى سياسة.. وأنا ماليش دعوة بالحاجات دى"، فذهبت أن معاها وأراني المصور صورة الفستان الأبيض الذي سترتديه رغد خلال التصوير، إلا أنني فوجئت يوم التصوير بانه ملطخ بمادة لونها أحمر وأخبرني أن التصوير سيكون عن معاناة أطفال حلب، فاعترضت في بداية الأمر، لكن قولت لنفسي ربما التقاط هذه الصور سيجسد واقع يعاني منه هؤلاء الأطفال الذين أشاهدهم يوميًا وقلبي بيتقطع عليهم، بالإضافة إلي حرصي علي تلبيةً رغبة ابنتي بأن صورتها سيتم مشاركتها على صفحة المصور الذى يتابعه حوالى 11 ألف معجب، وربما يتحقق طموحها الفني"

واستطردت في حديثها:"لم أشك لحظة في ما يحدث أثناء التصوير وعندما استوقفنا الأمن تكلمت معهم بكل صراحة إننا نصور صور تعبيرية عن أطفال حلب، إلا أننى فوجئت بالظابط يقول للمحيطين: (شايفين أهو دا اللي كنت بقول لكم عليه الصور اللي بتتنشر على الفيسبوك كلها مزيفة وناس بتتاجر بالقضية)، فشعرت بالقلق الشديد، وفي دقائق قليلة حضرت 6 سيارات أمن، واصطحبونا إلى القسم وهناك وجه إلينا تهم التقاط صور مزيفة ونشرها على كونها من مدينة حلب السورية".

وأكدت والدة الطفلة علي أنها لم تتقاضى أي مبالغ مالية وأن التصوير كان مجانًا، مختتمة حديثها قائلة:"أكثر ما احزنني عندما ذهبنا إلي القسم وقالت رغد لي وهي تصرخ (أنا للى عملت فيكى كده يا ماما .. ماتاخدوش ماما).

جدد المستشار أحمد يسرى، قاضي المعارضات بمحكمة محافظة بورسعيد الابتدائية، أمس الثلاثاء، حبس المتهم بتصوير طفلة فى مشاهد دموية "مفبركة" بين الأطلال قرب قناة السويس فى نطاق محافظة بورسعيد، على أنها فى مدينة "حلب" السورية، 15 يومًا على ذمة التحقيقات.

كانت قوات الإدارة العامة لتأمين المجرى الملاحى لقناة السويس قد ضبطت كل من: "مصطفى.ال.م، 25 عام، و"محمد.ح.م"، 22 عام، و"سياف.أ.ع"، 22 عام، و"مصطفى.أ.ع"، 21 عام، مصور فوتوغرافى، و"سحر.م.ع"، 44 عام، وبرفقتهم الطفلين "رغد" 12 عام، و"سيف"، 8 أعوام، أثناء قيام المصور بافتعال مشهد للطفلة وتصويرها مرتدية فستانًا أبيض ملوثًا باللون الأحمر المشابه للدم، وبيدها "شاش" ملوث باللون الأحمر، ودمية صغيرة ملوثة بنفس اللون، وتظهر فى خلفية المشهد أطلال منزل متهدم سبق صدور قرار إزالة بشأنه، لنشرها عبر صفحات مواقع التواصل الاجتماعى، لإيهام مشاهديها بأن تلك الصور محصلة الأحداث الجارية فى مدينة حلب السورية.

وأمر أحمد البلاسى، مدير نيابة الجنوب ببورسعيد، بإخلاء سبيل سائق السيارة بضمان محل الإقامة، والسيدة بكفالة ثلاثة آلاف جنيه، والمتهمين الآخرين بكفالة ألف جنيه لكلًا منهما، وتسليم الطفلين لولى أمرهما بعد أخذ التعهد عليه بحسن رعايتهما، وحبس المصور "مصطفى.أ.ع" 4 أيام على ذمة التحقيق قبل أن يتم تجدديها إلي 15 يومًا.

فيديو قد يعجبك:

إعلان

إعلان