لم يتم العثور على نتائج البحث

إعلان

بالصور - حكايات و"جدعنة" محمود عبد العزيز في حي الورديان بالإسكندرية

07:20 م الأحد 13 نوفمبر 2016

تطبيق مصراوي

لرؤيــــه أصدق للأحــــداث

الإسكندرية - محمد عامر:

أمام منزل قديم، أصابه الدهر بشروخ على واجهته، يجلس عم أحمد، رجل عمره أقل قليلاً من عمر ذاك البيت، كل ما يُفكر فيه الآن هو أيام الطفولة التي قضاها في رحاب ذلك الشارع، تمر الذكريات أمام عينيه كشريط فيلم سينمائي قديم، فذكرياته مع "محفوظ" لن ولم تنمحِ من ذاكرته، ما يلبث أن يروي حكاياته ويغزلها لأهل الحتة، قبل أن يقطع الحديث شاب عشريني "انت بتتكلم عن مين يا حاج.. مين محفوظ ده"، يبتسم هنيهة قبل أن يرد ثم يُشاور بيُسراه صوب ذلك البيت المكون من ثلاث طوابق يطلقون عليه "بيت المعاون": "هنا كان ساكن ابن حتتي محمود عبد العزيز.. اللى كانوا بينادوا عليه باسم محفوظ".

ما بين بيت "حسونة" وبيت "المعاون" في حي الورديان الشعبي بمدينة الإسكندرية، قضى الفنان الكبير محمود عبد العزيز ما يزيد على 21 عامًا من حياته، قبل أن يغادرها إلى القاهرة لتحقيق حلمه فى دخول عالم الفن والتمثيل، مستندًا على موهبة سرعان ما أشاد بها الجميع.

ورغم حياته المليئة بالشهرة والنجومية لم ينقطع "محفوظ" –كما يعرفه أهل منطقته- عن زيارة عائلته بمنزلهم القديم بشارع الشيخ "طموم" قبل أن يصبح خاليًا بعد وفاة والده ووالدته.. "مصراوى" ذهب إلى هناك بحثًا عن جزء من حياة الساحر قد لا يعرفه الكثيرون عنه.

يقول عم أحمد، إن نبأ وفاة الفنان الكبير أصابهم بالصدمة والحزن، مشيرًا إلى تعلقهم الشديد به والذي طالما قابلها هو بتواضع واعتزاز بنشأته في حي الورديان الشعبي، يسير قليلًا صوب زاوية الشيخ حافظ "هنا كان يواظب الفنان الراحل على الصلاة.. فجميعنا يشهد على أدبه وأخلاقه وطباعه الحسنة"، مؤكدًا أنه لا يتذكر فى يوم أنه أغضب أحدًا منه.
صورة 1

فى الجهة المواجهة لمنزله حيث تقع صيدلية الرحمة، لصاحبها الدكتور شفيق السيد شحاته، كان "الساحر" يواظب على شراء الدواء لوالده ووالدته قبل وفاتهما، فيما يجتذب عز الدين إبراهيم أطراف الحديث، يتذكر وعلى وجهه ترتسم ابتسامة رقيقة "لما محمود كان صغير كنت باروح أوديه لصالون الحلاقة اللى في شارع طموم.. كان بيدفع وقتها نص فرنك".

صورة 2

"طول عمر أسرته فى حالهم وناس يخافوا ربنا".. جملة قالتها جارته الحاجة خضرة أحمد إبراهيم، وهى تتحدث عن عائلة الفنان الراحل، ووصفتهم بأنهم جيران الهنا، معددة أسماء أسرته بالكامل.

ومن بيت "المعاون" إلى بيت" حسونة" أكملنا جولتنا سيرًا على الأقدام لرصد جانب آخر من حياة الفنان الذي أمتع الملايين بأدواره التي تعد علامة بارزة فى تاريخ السينما المصرية.

وبوصلنا وجهتنا؛ حيث كان يعيش بمنزل جده القديم قبل أن ينتقل إلى "بيت المعاون"، استقبلتنا الحاجة سناء عبد الرحمن، أحد أقدم ساكنيه، لتحكي لنا عن موقف إنساني لا تنساه للفنان الراحل، قائلة: "ابنى بترت رجله بسبب القطار وإحنا ساكنين فى الطابق الثالث وكان بيعانى فى النزول والصعود للمنزل.. وفى يوم روحت للأستاذ مجدى شقيق الأستاذ محمود وطلبت منه أنى أأجر الشقة اللى فى الدور الأرضي وساعتها أخوه رفض ووقتها الفنان كان موجود معاه"، لافتة إلى أن الفنان الراحل قام بتعنيفه وأصرّ على إعطائهم الشقة.

واختتمت جارته الستينية، حديثها لـ"مصراوى"، بقولها إن الفنان الراحل طالما ساعد الفقراء من أهل منطقته من خلال أموال كان يقوم بإيداعها فى "رابطة الورديان" خاصة فى رمضان.

بخروجنا من الحى الشعبي إلى شارع أكبر يبعد قليلًا عن ميناء الدخيلة؛ حيث تقع مدرسة "طاهر بك الإعدادية بنين"، يُرفرف على مبناها العتيق أعلام مصر ومحافظة الإسكندرية، كانت المفاجأة فالمدرسة التى التحق بها الفنان محمود عبد العزيز فى طفولته تم بنائها عام 1224 هجرية ومازالت تعلوها لافتة حجرية نحت عليها الهلال والنجمة التي كانت تزين علم مصر فى فترة الملكية.

واستقبلنا داخل المدرسة – قبل أن تأتى تعليمات من إدارة غرب الإسكندرية التعليمية بمنع التصوير أثناء اليوم الدراسي، قال محمود عبد الله، مدرس مادة "المجالات" إن المدرسة عمل بها أيضا الفنان الراحل كمال الشناوي كمدرس لمادة التربية الفنية، قائلا: "مدرستنا خرجت فنانين".

يشار إلى أن الفنان محمود عبد العزيز، قد رحل عن عالمنا، أمس السبت، عن عمر ناهز الـ70 عامًا عقب صراع مع المرض، ووارى جثمانه الثرى، مساء اليوم الأحد، بمقابر "أم كبيبة" بمنطقة الورديان غربى الإسكندرية، عقب وصوله من مسجد الشرطة بمدينة 6 أكتوبر بعد أداء صلاة الجنازة عليه.

فيديو قد يعجبك: