إعلان

"ناقوس الخطر يدق".. قرية الكاب "رأس غارب" جديدة في بورسعيد

01:46 م السبت 12 نوفمبر 2016

تطبيق مصراوي

لرؤيــــه أصدق للأحــــداث

بورسعيد - طارق الرفاعي:

حالة من الترقب في عيون أهالي قرية "الكاب" الملاصقة للمجري الملاحي لقناة السويس بجنوب محافظة بورسعيد، بالكيلو 36 علي طريق "بورسعيد - الاسماعيلية"، لما تخبيء لهم سماء الشتاء هذا العام من أمطار تنهار معها أسقف منازلهم سريعاً لتبدأ معها معاناتهم السنوية التي تدق ناقوس الخطر قبل حدوثها، في رسالة للمسئولين ورجال الأعمال والجمعيات الأهلية لعلهم يتدخلون قبل فوات الأوان لانقاذ أهالي القرية من مجهول يحيط بهم قد يحصد مزيد من الأرواح.

عشرات المنازل شبه المنهارة بداخلها عائلات تعيش تحت مستوي الفقر، ومع أولي خطواتك داخلها تستشعر قدماك أرضيته المتهالكة التي تجعلك تظن في باديء الأمر أنها ستنهار أسفلها، وسرعان ما تلتفت إلي حوائط المنزل المليئة بالشقوق والأسقف التي منها المصنوع من الخشب الذي عفي عنه الزمن وأصيب بـ"السوس" ومنها ما هو مصنوع من المسلح الذي يظهر حديده أمامك بعدما انهارت الطبقة التي تغطيه.

"نعيش عيشة الأموات"..هكذا بدأت "أم محمد"، ربة منزل، حديثها قائلة :"نعيش عيشة الأموات عندما يأتي الشتاء، وتمتليء الشوارع والمنازل بالمياه والطين، بجانب القمامة التي تتراكم ولا يأتي أحد ليجمعها إلا علي فترات متباعدة، بالإضافة إلي مياه الأمطار التي تسقط من الأسقف وتعرض حياتنا وحياة أطفالنا للخطر، وليس لدينا ما نملكه لكي نرمم الأسقف أو نبنيها "مسلح"، وعندما طالبنا المحافظ بوحدات سكنية لم يسأل علينا، أو يهتم بمطالبنا، قائلاً لنا (لما نشوف البلد الأول) وكأننا لسنا من البلد".

عم حسن، صياد، يتحدث قائلاً: "أعيش منذ قرابة الـ30 عاماً في الكاب، الحياة هنا بالقرية صعبة للغاية والشتاء عندما يأتي بأمطاره يغرق المنزل وأغرق أنا وأسرتي بداخله وتتحول حياتنا لجحيم، ولاصلاح الأسقف والمنزل نحتاج إلي أموال كثيرة تفوق امكانياتي وامكانيات ممعظم سكان القرية"، مناشداً رجال الأعمال والجمعيات الأهلية والدولة بتقديم الدعم لهم لترميم أسقف المنازل قبل بدء موسم المطر، مختتماً حديثه بعبارة:"نحن نعيش بجانب المجري الملاحي للقناة، وخلال كل الأحداث التي شهدتها مصر كنا ومازلنا نحمي القناة بأجسادنا وأرواحنا ولا نجد من يقدم إلينا يد العون ويحمينا من الأمطار.

علي بعد خطوات من منزل "عم حسن" منزل أكثر سوءًا تطل من نافذته سيدة عجوز تشير بيديها لكي نذهب إليها ونتحدث معها وبالرغم أنها لا تتذكر اسمها إلا أن جيرانها قالوا إنها تدعي "أم هالة" التي بدأت حديثها قائلة :"أنا عندي حوالي 100 سنة أعيش بمفردي وابنتي تأتي بين الحين والأخر للسؤال عني وتلبية احتياجاتي، لكن أنا بتمني عندما تأتي الأمطار ألا يغرق منزلي، لأنني أعاني كثيراً ولا أستطيع الحركة وأحياناً لا أتحرك من علي السرير وأقضي حاجتي في مكاني لعدم مقدرتي علي الحركة وسط المياه التي أغرقت المنزل".

"أم شيماء"، ربة منزل قالت:"عندما يأتي الشتاء تسقط الأمطار من السماء في الشوارع وداخل منازلنا في نفس الوقت، بسبب الأسقف المنهارة، فمنازل المنطقة كلها مبنة علي مياه حلوة، حيث أن أصل الأرض (ترعة) وتأتي فترة معينة تخرج المياه من الأرض، فنكون محاصرين ما بين مياه تخرج من الأرض، ومياه الأمطار التي تسقط من الأسقف، وللأسف لا أحد يسأل عنا وعن مطالبنا، حتي عضو مجلس النواب بعد انتخابه لا يهتم بمشاكلنا التي يعلمها جيداً".

وأضافت "أم شيماء": "أشاهد أشخاص وجمعيات في التلفزيون تتحدث عن قيامهم بترميم أسقف المنازل وتقديم مساعدات للمحتاجين وأريد أن أتصل بهم، لكن لا أملك حق تلك المكالمة فأولادي أولي بها، وزوجي رجل بسيط، ولو كنت أقدر علي العمل لذهبت وعملت حتي أساعده، خاصة ولدي ابنة مقبلة علي الزواج".

محمد ابراهيم فؤاد، من أهالي قرية الكاب، يقول :"عندما يغرق منزلي في الشتاء، لا يجد أولادي مكاناً ينامون فيه، وأنا أقف عاجزاً أمامهم لا أملك ما أستطيع أن أقدمه لهم، خاصة وأنا أعمل صياد وفي الظروف الحالية أعمل يوم بعد يوم وأحياناً أجلس بالأيام بدون أن أنزل للصيد أنا والكثيرين".

الثانويه العامه وأخبار التعليم

فيديو قد يعجبك:

إعلان

إعلان