بالصور - سكر بـ"طعم الذل".. سيارت "الزبالة" تحمله للمواطنين بالبحيرة!
البحيرة – أحمد نصرة:
سادت حالة من الغضب الشديد والاستياء بين مواطني مدينة دمنهور ، بمحافظة البحيرة، بعد أن فوجئوا بسيارة قمامة تابعة للوحدة المحلية، محملة بالسكر تتوقف أمام منفذ السلع الغذائية الموجود بميدان جلال قريطم، لتبدأ في بيع الكمية للجمهور.
وأمام أزمة السكر الشديدة وحاجة المواطنين إليه، لم تمنع الحالة المزرية للسيارة ووضوح آثار التلوث الشديد عليها، المواطنين من التزاحم لمحاولة الحصول على كيلو أو اثنين من السكر بسعر معقول.
قال أحمد حجازي – موظف : "منتهى الذل و الإهانة، هي حصلت كده، السكر في عربيات القمامة ".
وتفاقمت أزمة السكر بشكل كبير وأصبحت أسعاره تشكل عبئًا على المواطن البسيط، بعد أن وصل سعره إلى 10 جنيهات للكيلو لدى المحلات، و 9 في المراكز التجارية الكبرى، وفي اغلب الأوقات لا يكون متوفراً.
قالت أمنية السيد – ربة منزل : ّ" هنعمل إيه بس .. أيوة عربية قمامة بس مفيش قدامنا غير إننا نشتري منها، مهو بره الكيلو بـ 10 جنيه وكمان مش موجود".
وطالب عدد كبير من المواطنين بمحاسبة المسؤول عن قرار نقل السكر وبيعه من أعلى سيارة للقمامة دون مراعاة للأخطار الصحية التي يمكن أن تترتب على ذلك.
قال أيمن ناصر - طالب: " يجب محاسبة المسؤول عن هذه الكارثة فوراً وتوقيع عقوبة قاسية عليه لكي يتعلم احترام المواطنين والتعامل مع آدميتهم فمن امن العقوبة أساء الأدب".
وقال سيد صبحي – معلم: " مش معنى إن المواطن محتاج و نسبة كبيرة من الشعب اتأثرت بالغلاء وبيدوروا على توفير كل قرش إنهم يتهانوا بالشكل ده، إلي حصل ده لازم مايعديش بالساهل".
وقال عبد العزيز منتصر- محاسب: " بصراحة أنا مش لاقي كلام أقوله، المفروض إن الكارثة دي بتحصل قدام الجميع وعلى عينك يا تاجر في أكبر ميدان والغريب إن المحافظ بتاعنا مهنته الأساسية دكتور، طيب إزاي؟".
وحذر الدكتور إبراهيم شبل أبو النصر، أخصائي الأمراض الباطنية و الكلى، بمستشفى دمنهور التعليمي، من خطورة نقل السلع الغذائية بما فيها المغلفة منها في مثل هذه السيارات وقال :" هذه السيارات ملوثة بنفايات عضوية، وتكون بيئة خصبة لنمو البكتريا المسببة للنزلات المعوية والأمراض الخطيرة كالحمى التيفودية، والالتهاب الكبدي الفيروسي A، كما أنها ربما تحتوي على ملوثات كيمائية خطيرة تؤدى إلى الإصابة بالأورام السرطانية".
وفشل العديد من مواطني البحيرة في الحصول على حصتهم التموينية المقررة، في ظل عدم توافر السلعة لدى البقالين التموينين باستثناء عدد محدود للغاية لا يتناسب مع الأعداد الهائلة المسجلة بمنظومة التموين.
قال علي رجب – عامل: "رحت لأكتر من بقال تمويني علشان أصرف السكر، قالي مفيش خد حاجة تانية مكانه من السلع الموجودة، طيب إزاي، هنحلي الشاي بصلصة مثلاً".
وآثر عدد كبير من تجار التجزئة الامتناع عن الإتجار بالسكر في ظل الحملات المشددة المستمرة من الأجهزة الأمنية والتي وصلت إلى حد تحرير محضري حبس سلعة لتاجرين بمدينة دمنهور رغم أن ماكان بحوزة كلاً منهما لم يتجاوز كيلو سكر واحد.
قال علي بيومي – صاحب محل بقالة: "بطلنا سكر خلاص، هنجيب وجع الدماغ لنفسنا ليه بناقص المكسب إلي جاي من وراه، بطلت أشتغل فيه لغاية ما الأزمة دي تعدي".
وإلى جانب الحملات على تجار التجزئة وجهت مباحث التموين بالبحيرة عدد من الضربات القوية لكبار المحتكرين للسلعة وضبط كميات بمئات الأطنان إلا أن ذلك لم يساهم في حل الأزمة حتى الآن.
قال العميد وجدي الصيرفي، رئيس مباحث التموين بالبحيرة: " منذ حدوث الأزمة لا ندخل منازلنا و الحملات مستمرة ليلاً ونهاراً سواء على تجار التجزئة أو كبار التجار الذين يحبسون كميات كبيرة عن التداول لتعطيش السوق وجني أرباح أكبر".
كان الدكتور محمد سلطان، محافظ البحيرة أعلن عن شراء المحافظة 50 طن سكر من شركة النوبارية لطرحها بالأسواق وبيعها للجمهور بالأسعار المخفضة، وذلك عن طريق منافذ الوحدات المحلية المنتشرة بمدن ومراكز المحافظة، على ان تطرح تلك الكميات من السكر بالمنافذ أمام المواطنين وفقًا للكثافة السكانية بكل مركز ومدينة.
فيديو قد يعجبك: