التوتر الدبلوماسي حول جرينلاند: هل يشعل ترامب أزمة جديدة في أوروبا؟
دونالد ترامب
كوبنهاجن – (أ ش أ)
تتزايد المخاوف الأوروبية من أن تتحول جرينلاند إلى أزمة دبلوماسية غير مسبوقة، إذ يدرك الجميع أن واشنطن تمتلك العديد من الوسائل للضغط على الدنمارك.
وذكر المجلس الأوروبي للعلاقات الخارجية - في تقرير تحليلي - أنه في الوقت نفسه يعاني الدنماركيون من صعوبة إيجاد استراتيجية فعالة لاحتواء الأزمة، مشيرا إلى أنه في المنتدى الاقتصادي العالمي بدافوس، أعرب قادة أوروبيون عن قلقهم العميق إزاء طموحات ترامب المتكررة لشراء جرينلاند.
وأن هذا الاهتمام الأمريكي، بحسب محللين، يضفي شرعية على فكرة تغيير الحدود الأوروبية باستخدام القوة الاقتصادية والسياسية، وهو أمر يثير مخاوف في ظل الحرب الروسية على أوكرانيا.
وكشف أحد القادة في أوروبا الشرقية أنه أكثر قلقًا بشأن طموحات ترامب في جرينلاند من القتال الدائر في أوكرانيا، ويعود ذلك إلى المخاطر الاستراتيجية المرتبطة بسيطرة الولايات المتحدة على جزيرة ذات موقع حيوي في القطب الشمالي.
وفي العاصمة الدنماركية، تعيش الحكومة حالة طوارئ دبلوماسية بسبب التطورات المفاجئة؛ فمستشاري رئيسة الوزراء يقضون وقتهم في اجتماعات مغلقة لوضع سيناريوهات التعامل مع التهديدات الأمريكية، وسط قلق متزايد من ارتباط المسألة بالصراعات السياسية الداخلية في جرينلاند.
وقبل أيام، أعلن رئيس وزراء جرينلاند عن انتخابات في 11 مارس، فيما تتسابق الأحزاب السياسية هناك لإثبات دعمها للاستقلال عن الدنمارك، أعلن حزب "سيوموت" الحاكم بعد ذلك نيته إجراء استفتاء على الاستقلال، مما يعقد المشهد أكثر.
وتحاول الدنمارك استيعاب الضغوط الأمريكية بعرض تعزيز التعاون مع واشنطن في القطب الشمالي، لكنها لم تتلقَّ أي ردود واضحة من الإدارة الأمريكية حول مطالبها الفعلية، وفي الوقت نفسه، تعاني كوبنهاجن من صعوبة التواصل مع الدائرة الضيقة حول ترامب، التي تشمل شخصيات غير رسمية مثل إيلون ماسك ودونالد ترامب جونيور.
وما يقلق الدنماركيين أكثر هو انتشار أفكار مثيرة للجدل داخل الأوساط اليمينية الأمريكية، فقد طرح السيناتور تيد كروز فكرة إجراء استفتاء في جرينلاند للانضمام إلى الولايات المتحدة، بينما اقترح سياسيون آخرون توقيع اتفاقية شبيهة بعلاقات واشنطن مع بعض جزر المحيط الهادئ.
لكن أي تغيير سياسي سيواجه عقبات دستورية، حيث يجب على البرلمان الدنماركي الموافقة على أي استفتاء محتمل، وهو أمر مستبعد قبل عام 2035 على الأقل.
وتعتمد كوبنهاجن حاليًا على استراتيجيتين رئيسيتين: أولا، بناء دعم دولي حيث تقوم رئيسة وزراء الدنمارك مته فريدريكسن بجولات دبلوماسية في العواصم الأوروبية لحشد التأييد، على غرار ما تفعله بروكسل لمواجهة الضغوط التجارية الأمريكية.
وثانيا، تجنب استفزاز ترامب: حيث تسعى الحكومة الدنماركية لتهدئة التوترات عبر ربط القضية بملفات أوسع مثل التجارة والتعريفات الجمركية، على أمل أن يفقد ترامب اهتمامه بها مع مرور الوقت.
هذا المحتوى من
![Asha](http://www.masrawy.com/Images/asha.jpg)
فيديو قد يعجبك: