رفض وإدانات فورية من الحلفاء والخصوم لاقتراح ترامب بـ"السيطرة" على قطاع غزة
دونالد ترامب
واشنطن- (أ ب)
أعرب حلفاء الولايات المتحدة وخصومها على حد سواء، يوم الأربعاء، عن رفضهم الفوري وإدانتهم لاقتراح الرئيس الأمريكي، دونالد ترامب، بأن "تسيطر" الولايات المتحدة على قطاع غزة وتعيد توطين سكانه الفلسطينيين بشكل دائم.
وجاء اقتراح ترامب في مؤتمر صحفي مشترك بالبيت الأبيض مع رئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو، الذي ابتسم عدة مرات بينما كان الرئيس الأمريكي يشرح خطة لبناء مستوطنات جديدة للفلسطينيين خارج قطاع غزة، وأن تتولى الولايات المتحدة "الملكية" لإعادة تطوير الأراضي التي مزقتها الحرب وتحويلها إلى "ريفييرا الشرق الأوسط".
وقال ترامب: "ستسيطر الولايات المتحدة على قطاع غزة، وسنقوم بعمل كبير هناك أيضا".
وأضاف ترامب: "سنمتلكه وسنكون مسؤولين عن تفكيك جميع القنابل غير المنفجرة الخطيرة والأسلحة الأخرى في الموقع".
وأشار ترامب إلى أن الولايات المتحدة ستقوم بـ "تسوية الموقع، والتخلص من المباني المدمرة، وتسويتها، وتحقيق تنمية اقتصادية ستوفر عددا غير محدود من الوظائف".
وأثارت تصريحات ترامب معارضة سريعة، ومن المؤكد أنها ستؤثر سلبا على محادثات وقف إطلاق النار بين حماس وإسرائيل.
وأشاد رئيس مجلس النواب الأمريكي، مايك جونسون، النائب الجمهوري عن ولاية لويزيانا، بتصريحات ترامب ووصفها بأنها "إجراء جريء على أمل تحقيق سلام دائم في غزة".
وقال جونسون عبر موقع إكس: "نأمل أن يجلب هذا الاستقرار والأمن اللذين تشتد الحاجة إليهما إلى المنطقة".
وأعرب مسؤول في جماعة الحوثيين في اليمن عن إدانته لتصريحات ترامب بشأن قطاع غزة.
وقال محمد البخيتي، أحد قادة الحوثيين، عبر منصة "إكس" للتواصل الاجتماعي، إن تصريحات ترامب تمثل "الغطرسة الأمريكية" التي ستطغى على الجميع إذا قوبلت بـ "الخضوع من العرب".
وأضاف البخيتي: "إذا قررت مصر أو الأردن أو كلاهما تحدي أمريكا، فإن اليمن ستقف بكل قوتها إلى جانبها، إلى أبعد حد ودون خطوط حمراء".
وشن الحوثيون هجمات على إسرائيل وسفن الشحن التجارية التي تمر عبر ممر البحر الأحمر خلال الحرب بين إسرائيل وحماس. وتوقفت هجمات الحوثيين مع وقف إطلاق النار في الحرب، لكن المرور عبر قناة السويس، وهو أمر حيوي للاقتصاد المصري، تراجع إلى النصف خلال حملتهم.
وأعرب وزير الخارجية الأمريكي، ماركو روبيو، عن تأييده لتعليقات الرئيس ترامب بشأن قطاع غزة.
وقال روبيو، عبر منصة "إكس" للتواصل الاجتماعي: "يجب تحرير غزة من حماس".
وأضاف روبيو، في إشارة إلى شعار حملة ترامب: "اجعل أمريكا عظيمة مرة أخرى"، إن "الولايات المتحدة مستعدة لقيادة غزة وجعلها جميلة مرة أخرى. وهدفنا هو تحقيق السلام الدائم في المنطقة لجميع الأشخاص".
ومع ذلك، أثارت تعليقات ترامب انتقادات فورية من المملكة العربية السعودية وغيرها من دول الشرق الأوسط، التي طالما دافعت عن حق الفلسطينيين في أن تكون لهم دولة مستقلة خاصة بهم في قطاع غزة والضفة الغربية، وعاصمتها القدس الشرقية.
البيت الأبيض يغير نبرته بشأن غزة
بعد يوم من تصريحات ترامب حول نقل الفلسطينيين من قطاع غزة، اتخذ البيت الأبيض نبرة أكثر حذرا، وفقا لما أوردته وكالة الأنباء الألمانية (د ب أ).
وعندما سُئلت المتحدثة باسم البيت الأبيض كارولين ليفيت من قبل أحد الصحفيين عما إذا كانت الحكومة الأمريكية مستعدة لإجلاء الناس قسرا من منازلهم، ردت بشكل مراوغ.
وبدلا من ذلك، شرحت بشكل عام أن "الرئيس مستعد لإعادة بناء غزة للفلسطينيين ولكل الناس في المنطقة"، ووصفّت المنطقة بأنها "موقع هدم" غير صالح للسكن.
وأكدت مرة أخرى أن الدولتين المجاورتين مصر و الأردن ستكونان مضطرتين لاستقبال اللاجئين الفلسطينيين "مؤقتا" لهذا الغرض، لكنها تركت السؤال مفتوحا حول كيفية عودة الناس إلى وطنهم.
وقالت ليفيت: "إنه ليس مكانا صالحا للعيش لأي إنسان...أعتقد أنه في الواقع من الشر أن نقترح أن يعيش الناس في مثل هذه الظروف المروعة".
الأمم المتحدة: خطة ترامب تطهير عرقي
رفضت الأمم المتحدة خطة ترامب، قائلة إن "أي تهجير قسري للناس يعادل التطهير العرقي".
ونقل ستيفان دوجاريك المتحدث باسم الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو جوتيريش، عن الأخير قوله: "عند البحث عن حلول، يجب ألا نزيد المشكلة سوءا".
وأضاف دوجاريك: "من الضروري أن نلتزم بأساسيات القانون الدولي، ومن المهم تجنب أي شكل من أشكال التطهير العرقي"، وذلك بعد أن تم سؤاله عن خطة ترامب الخاصة بغزة.
وأكد دوجاريك أن جوتيريش سيؤكد التزام الأمم المتحدة بحل الدولتين.
ردود فعل داخلية
وأثارت خطة ترامب لوضع قطاع غزة تحت السيطرة الأمريكية وتهجير الفلسطينيين القاطنين فيه نقاشا حادا، بما في ذلك داخل حزبه الجمهوري.
ووصف سيناتور ولاية ساوث كارولينا ليندسي جراهام، وهو حليف مقرب لترامب، الاقتراح بـ "المشكلة" وأعرب عن شكوكه حول مدى استعداد الجمهور الأمريكي لإرسال القوات إلى غزة للمساعدة في تنفيذ الخطة.
وعندما سُئلت كارولين ليفيت عما إذا كان ترامب مستعدا لإرسال القوات الأمريكية إلى غزة لإزالة السكان الفلسطينيين بالقوة، كانت ردودها مراوغة مرة أخرى، حيث قالت فقط إن الرئيس "لم يلتزم بإرسال القوات الأمريكية إلى المنطقة".
كما تعرضت الخطة لانتقادات حادة من المعارضة الديمقراطية.
ماذا يقول القانون الدولي؟
ينص القانون الدولي الإنساني العرفي في القاعدة 129 على أنه "لا يجوز لأطراف النزاع المسلح الدولي أن تقوم بتهجير أو نقل قسري للسكان المدنيين من الأراضي المحتلة، كليا أو جزئيا، إلا إذا كان أمن المدنيين المعنيين أو الأسباب العسكرية الضرورية تقتضي ذلك".
ورغم وجود استثناءات للقانون، إلا أنه من غير المحتمل أن تنطبق أي من هذه الاستثناءات في حالة غزة.
وبحسب اللجنة الدولية للصليب الأحمر، فإن القانون الدولي الإنساني العرفي يعد جزءا من القانون الدولي مثل اتفاقيات جنيف الأربع التي وُقعت في عام 1949، والتي تهدف إلى حماية حقوق الإنسان للمدنيين والجرحى وأسرى الحرب أثناء النزاعات.
فيديو قد يعجبك: