إعلان

اتهامات بتطهير عرقي.. كيف رأى العالم اقتراح ترامب بتهجير سكان غزة؟

05:23 م الثلاثاء 28 يناير 2025

دونالد ترامب

كتبت- أسماء البتاكوشي:

"تطهير غزة من المسلحين وإحلال السلام بالشرق الأوسط".. اقتراح عرضه الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، لتهجير أكثر من 2 مليون فلسطيني إلى الدول المجاورة "مصر والأردن"، والذي لاقى إدانات واسعة من قبل الدول المعنية، حتى أنهم اعتبروه تطهيرًا عرقيًا، محذرين من الفوضى التي قد تعم المنطقة إذا نُفذ هذا الاقتراح.

وقال الرئيس الأمريكي، السبت الماضي، إنه يرغب في أن تستقبل الأردن ومصر النازحين من غزة بسبب الحرب المدمرة التي تشنها إسرائيل على القطاع، مضيفًا للصحفيين، "نتحدث عن مليون ونصف مليون شخص لتطهير المنطقة برمتها"، واصفًا غزة بأنها "مكان مدمّر"، إن هذه الخطوة قد تكون "مؤقتة أو طويلة الأجل".

الاقتراح يربط إدارة ترامب بالساسة اليمينيين المتطرفين في إسرائيل، إذ أيده وزير المالية الإسرائيلي بتسلئيل سموتريتش - الذي أثار الجدل بزعمه أنه " لا يوجد شيء اسمه شعب فلسطيني "، فضلًا عن وزير الأمن القومي المستقيل إيتمار بن غفير، الذي أدين ذات يوم بدعم الإرهاب والتحريض على العنصرية ضد العرب.

1

رفض مصري أردني

ورفضت كلِ من مصر والأردن ترحيل أو توطين الفلسطينيين، إذ قالت وزارة الخارجية المصرية في بيان لها، ترفض "ترحيل أو تشجيع نقل أو إزالة الفلسطينيين من أرضهم، مؤكدة التزام مصر بمبادئ وثوابت الحل السياسي للقضية الفلسطينية، مشددة على أنها تظل القضية المركزية في الشرق الأوسط والتأخر في حلها وإنهاء الاحتلال واستعادة الحقوق المسلوبة للشعب الفلسطيني هو السبب الرئيسي لعدم الاستقرار في المنطقة".

وفي هذا السياق، تجدد مصر دعمها المتواصل لصمود الشعب الفلسطيني على أرضه وتمسكه بحقوقه المشروعة في أرضه ووطنه، وبمبادئ القانون الدولي والقانون الدولي الإنساني، كما تؤكد رفضها لأي مساس بهذه الحقوق غير القابلة للتصرف، سواء من خلال الاستيطان أو ضم الأراضي أو طرد أصحابها الشرعيين بالتهجير أو تشجيع تهجير أو اقتلاع الفلسطينيين من أرضهم، سواء بشكل مؤقت أو دائم".

بينما قال وزير الخارجية الأردني أيمن الصفدي في مؤتمر صحفي في عمان يوم الأحد: "الأردن للأردنيين وفلسطين للفلسطينيين، ورفضنا للترحيل ثابت ولا يتغير"، موضحًا أن رفض الأردن للتهجير ثابت لا يتغير وضروري لتحقيق الاستقرار والسلام الذي نريده جميعا، وحل القضية الفلسطينية في فلسطين و"الأردن للاردنيين وفلسطين للفلسطينيين".

2.

تنديد فلسطيني ورفض دولي

كما ندد السياسيون الفلسطينيون بهذه الخطة باعتبارها خطة لتطهير غزة عرقيا من أراضيها، بينما في الولايات المتحدة الأمريكية حتى السيناتور ليندسي جراهام ــ أحد أشد المؤيدين لإسرائيل في الكونجرس، ــ قال لشبكة "سي إن إن" في مقابلة إنه لا يعتقد أن الفكرة "عملية للغاية، لا أعرف ما الذي يتحدث عنه ترامب".
ومن جانبها رفضت الحكومة الألمانية أيضا فكرة التهجير الجماعي للفلسطينيين، إذ قال متحدث باسم وزارة الخارجية للصحفيين في برلين إن البلاد تتشاطر وجهة نظر "الاتحاد الأوروبي وشركائنا العرب والأمم المتحدة، بأن السكان الفلسطينيين لا ينبغي طردهم من غزة ولا ينبغي احتلال غزة بشكل دائم أو إعادة استعمارها من قبل إسرائيل".
وفي إيطاليا، حاولت رئيسة الوزراء اليمينية جورجيا ميلوني وضع نفسها كوسيط بين الإدارة الأمريكية الجديدة وأوروبا، إذ قالت"ترامب محق عندما يقول إن إعادة إعمار غزة هي بالتأكيد واحدة من التحديات الرئيسية التي نواجهها، ولكن لكي تنجح، فإن الأمر يتطلب قدرا كبيرا من المشاركة من جانب المجتمع الدولي".
وأضافت: "أما بالنسبة لقضية اللاجئين، فلا أعتقد هنا مرة أخرى أننا نواجه خطة محددة من ترامب، أعتقد أننا نواجه بدلا من ذلك مناقشات مع الجهات الفاعلة الإقليمية، التي تحتاج بالتأكيد إلى المشاركة في هذا.

3

محاولات مستمرة للتهجير

ومنذ حرب الأيام الستة عام 1967، عندما استولت قوات الاحتلال لأول مرة على قطاع غزة، الذي كان تحت الحكم العسكري المصري، كان المسؤولون والمعلقون الإسرائيليون يدفعون بشكل دوري بفكرة إمكانية إعادة توطين الفلسطينيين في مصر.
وفي الآونة الأخيرة، تم طرح هذه الفكرة في ورقة مسربة من وزارة الاستخبارات الإسرائيلية، إذ أوصت تلك الورقة "المفاهيمية" بأن تقوم إسرائيل "بإجلاء السكان المدنيين إلى سيناء" ثم إنشاء "منطقة معقمة تمتد لعدة كيلومترات، داخل مصر" لمنع العودة، الفكرة التي كانت غير قابلة للتنفيذ.

لكن مصر رفضت مرارًا أي مخططات من قبل إسرائيل لتهجير الشعب الفلسطيني، لأن الفكرة غير قابلة للتنفيذ، إذ أعلنت منذ فترة طويلة على لسان رؤسائها ومسؤوليها، معارضتها لأي جهود من جانب تل أبيب لإسناد مشكلة غزة إلى القاهرة، سواء من خلال النقل القسري للسكان أو غير ذلك.

4

بحلول يناير الجاري، كان هناك 877 ألف لاجئ وطالب لجوء مسجلين في مصر، وفقًا للمفوضية العليا للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين، بينما في مايو، قال السفير الفلسطيني في القاهرة دياب اللوح، إن ما يصل إلى 100 ألف من سكان غزة عبروا إلى مصر منذ بدء الحرب.
وفي الأردن، يوجد أكثر من 2.39 مليون لاجئ فلسطيني مسجلين لدى وكالة الأمم المتحدة لإغاثة وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (الأونروا)، بحسب الوكالة.

ومع محاولات إسرائيل المستمرة لتهجير الفلسطينيين، فإن مصر والأردن يقفا حائل دون تنفيذ مخططها، فإنهما يدعمان إنشاء دولة فلسطينية في الضفة الغربية المحتلة وغزة والقدس الشرقية، وهي الأراضي التي احتلتها إسرائيل في حرب عام 1967، وتخشى الدولتان أن يؤدي النزوح الدائم لسكان غزة إلى جعل ما يسمى "حل الدولتين" مستحيلًا .

فيديو قد يعجبك:

إعلان

إعلان